Wednesday, November 27, 2024
x

الدكتور ماهر صديق يكتب عن : الكنيسة بعد كورونا لن تعود كما كانت فى الولايات المتحدة واوربا ..وفك الارتباط الذهنى بين مايحدث فى مصر والغرب قمة التعقل

In Uncategorized on .

كل شىء فى العالم لن يكون كما كان فى ذى قبل , بل هناك دول واقتصاديات ومؤسسات عملاقة لن تكون مثلما كانت قبل كورونا ,
هل يتخيل المرء مثلا ماذا سيكون عليه السفر بالطائرات بعد كورونا ؟ يتحدثون عن امور كثير ما كان احد يتخيلها ان تحدث فى السفر بالطائرات من جراء اتباع اجراءات الوقاية قبل واثناء وبعد السفر؟ اجراءات قبل السفر للتاكد من سلامة المسافر , وايضا فى عدم عدوى المسافريين, وتفكر دولة مثل بريطانية فى تغير جواز السفر ليكون صحيا بشكل مختلف عن الجواز الحالى , ويفكرون فى تباعد بين المسافرين , وارتداء المسافرين اما قناع وجه او ماسك , و فى الغالب لين يكون هناك طعام على الطائرة , وسيرتدى طقم الضيافة لزوم الوقاية, ويتحدثون عن حجر صحى اسبوعين عند الوصول .
لماذا هذا الانقلاب فى كل احوال الدنيا والدول وحياة البشر جميعها ومنها العبادات فى كل اشكال دور العبادة لكل اديان العالم؟
الحقيقة الثابتة التى يبشرنا بها كل زعماء العالم وانظمة الصحة العالمية والمحلية , ان البشر اصبح عليه ان يتعايش مع وباء الكورونا شديد الخطورة, ويتعايش معه كفيرس ملازم لحياة البشرية مثل الامراض الفيروسية المعدية التى نسمع عنها, بعدما كانوا يتحدثون عن ان وباء كورونا سينتهى باختراع لقاح يمكن الانسان على الشفاء منه؟
ومع توالى الايام تغيرت النبرة , وتغيرت اللغة والمفاهيم واصبحوا يتحدثون عن تعايش الى ما لانهاية مع هذا الفيرس الخطر , الذى فى دقائق معدودة قلب حال العالم راسا على عقب , وحبس الانفاس والبشر فى كل بقاع الارض داخل جدران المنازل لمدة زادت عن 60 يوم فى الغرب ؟
التعايش مع فيرس كورونا .. يعنى بكل وضوح, استمرار المحاذير الصحية الخاصة من الوقاية منه ومنع انتشار العدوى , خاصة ارتداءمايؤمن الانسان او النظافة المتواصلة والتباعد الاجتماعى , لان المهلك فى هذا الفيرس انه ينتشر بالتلامس والتنفس
اجراءات الوقاية والحذر الصحى , تتفاوت حسب تقدير الدول لاهمية الحفاظ على ارواح مواطنيها , وايضا لمدى استجابة المواطنين لاجراءات الدول, وايضا بحسب شدة تفشى الفيرس فى هذه الدول, وحتى يثبت مايقال فاننا نقول وبحسب المناخ, حيث مازال يقال ان الاجواء الحارة تبطىء تفشى المرض, بينما الاجواء الباردة مثل اوروبا ومعظم ولايات امريكا , فان انتشار المرض فيها يكون اسرع واكبر كثيرا
مثلا
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، توقع أن تصل وفيات فيروس كورونا فى الولايات المتحدة قد تصل إلى ما بين 80 و90 ألف شخص.
والاصابة لعدة ملايين
بينما تتحدث الصحة العالمية” عن : مليون إصابة بكورونا فى أوروب بي 3 ملايين اصباة فى العالم وربع مليون لقوا مصرعهم من جراءه
بينما اعلن امس المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الإثنين، هو 6813 حالة من ضمنهم 1632 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 436 حالة وفاة.
