Wednesday, November 27, 2024
x

البابا تواضروس الثانى “من يصعد إلى جبل الرب”

In الكنيسة اليوم on . Tagged width:

تكلمنا في تأملات الصوم الكبير عن “من يصعد إلى جبل الرب”
هناك من يكتفي ولا يريد أن يصعد وهناك من يستصعب الطريق وهناك من يريد أن يصعد ويشجع الآخرين، من سيكون له نصيب في السماء؟
في هذه الصورة الجميلة هناك نوع من المنافسة، كلنا نحب المنافسة وحياتنا على الأرض صورة من هذا “من يصعد إلى جبل الرب”
ورحلة الصعود في ٨ خطوات فى الصوم، تكلمنا عن ثلاث خطوات كما تعلمها لنا قسمة الصوم الكبير بعد أن نقول “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم” ونكرر ماذا فعلا الصلاة والصوم عبر التاريخ وفي النهاية نقول “إما نحن فلنصوم عن كل شرًا بطهارة وبر ونتقدم لهذه الذبيحة المقدسة ونتناول منها بشكر ” ثم نذهب في ٨ خطوات الذي يصعد فيهم الإنسان إلى جبل الرب “لكي بقلب طاهر،وشفتان نقيتان، نفسًا مستنيره، ووجه غير مخزي (تأملنا اليوم) الخطوة الرابعة مناسبه للأسبوع الرابع (السامرية) تلخص في… قبل أن تقابل السيد المسيح كان لها وجه مخزي كانت جافه وناشفه في نهاية اللقاء صار لها وجه مقدس وهذه هى الصورة التي تقدمها لنا الخطوة الرابعة “وجه غير مخزي”
السامرية قابلت المسيح بوجه مخزي وكانت تتعامل بجفاء وتخجل من السيد المسيح، وكان الاعتياد أن تذهب النساء لأحضار الماء في الصباح الباكر والسامرية تجنبت هذا لوجهها المخزي وذهبت في الظهيرة حتى لا ترى إى إنسان ولا أحد يراها إما السيد المسيح كان ينتظرها كما ينتظر البشرية للخلاص في وقت الساعة الثانية عشر
وعندما تقابلت مع السيد المسيح تحولت لشخص أخر وصارت قديسه وكارزه ونحتفل بها الأحد الرابع في الصوم الكبير والأحد الثالث في الخماسين وفي السجدة الثالثة يوم عيد العنصرة وأصبح لها مكانه في حياتنا وفي قراءتنا الكنسية
ماذا يجعل الوجه مخزي وخجلان ويقول “للجبال والأكام غطينا من وجه الجالس على العرش”؟
١- خطية الإنسان:
عندما اخطأ آدم وحواء”سمعا صوت الرب ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامراته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة”، أيوب يُعرف الأنسان الخاطي يتحاشا الظهور أمام الناس ” وعين الزاني تلاحظ العشاء (المساء) يقول لا يراقبني عين فيجعل سترًا على وجهه” ويقصد أن الإنسان الخاطي يعيش في ظلمة، المرأة السامرية مثال قوي وكان لها وجه مخزي وخجلان من حياتها وسلوكياتها.
٢- الحقد والحزن:
في قصة قايين حين لم ينظر الله لقربانه” ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدًا وسقط على وجهه” وهذا الحقد هو الذي جعله يقتل أخوه ويرتكب أول جريمة قتل في تاريخ البشرية.
٣- الخوف:
مثل السارق يخاف أن ينكشف، في قصة موسى ” فغطى موسي وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله” نوع من الخوف وعدم الاستحقاق.
٤- عبادة الأوثان:
