فرنسا: مجلس الشيوخ يصوت لمنع مرافقات التلاميذ في الرحلات المدرسية من ارتداء الحجاب
صوت مجلس الشيوخ الفرنسي الثلاثاء، على مشروع قانون يمنع مرافقات التلاميذ خلال الرحلات المدرسية من ارتداء الرموز الدينية، بما فيها الحجاب، على أن يعرض أمام الجمعية الوطنية قريبا ليدخل حيز التنفيذ. ويأتي هذا في وقت تعيش فيه فرنسا جدلا محتدما بخصوص العلمانية والحجاب في المجتمع، وغداة هجوم على مسجد بايون جنوب غرب البلاد.
صوت مجلس الشيوخ الفرنسي الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول على مشروع قانون يمنع ارتداء الرموز الدينية، بينها الحجاب، على أولياء التلاميذ المرافقين في النزهات المدرسية. وصوت نواب مجلس الشيوخ (الغرفة العليا في البرلمان الفرنسي) بأغلبية 163 صوتا مقابل 114، لصالح المشروع الذي يتوجب عرضه على الجمعية العامة لكي يتم تبنيه بصفة نهائية.
وتقدمت بمشروع القانون هذا المجموعة البرلمانية لحزب “الجمهوريون” اليميني المعارض، التي تتمتع بالأغلبية في المجلس.
وأشارت النائبة أوستاش برينو (عن الحزب سابقا) في مرافعتها عن مشروع القانون إلى أنها استندت إلى القانون الذي أقر في آذار/مارس 2004 واعتمد مبدأ العلمانية في المدارس العامة الفرنسية ومنع الرموز الدينية في التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي واستثنى الجامعات.
فيما أعلن وزير التربية جان ميشيل بلانكيه معارضته للقانون، وحذر من “نتائج عكسية” له. فضلا عن أن حزب “الجمهورية إلى الأمام” ذا الأغلبية في الجمعية العامة، قد صوت ضد مشروع القانون في جلسة مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء.
ويأتي مشروع القانون، في سياق جدل محتدم حول العلمانية والحجاب في فرنسا، غذته بقوة حادثة الاعتداء على مسجد بايون في جنوب غرب البلاد الإثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر. فضلا عن حادثة ديجون التي وقعت منذ حوالى أسبوعين. ففي 11 تشرين الأول/أكتوبر قام جوليان أودول وهو عضو من حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، بالتهجم لفظيا على امرأة محجبة ترافق ابنها في نزهة مدرسية، طالبا منها خلع حجابها.
وعلق وقتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حادثة ديجون التي أثارت جدلا كبيرا بأن “الأمر لا يخصه”، محاولا النأي بنفسه وبحزبه المنقسم، عن موضوع حساس في المجتمع الفرنسي.
لكن الاعتداء على مسجد بايون، الذي أشعل عودا إضافيا في الجدل المحتدم حول الحجاب والعلمانية في فرنسا، دفع الرئيس الفرنسي للتصريح بوضوح عن موقفه من العلمانية، وجاءت المناسبة أثناء افتتاحه لـ “المركز الأوروبي الجديد للديانة اليهودية”، حيث انتقد من وصفهم بأنهم يغذون “بذور الكراهية والانقسام”، مشيرا أنهم يستعملون العلمانية كغطاء “للقيام بمعركة ضد هذا الدين أو ذاك”.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن “العلمانية ليست نفيا للواقع الديني ولا أداة ضد الأديان، بل هي قيمة تكمّل ثلاثية الجمهورية “الحرية المساواة الأخوة”… بقدر ما تدعم كلا منها وتقويها.
0 comments