Monday, November 25, 2024
x

روحانية الصوم – البابا شنودة الثالث

In تعليم كنسى on . Tagged width:

إننا نسمع داود النبي يقول: “أذللت بالصوم نفسي” (مز 35: 13)، ويقول “أبكيت بالصوم نفسي” (مز 69: 10)،

ويقول أيضًا: “ركبتاي ارتعشتا من الصوم” (مز 109: 24). كما أنه صام لما كان ابنه مريضًا، وكان يطلب نفسه من الرب. وفي صومه “بات مضطجعًا على الأرض” (2 صم 12: 16).

وقد صام دانيال النبي (دا 9: 3)، وصام حزقيال النبي أيضًا (حز 4: 9).

ونسمع أن نحميا صام لما سمع أن سور أورشليم مُنهَدِم وأبوابها محروقة بالنار (نح 1: 3، 4). وكذا صام عزرا الكاهن والكاتب، ونادى بصوم لجميع الشعب (عز 8: 21).

وقد قيل عن حنة النبية إنها كانت ” لا تفارق الهيكل عابده بأصوام وطلبات “(لو 2: 37).
———————————————
4- وصام الرسل
++++++++

في العهد الجديد، كما صام المسيح، صار رسله أيضًا..

وقد قال السيد المسيح في ذلك “حينما يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون” (متى 9: 15).. وقد صاموا فعلًا. وهكذا كان صوم الرسل أقدم وأول صوم صامته الكنيسة المسيحية. وقيل عن بطرس الرسول إنه كان صائمًا حتى جاع كثيرًا واشتهي أن يأكل (أع 10: 10) فظهرت له الرؤيا الخاصة بقبول الأمم. وهكذا كان إعلان قبول الأمم في أثناء الصوم. وبولس الرسول كان يخدم الرب “في أتعاب، في أسهار، في أصوام” (2 كو 6: 5)، بل قيل عنه “في أصوام مرارًا كثيرة” (2 كو 11: 27). وقيل إنه صام ومعه برنابا (اع 14: 23).

وفي أثناء صوم الرسل ظن كلمهم الروح القدس..

إذ يقول الكتاب “وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي” (أع 13: 2، 3) وما أجمل ما قاله الرب للرسل عن الصوم وعلاقته بإخراج الشياطين:

“هذا الجنس لا يخرج بشيء، إلا بالصلاة و الصوم” (مت 17: 21). إلي هذه الدرجة بلغت قوة الصوم في إرعاب الشياطين. ولم يكن الصوم قاصرًا علي الأفراد، إنما كان الشعب كله يصوم..
—————————————–
5- صوم الشعب كله
++++++++++

صوم الشعب يدخل في العبادة الجماعية (وهو غير الأصوام الخاصة).

فيه تجتمع كل قلوب الشعب معًا، في تذلل أمام الله. وكما اعتاد الناس أن يصلوا معًا واحدة، وبنفس واحدة، في صلاة جماعية يقدمونها لله (أع 4: 24)، وهذه غير الصلوات الخاصة التي في المخدع المغلق، كذلك في الصوم:

هناك أصوام، لها أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس:

يشترك فيها جميع المؤمنين معًا، بروح واحدة، يقدمون صومًا واحدًا لله. إنه صوم للكنيسة كلها.. ولعل أبرز مثال له الصوم الذي صامه كل الشعب لما وقع في ضيقة أيام الملكة أستير حتى يصنع الرب رحمة (إس 4: 3، 16). وصام الجميع بالمسوح و الرماد والبكاء، وسمع الرب لهم وأنقذهم. وكما صام الشعب كله بنداء عزرا الكاهن علي نهر أهوا متذللين أمام الرب (عز 8: 21، 23)، كذلك اجتمعوا كلهم بالصوم مع نحميا وعليهم مسوح وتراب (نج 9: 1). وكذلك صام الشعب أيام يهوشافاط (2 أي 20: 3) ويحدثنا سفر أرمياء النبي عن صوم الشعب في أيام يهوياقيم بن يوشيا (أر 36: 9). وصوم آخر جماعي في أيام يوئيل النبي (يوئيل 3: 5). ومن الأصوام الجماعية أيضًا: “صوم الشهر الرابع، وصوم الخامس، وصوم الخامس، وصوم السابع، وصوم العاشر” (زك 8: 19).

من كتاب

روحانية الصوم – البابا شنودة الثالث