Saturday, September 21, 2024
x

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في صلاة جناز الأنبا بقطر بالكنيسة البطرسية ..

كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في صلاة جناز مثلث الرحمات نيافة الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد والواحات بالكنيسة البطرسية ..

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
على رجاء القيامة نودع هذا الحبر الجليل نيافة الأنبا بقطر أسقف الوداى الجديد والواحات، وهو يستمع إلى النداء الإلهي “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.” (من ١١ : ٢٨).

ونعرف أن الراحة لا توجد على الأرض ولكن الراحة الحقيقة هي في السماء ولذلك عندما نودع حبيبًا لنا نقول له ونقول عنه أنه قد تنيح أي نال الراحة الأبدية.

والحقيقة ونحن يا احبائي في مواقف توديع الأحباء وسفرهم إلى السماء إنما نضع أمامنا هذه الحقائق:
– أولًا نحن نؤمن بالله خالق السماء والأرض وضابط كل الأشياء ونؤمن بحضوره ووجوده وعمله وأنه يضبط كل شيء صغيرًا أو كبيرًا وهو يضبط الخلية الصغيرة في أجسادنا وهو أيضًا يضبط الكواكب الصغيرة والكبيرة في الفلك.
نحن لا نؤمن فقط بالله وإنما أيضًا نرضى بكل ما يعمله الله الذى خلقنا وأوجدنا، وبه نحن نحيا ونتحرك ونوجد. ولذلك نحن نرضى بأعماله ونراها هي الأعمال الصالحة لحياتنا نرضى بكل ما يعمله إن كان حلوًا أو مٌرًّا من جهتنا، فهو يرى الصالح دائمًا ويعمل ما في صالحنا وفائدتنا.

نحن لا نؤمن بالله فقط ونرضى بأعماله ولكن أيضًا نحن نشكره على أعماله على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال نشكره لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدننا وأتى بنا إلى هذه الساعة المقدسة نحن نشكره، ولذلك ونحن نودع احبائنا نسمع في قلوبهم وهم يقولوا”لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا.” (في ١ : ٢٣).
وعندما نجتمع كما في هذا الصباح ونودع مثلث الرحمات نيافة الأنبا بقطر أسقف الوداى الجديد والواحات، نودعه على رجاء القيامة ونحن نعلم أنه يذهب إلى المكان الذي لم تراه عين ولا تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه.
توفى الأنبا بقطر بعد أن تعلم وتخرج من كلية الهندسة والتحق بالدير، دير المحرق ثم بدأ خدمته في منطقة الوادي الجديد، الوادي الجديد دائما هي المحافظة التي بلا أسقف ليس لها أسقف ورغم ان لها تاريخ طويل وبها آثار مسيحية كثيرة. وهي واحدة من أكبر محافظات الجمهورية.

وكنت أعرف ابونا بيشوى المحرقى منذ وقت طويل لأن بعض أبنائه في الوادي الجديد كان يدرسون في الأسكندرية وكانوا يحدثوني كثيرًا عن هذا الراهب الفاضل. سمعت عنه قبل أن أراه وعندما شاء الله أن يعطيني هذه المسؤولية كنت أتساءل لماذا لا يوجد أسقف لهذه المحافظة الكبيرة فعهدت بالإشراف على هذه الخدمة في منطقة الوادي الجديد لنيافة الأنبا لوكاس وأجتهد في بداية الخدمة هناك مع وجود أبونا بيشوى المحرقى ثم بدأ كيان إيبارشية، كنائس وآباء كهنة وآباء رهبان يخدمون.
ثم شاءت العناية أن ينال نعمة الأسقفية منذ حوالى ثلاث سنوات وبدأ يخدم في هذه الإيبارشية المترامية الأطراف والواسعة جدًا والبعيدة، بجد وباجتهاد وبحسب ما أعطاه الله من قوة ومن نعمة ومن صحة بدأ يخدم ويهتم.
وفى وقت رسامته وكان اسمه بيشوى قلت له عايزين نغير الاسم في الأسقفية قالي انا بعتز بهذا الاسم قولت له احنا عندنا هذا الاسم موجود ياريت يكون في اسم تانى خد يومين فكر وانا هفكر ونتقابل نشوف ربنا يرشدنا الى اسم فلما فكرت بحثت عن أسم قصير يبدأ بحرف الباء، قلت في نفسى اسم بقطر معندناش حد من الآباء اسمه “بقطر “.

وبعدها بيومين تقابلنا قلت له اخترت ايه يا أبونا قالى قولي أنت الأول اخترت ايه قولت له أنا اخترت اسم “بقطر ” قالى وأنا كمان اخترت بقطر لأنى درست تاريخ إيبارشية الوادي الجديد، فوجدت أنه قد انقطع وجود الأساقفة فيها منذ ثمانية قرون وكان آخر أسقف على الوادي الجديد اسمه بقطر ..!!.
وكأنها عودة للجذور والأصول وصار اسمه نيافة الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد والواحات ، بدأ خدمته وعمر ورسم كهنة وكرس نفوس واهتم كثيرًا بهذه الخدمة الواسعة جداً زي ما قلت لكم دي أكبر محافظة في الجمهورية وفوق ذلك أنه كون علاقات طيبة جدًا مع كل المسؤولين وكان دائمًا يشارك في كل المناسبات الدينية والمجتمعية والحكومية ووجد له محبة، وأوجد محبة للجميع.

وبالرغم من انه عانى من المرض كثيرًا، ورغم أن أسقفيته قصيرة إلا إنه عمل كثيرًا، وسيصنع الله له أكليلًا بحسب أتعابه ودموعه التي سكبها من أجل هذه الخدمة.

باسم المجمع المقدس للكنيسة القبطية وباسم كل الآباء المطارنة والأساقفة الحضور معنا وباسم كل الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة نقدم كل التعزية الى أسرته المباركة والى شعبه المبارك في منطقة الوادي الجديد ومنطقة الواحات وإلى الكنائس وإلى الآباء والى الخدام والى الخدمات. وأيضًا نعزي كل المسؤولين في الوادي الجديد ونشكرهم على محبتهم واهتمامهم ونصلى بأن يعطينا الله هذه التعزيات السماوية على الدوام أننا نودعه على رجاء القيامة.

هو سافر إلى أمريكا لكى ما يبدأ علاجًا ولكن يد الله أختارته سريعًا وأهتم به بعد وفاته نيافة الأنبا يوسف في جنوب أمريكا مع الآباء هناك لذلك نحن نشكر كل الفريق الطبي الذى بدء علاجًا هنا وأيضًا الأطباء الذين أكملوا معه هناك ونشكر نيافة الأنبا يوسف على اهتمامه مع الآباء الكهنة والأساقفة هناك ثم وصل بحسب إجراءات الطيران وصل ليلة أمس ونودعه اليوم هنا. وتكون فرصة لآباء كثيرين أن يشاركوا في هذا الوداع ثم يسافر إلى ايبارشيته حيث سيكون وسط أبنائه ووسط شعبه. وتتم الصلاة هناك ويتم زفه في الهيكل الذى خدمه وتعب فيه كثيرًا.
نودعه ونذكره بكل خير ونطلب أن يعطينا الله دائمًا تعزية في قلوبنا ويعطينا دائمًا استعدادًا لهذه الساعة التي فيها نترك الأرض ونصل إلى السماء.

يباركنا المسيح بكل بركة يرانا في احتياج اليها ويعزى قلوبنا. له كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.