عظة البابا تواضروس فى تدشين كاتدرائية السيدة العذراء مريم والشهيد وأبي سيفين والأنبا كاراس السائح بالاسكندرية
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد آمين.في هذا اليوم المبارك أيها الأحباء ونحن نحتفل بتدشين هذه الكنيسة المقدسة بمذابحها الثلاثة وأيقوناتها ومعموديتها، نحتفل في هذا اليوم هذا الاحتفال الروحي الذي يفرح قلوبنا جميعًا، وعندما نأتي إلى هذه الكنيسة ونراها كنيسة جديدة وكنيسة تعاونة فيها أجهزة الدولة مع الكنيسة بأبائها وكل الأراخنة في أن توجد مسكن ومحل وموضع لله لكي ما يسكن في هذه المنطقة الجديدة، هذه الكنيسة بها صفات كثيرة حلوة ولكن أنا سوف أقف أمامكم عند بعض الصفات الموجودة في الكنيسة ونتعلم منها لحياتنا، لأن الكنيسة ليست مجرد الحجارة ولكن الكنيسة هي الناس أعضاء جسد المسيح، سوف أتأمل من خلال الثلاث صفات من أجل نفوسنا وحياتنا.١- هي كنيسة جميلة: أول شيء تشعر به عندما ترى كنيسة تشعر أنها جميلة من أيقونات وزخارف، ولكن الأجمل أن تكون نفوسنا هي أيضًا جميلة، فالكنيسة تقدم لك رسالة أن تكون نفسك جميلة والنفس الجميلة تتجمل بالفضائل ليست بصفات خارجية أو أرضية ولكن الإنسان يتجمل بحياة الفضيلة التي يعيش فيها وتملأ فكره وقلبه وحياته مثال يوسف الصديق وهو صاحب نفس جميلة رغم أنه تعرض لمتاعب كثيرة وإبراهيم أبو الآباء كان صاحب نفس جميلة وأمنا سارة وراعوث المؤابية، اتجاسر وأقول إن كل القديسين الذين نحتفل بهم فنحن نحتفل بالنفوس الجميلة، أمنا العذراء مريم نفس جميلة والقديس فيلوباتير شهيد جميل والقديس الأنبا كاراس سائح وناسك في البرية صاحب نفس جميلة، ولذلك سيرتهم موجودة حتى الأن، يمكن أهم شيء في النفس الجميلة هي الآية التي تقول ” طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ ” يا بخت الذي يعيش في هذه الوداعة لأنه يرث الأرض، فالكنيسة تقدم لك رسالة دائمه أن تكون بهذا الجمال فيأتي المسيح ويرتاح في قلبك، كل مرة تدخل الكنيسة تقول “أعطيني يا الله نفس جميلة وحياة جميلة وأعطيني الفضيلة التي تزين حياتي وأيام عمري كلها”.٢- كنيسة واسعة: الكنيسة فيها صفة الاتساع ومريحه وهذا الأتساع يعلمنا فضيلة “اتساع القلب بحب الكل” ربنا يحفظكم هناك ناس قلبهم ضيق في حياتهم وعلاقتهم مع الناس سريع الغضب لا يتحمل، لكن الذي يعيش في كنيسة متسعه ويقدم ذاته لله يطلب أن يكون قلبه واسع وكبير ونصلي كل يوم في الصباح ونقول: ” قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.” و”محتملين بعضكم بعضًا في المحبة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل” أنت تطلب أن يعطيك الله القلب الذي يحتمل هناك قلب عندما تضعه في مكان يعمره ويكبره ويكون فيه روح السلام والمحبة، وهناك شخص أخر حضوره يسبب مشاكل مثل في قصة الابن الضال وبعد رجوع الابن الأصغر غار الابن الكبير وحزن، أقصد باتساع الكنيسة … القلب الواسع، هل قلبك واسع؟ تحتمل ضعفات الأخرين وتخرج من الجافي حلاوة مثل كنيستك كنيسة جميلة ومتسعه قول “يارب أعطيني القلب الواسع الذي يحتمل الجميع”.٣- كنيسة عالية: كنيستكم عالية وهذا السقف العالي نقطعه بالصلوات، أن يكون لك صلوات وعلاقة مع السماء، والذي يوصلك إلى السماء هي صلواتك المرفوعة دائمًا من قلبك، ولذلك الكنيسة مليئة بالصلوات والطلبات ومدائح والألحان والتسابيح والترانيم ليكون هناك علاقة مستمرة بين الإنسان والله ” طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا ” وتقول” أنا أريد أن اصعد على سلم الصلاة حتى أصل للسماء” ما فائدة الصلوات الكثيرة التي في الكنيسة؟ لتعلم حياتك وتعلم نفسك وتبني علاقة قوية بينك وبين السماء فلا تصير السماء غريبة عندك.اليوم يوم فرح بحضور كل الآباء الأساقفة الأحباء ونشارك نيافة أنبا إيلاريون فرحته وخدمته في هذا القطاع مع كل الأباء الكهنة والأراخنة واهتمامك ومحبتكم الكبيرة، وهذه الكنيسة تشرفت بزيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاحها وهذا ليس أمر معتاد في الكنائس وهذه ذكرى طيبة، فكنيستكم أخذت شرف زيارة سيادة رئيس الجمهورية، وأنشائها الذي تم بمحبة كبيرة من الجميع وكل الأخوة الأحباء وكل الأراخنة فيها وكل الذي شارك بالتبرعات والصلوات والخبرات والمهندسين والعمال وكل من شارك لتخرج بهذه الصورة الجميلة ونفرح بها اليوم، والمنطقة جديدة “بشائر الخير” ومعناه (فرح) والكنيسة توجدت في منطقة كانت منطقة عشوائية وبمجهودات الدولة والحكومة والقوات المسلحة بدلتها من مناطق صعبة وخطيرة ودون المستوى إلى أن تصير بهذا الجمال والأجمل الفكر الذي وراء الموضوع لأن السيد الرئيس وهو يفتتح المكان قال عبارة مهمة جدًا ” كان هناك قصد في هذا المشروع أن يكون هناك مسجد وثلاث مدارس وكنيسة وملاعب المدارس يكون على يمينها ويسارها جامع وكنيسة وهذا به تعليم وتربية من الصغر ويكبر وهو يشعر بهذه المساواة وهذه الوحدة التي تجمعنا كلنا كمصرين” وهذه رسالة هامة ولها معنى هام جدًا، بجانب أن الكنيسة لها دورها الروحي والاجتماعي ويكون بها مركز طبي يخدم كل المصريين. ربنا يعوضكم جميعًا في خدمتكم وتعبكم ويقبل كل عطاياكم وتملؤا الكنيسة صلوات ولا تنسوا الفضائل الثلاثة الكنيسة جميلة … نفسك تكون جميلة.الكنيسة واسعة … قلبك يكون متسع.الكنيسة عالية … تكون روحك بالصلوات دائمًا مرتبطة بالسماء.ربنا يعوضكم ويبارك في حياتكم دائمًا ويديم عليكم الأفراح وتحفظوا عيد ميلاد الكنيسة ٨ أكتوبر شهر النصر، ٢٨ توت، ويكون العيد من سنة إلى سنة ربنا يكون معكم. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.
0 comments