وبالارقام التى اوردناه لا حديث للمقارنة عن او ضاع الفيرس والمقارنة بين مصر واوروبا او بين مصر والولايات المتحدة الامريكية؟
وايضا لايمكن ان يتخيل اى مصرى ان يحدث مايحدث فى مصر من زحام غير مبرر فى الاسواق والمواصلات وكل شىء فى امريكا والغرب وهم يعانون اشد المعاناة من تسارع الفيرس؟
ولايمكن ان يتخيل قبطى ان ماشاهده من تجاوزات فى جناز كاهن بنى مزار والذى راسه اسقف الايبراشية نفسه والزم كهنته بالحضور وملىء الكنيسة , يومى الجناز والثالث , وماحدث فى جنازات كهنة اخريين , فى ظل محاذير وضعته الصحة المصرية تمنع كل هذا التزاحم, وفى ظل قرارات كنيسة تلزم باقامة الجنازات فى حضور الاسرة فقط بعدد محددد جدا
لايمكن فى الولايات المتحدة الامريكية او اوروبا وتحت اى ظرف سواء فى جنازة او يفعلها اسقف او اب كاهن, ولكم فى واقعة كاهنى نيويورك ونيوجرسى الذى اعلنا اصباتهم بالكورونا , او ماحدث فى بعض الكنائس من اكتشاف تةاجد حامل فيرس فى قداس , كانت تغلق الكنيسة لفترة وكان يستدعى كل من كان حاضرا فيه ويوضع فى حجر صحى الزامى هو ومخالطوهم
ناتى لاوضاع الكنائس فى ظل تعايش هذه الدول مع فيرس الكورونا
اولا: ستسمركافة الاجراءات الوقائية والمحاذير الصحية كاملة , من حيث التباعد الاجتماعى وارتداء ادوات الوقاية والكشف على حرارة كل من يدخل الكنيسة ليحضر قداس
ثانيا: تلتزم الكنائس بالاتعاد عن كل مايزيد تفشى وباء الكورونا والعدوى من التلامس بين الحضور او التنفس على مقربة تقل عن متر ونصف على اقل تقدير
ثالثا: عدم تنفيذ هذه الاجراءات يجعل الكنيسة تقع تحت طائلة المخالفين وتطبيق القانون عليها دون استثناء فى الرتب الكهنوتية صاحبة القرار الذى قد يؤدى لانتشار العدوى وكسر قرارات الحظر الصحى المستمر مع الوباء
رابعا : على اساقفة امريكا واوروبا وضع مايوائم بين هذه القرارات وصحة الطقس الكنسى والتعاليم الكنسية ,دون اخلال او خلل , وهنا لابد لنا ان نشيد الى روح المبادرة والتعقل والذكاء الذى ابدته ايبراشية لوس انجيلوس وهاواى فى هذا الشان , وهو ماانعكس ةتلقائى على كنائس كثيرة جدا فى الولايات المتحدة الامريكة بل هناك ايبراشيات فى اوروبا اتخذت مسلك الموائمة لاستمرار فتح الكنائس والصلاة والالتزام بطقوس الكنيسة
وحقيقة الامر ان من قرأ الشروط العشرة التى وضعتها النمسا او قرارات المانيا بشان فتح الكنائس جميعها هادفة الى الوقاية والتعايش مع الفيرس وعودة الصلوات سواء الليتورجيا او فى الاكاليل او فى الجنازات , وحذف مؤقت لبعض الاجزاء مثل حذف ” قبلوا بعضكم بعضا بقبل مقدسة” بشكل مؤقت لانها تعنى تلامس بالايادى يؤدى للعدوى
ناتى الى القول الفصل
الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى المهجر والتحديد فى الولايات المتحدة الامريكية وكندا, لم تعد كما كانت فى مرحلة ماقبل كورونا , ولن يكون باستطاعتها ان تفتح ابوابها على مصراعيها لتمتلىء الكنيسة بالحضور ويتزاحم الاقباط فيها للتناول, ولم يعد هناك امكان لفتح الكنائس على مصراعيها للاكاليل والجنازات, الان عليها قوانين حاكمة من السلطات, وضعت لكى تحافظ على الانسان, الذى هو اهم قيمة من كل حديث, واى مخالفة لها يعد ةمخالفة للقانون وتسال عنه الكنيسة ومن اصدر قرار يخالف المحاذير القانونية التى وضعتها السلطات
وهنا ندعو الله الا يكون الحال مماثلا للكنائس فى مصر , عقب اعادة فتح الكنائس , على الاقل لاختلاف الوفيات والاصابات بالكورونا التى تعتبر قليل جدا بالنسبة لاى دولة اوربية , وضئيلة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية
ورسالتى ختام كل هذا
أننا نقدر حمية بعض الاقباط الارثوذكس الذين يعيشون فى مصر , فى اجواء الزحام, وضألة الوفيات والاصابات من الكورونا وهذه نعمة الهية حتى الان لهم جميعا .
