Sunday, November 24, 2024
x

بعدتزايد أخطار السلفية على فرنسا؟

In احداث on . Tagged width:

أفادت التحقيقات أن ميكاييل هاربون مرتكب الاعتداء ضد المقر المركزي للشرطة في باريس، يوم الجمعة 4/10، والذي أدى لمقتل أربعة أشخاص وهاربون، ينتمي إلى التيار السلفي في فرنسا.

ثير هذا التيار اهتماما متزايدا من قبل أجهزة الأمن والباحثين المتخصصين منذ أكثر من بضعة أعوام، وقد أبدى جهاز الاستخبارات المركزي الداخلي قلقا كبيرا في تقرير نشره في صيف عام 2018، من سرعة انتشار هذا التيار.

ويحدد المتخصصون دخول الفكر السلفي إلى فرنسا بمرحلة التسعينات من القرن الماضي، مع تعاظم نفوذ الشبكات الدينية الخليجية مع جامعاتها الإسلامية وتمويلاتها الكبيرة ووسائل النشر والإعلام التي أقامتها، مما سهل تطور هذا التيار على الأراضي الفرنسية.

ويحصي تقرير الاستخبارات الداخلية الفرنسية ما بين 30 ألف و50 ألف سلفي في فرنسا، يتراوح عدد المتشددين في صفوفهم بين 10 آلاف إلى 12 ألف، مما يعني أنهم يشكلون أقلية ضئيلة بالمقارنة مع تعداد مسلمي فرنسا الذي يقارب 6 ملايين مسلم، وفقا للتقرير، الذي يركز على تطور وتنامي التيار السلفي، ذلك إن عدد السلفيين في فرنسا لم يكن يتجاوز 5 آلاف عام 2004. كما أفادت مصادر مكافحة الإرهاب عام 2016 أن 120 مسجد أو قاعة للصلاة كانت تحت نفوذ السلفية.

وحقق السلفيون أكبر انتشار لهم في باريس، مارسيليا، ليون وليل، وخصوصا في أوساط الشباب من أبناء الجيل الثاني والثالث للهجرة الذين أرادوا تبني إسلام مختلف عن إسلام آبائهم التقليدي، كما جذب هذا التيار معتنقي الدين الإسلامي في فرنسا للهوية التي يطرحها من حيث المضمون والشكل مع ارتداء الجلباب واللحية غير المهذبة للرجال والحجاب أو النقاب للنساء.
ويقسم الباحثون سلفيي فرنسا إلى فئتين، الأولى يطلق عليهم تسمية التبليغيين وهم يرفضون العنف ولكنهم يعتبرون أنفسهم في قطيعة مع المجتمع الفرنسي على كافة المستويات، وبينما يؤمن الجهاديون أنهم في حالة حرب مع المجتمع الفرنسي، وفي الحالتين فإن أصحاب هذا الفكر متناقضون مع التركيبة الاجتماعية والفكرية الفرنسية وعاجزون عن التوائم أو العيش في إطار المجتمع الفرنسي.
وإذا كانت العلاقة عدائية بين الفئتين، إلا أن الرصد الاستخباراتي للجهاديين الذين ارتكبوا الاعتداءات المختلفة في فرنسا يكشف أن أغلبهم بدأ تطوره الديني في إطار التبليغيين.
في كافة الأحوال يتجاوز الاهتمام بالتيار السلفي في فرنسا، حاليا، أجهزة الاستخبارات والباحثين المتخصصين، إذ أثار تقرير أصدره مجلس الشيوخ قبل أشهر، الكثير من الضجة، لأنه ركز على التقصير الكبير في معالجة التهديد الداخلي، وتحديدا الخطر السلفي، بل وأشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في كلمة ألقاها في يوليو / تموز الماضي إلى أن مصدر التهديد كان في البداية هم العائدون من سوريا والعراق والذين قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الخطر الآن يأتي ممن لم يتمكنوا من السفر إلى تلك المناطق وممارسة الجهاد وفقا لمفهومهم، ويمكن، بالتالي، أن يحاولون التعويض عن ذلك بالقيام باعتداءات إرهابية على الأراضي الفرنسية.