* مصادر طقوس الكنيسة؟
الطقوس مصدرها الكتاب المقدس بصفة خاصة، والوحي الإلهي بصفة عامة علاوة على التقليد المقدس المسجل، والمتمثل في قوانين الآباء الرسل وتعاليم الآباء الرسل (الدسقولية) وقوانين المجامع المسكونية المقدسة والمعترف بها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وكذلك قوانين الآباء البطاركة الأقباط والتقاليد العظيمة المُسلّمة للكنيسة من عهد الكنيسة الأولى، واضعة أمام أعين المؤمنين قول الوحي المقدس “لا تنقل التخم (الحدود – الرسم – الترتيب – الوضع) القديم الذي وضعه آباؤك” (سفر الأمثال 28:22؛ 9:23).
وقد بدأت ممارسة الطقوس في العبادة من العهد القديم.. مثل طقس إبراهيم وإسحق ويعقوب بالنسبة لتقديم الذبائح، وطقس ملكي صادق الذي استخدم الخبز والخمر، (علي مثال السيد المسيح)، وطقوس الشريعة الموسوية التي أمر بها الرب موسي، بعدما رتبها الله وسلمها له علي الجبل لكي يدونها ويشرحها للشعب وسلمها للكهنة اللاويين ويحدد دور كل منهم في الخدمة.. إلخ.
وكذلك في العهد الجديد.. وهي مسلمة من السيد المسيح للرسل أنفسهم (لوقا 14:9-16) وقد سلموها للآباء الأولين، ثم انتقلت الطقوس بالتقليد ثم تم تسجيلها كما قال القديس بولس “لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا” (1 كورنثوس2:11-3)..
وقد خضع السيد المسيح لطقوس العهد القديم وقدسها بممارسته لها وختمها بطقس الختان (لوقا 22:2-25). وأمر الأبرص بإتمام طقوس التطهير لدي الكاهن (متى 4:8)، وعلم تلاميذه أمورًا كثيرة بخصوص الخدمة والقداس (أعمال الرسل 3:1). ولما أراد أن يبارك الأطفال وضع يده علي رؤوسهم ليباركهم (متى 15:19).
وقد مارس الرسل “الطقس” (الأعمال 23:21-26) ووضعوا ترتيبات للكنيسة وأمروا بها (كورنثوس الأولى 14؛ تسالونيكي الثانية 15:2 ؛ 6:3، فيلبي 5:1، العبرانيين 2:6، يعقوب 14:5).
وشهد تاريخ الكنيسة أن الآباء الأولين استخدموا الطقوس في القرنين الأول والثاني (كما ذكره يوستينوس والعلامة ترتليانوس).
وقال القديس ايريانوس (تلميذ بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول): “إن الرسل سلموا لنا كل ما يختص بالكنيسة”. وقال اكليمنضس الإسكندري: “إن مؤلفاتي تحتوي علي ما سمعته من أناس حفظوا التقاليد الحقيقية لبطرس ويعقوب ويوحنا وبولس أبًا عن جد”. وقال القديس باسليوس الكبير “من التقليد (الرسولي) تعلمنا رسم الصليب علي جباهنا والاتجاه نحو الشرق وطقس التقديس وطقس المعمودية وباقي الصلوات التي يتلوها الكاهن.
إن الطقوس تعبر عن الرابطة الطبيعية بين الروح والجسد؛ فالجسد يشترك مع الروح في السجود وفي التبرك بالمقدسات. إنها تنقل الأثر الروحي للنفس الباطنة عن طريق الحواس الخمس.. فرؤيتنا للمسيح المصلوب لها أعظم الأثر من فاعلية ألف عظة، ومثلها تأثيرات ألحان أسبوع الآلام، وكذلك رؤية صور القديسين (الأيقونات) لها تأثيرات في النفس..
وكذلك ممارسة أسرار الكنيسة تتم بصورة ملموسة (محسوسة)؛ ففي المعمودية لابد من التغطيس في الماء المصلي عليه، وفي الميرون وسر مسحة المرضي لابد من المسح بالزيت، وكذا في التناول.. الخ.
وتعتني الكنيسة بالموسيقي الدينية لما تنقله عن طريق الأذان إلى القلوب، ولهذا يقول ذهبي الفم “لو كنت عاريا من الجسد لكانت عطايا الله تمنح لك علي هذا النمط لكن حيث أن نفسك متحدة بجسدك فلزم أن يعطيك الله -بعلامات محسوسة- ما لا يدرك إلا بالعقل”.
0 comments