لكننا نصارحهم بضرورة فك الارتباط بين مايحدث فى مصر والكنيسة القبطية فى مصر ومايحدث الان فى اجواء تفشى الكورونا بالولايات المتحدة الامريكية واوروبا, اضافة ان الاجوءا المحيطة بالكنيسة القبطية الارثوذكسية فى مصر تختلف اختلافا كاملا مع الاجواء المحيطة بالكنيسة القبطية الارثوذكسية بالمهجر شكلا ومضمونا.
وعليهم ان يعرفوا ان اباء وكهنة واقباط الكنائس القبطية فى المهجر حريون على عقيديتهم وطقوسهم اكثر منهم لانهم يشعرون انهم فى واقع مختلف يجب ان يحافظوا فيه على هويتهم القبطية الارثوذكسية ,ولكن دون تشدد او تعسف او كسر قوانين المجتمع
وعليهم ان يعرفوا ان ضغوطهم على الكنيسة القبطية فى المهجر , يشعر الاباء والاقباط فى المهجر , انهم يعيشون فى كنيسة قبطية ارثوذكسية مستقيمة ولكنها فى مجتمع عقلانى وحر وديمقراطى ويحترم قوانين المجتمع الذى يعيش فيه, ولايشعر المجتمع انهم متطرفون فى كنائسهم ولاعباداتهم
وان من يشنون عليهم حروب تشكيك واساءات ضد اباء الكنيسة القبطية فى امريكا انما يجعل الاقباط يعتقدون ان الكنيسة القبطية فى مصر مختلفة عن الكنيسة القبطية فى امريكا وهذا امر خطير وشعور سبى اذا تمادى ستكون نتيجته سلبية مستقبلا ..وان فك الارتباط فى الذهنية القبطية فى مصر , فى تصوير الكنيسة القبطية بامريكا بمثلايتها فى مصر هو قمة التعقل
وهنا حديث امين لكل من يحلو له الاساءة لاباء الكنيسة القبطية فى الولايات المتحدة عليكم فك الارتباط فى اذهانكم والحديث عن الكنيسة فى المهجر وفى مخيلتهم انه كنيسة فى قرية بصعيد مصر والكنيسة القبطية بالمهجر فى واقع ومجتمع مختلف ولكنه متمسكة بارثوذكسيته بشكل صارم وصادق , معتزة بايمانها بشكل رائع يتفاخر بهم اقباط العالم فى كل مكان , ومحل تقدير واحترام من الكنائس الاخرى فى الولايات المتحدة الامريكية وعلى صعيد التجمعات الكنسية فى امريكا والعالم,, ومعيب ان يتحدث شخص او رجل دين عن شىء لاعلاقة به او معرفه به باى حال من الاحوال , خاصة وهو يتحدث عن ايبراشية لوس انجيلوس ذات المكانة العظيمة فى المجتمع وبين الطوئاف المسيحية مجتمعه, ويعتبر اباؤها فى صفوف الشخصيات الاكثر احتراما مجتمعيا وكنسيا.
نهاية كلامتى .. ان الضغوط على الكنيسة فى المهجر له عواقب وخيمة على اصعدة عدة فاحذروا
دكتور ماهر صديق
استاذ جامعى
سانت انا لوس انجيلوس