في حياتنا الكثير من الأوثان (الموبيل) من أكثر الأوثان لأنه صار متحكم فيك جدًا، وصار اهتمامك بالموبيل أكثر من اهتمامك بالإنجيل وهناك مرض اسمه “مرض الخوف من فقدان الموبيل” هناك أوثان في حياتنا ، انتبه أيها الحبيب ” يخزى كل عابدي تمثال منحوت المفتخرين بالأصنام ” هناك من يفتخر بموديل أو سعر الموبيل ارجوك انتبه لإنسانيتك لا يتحكم فيك شيء، استخدمه في حدوده الطبيعية حتى لا يكون سيدك بل خادمك.
٥- الإنسان الذي يعيش في المكر والخبث:
نجد ملامح وجهه مخزيه ويظهر على عينيه وفمه واتجاهات نظرته، الإنسان الذي يعيش في المكر والخداع في سفر يشوع بن سيراخ” خبث المرأة يغير منظرها ويرد وجهها أسود كالمسح” يقصد الإنسان بصفة عامة والخبث يجعل الإنسان لا يستطيع أن يرى وجه الله.
كل هذه الأمور تجعل وجه الإنسان مخزي، فكيف يرفع الإنسان الخزي عن وجهه؟
١- التوبة والأعتراف:هدف التوبه أن يصير لك وجه غير مخزي أمام الله، مزمور ٤٤ ” اليوم كله خجلي أمامي وخزي وجهي قد غطاني” وكل هذا من الخطية، أول شيء يرفع الخزي أن يتوب الإنسان عن خطيته ونخرج من سر الأعتراف ولدينا احساس براحة داخلية، السامرية فعلت ذلك وأعترفت “ليس لي زوج” صارت تحمل الوجه غير المخزي.
٢- أن يتذكر الإنسان دائمًا أن السيد المسيح إتى وتجسد وصلب من إجله، المسيح إتي ليساعد الإنسان أن يرفع الخزي عن وجهه، سفر إشعياء يخاطب النفس البشرية “لا تخافي لأنك لا تخزين ولا تخجلي لأنك لا تستحين فأنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد” النفس التي كانت حزينه بسبب الخطية جاء المسيح لأجلها وقصة التجسد كانت ليرفع عن الإنسان الخزي.
٣- نعمة ومعونة الله: النعمة الإلهية تعطيك الشجاعة وتسندك ويصير لك وجه مرفوع ولا نرى شهيد يضع وجهه في الأرض الله أعطاه معونة حتى يواجه هذه المواقف بلا خوف ” والسيد الرب يعينني لذلك لا أخجل، لذلك جعلت وجهي كالصوان وعرفت أني لا أخزى” هذه ليس مشاعر بشرية بل هي عمل النعمة في النفس
٤- التخلي عن عبادة الأوثان: التعلق بالميديا أو بخطية، اترك عبادة الأوثان تملك قلب ووجه غير مخزي ” ناظرين إلى رئيس الأيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهينًا بالخزي فجلس في يمين عرش الله” عينك لا ترى غير المسيح ومرفوعه لصليب السيد المسيح.
٥- التخلي عن الخبث والمكر: في سفر النشيد الله يخاطب النفس البشرية” اريني وجهك، اسمعيني صوتك،لأن صوتك لطيف ووجهك جميل” كلما عاش الإنسان في قداسة النعمة كلما صار له الوجه الجميل، كل مرة تفتح الإنجيل الله يرى وجهك وعندما تصلي الله يسمع صوتك، وعندما تتخلى النفس الإنسانية عن المكر والخبث وتتجه للأرتباط القوي بربنا من خلال الكتاب المقدس والصلاة ” ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرأه نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح”
هذه الصورة الجميلة هى الخطوة الرابعة التي قامت بها المرأة السامرية والتي كان لها الوجه المخزي وفي نهاية حوارها مع المسيح تحولت إلى وجه غير مخزي.
“من يصعد إلى جبل الرب” تتذكر الخطوات “لكي بقلبًا طاهر، وشفتان نقيتان، نفس مستنيرة، ووجه غير مخزي، نطلب من الرب “أعطيني عندما أقف أمامك وجه غير مخزي”، ربنا يحفظكم.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.