Sunday, November 24, 2024
x

المطران عطا الله حنا :نعيش فترة رجاء في زمن الوباء

In طوايف مسيحية on . Tagged width:

شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة الكترونية بمشاركة عدد من اعضاء الشبيبات المسيحية من مختلف المحافظات الفلسطينية وكان عنوان هذا اللقاء ” الرجاء في زمن الوباء وما هي رسالتنا ككنيسة وكمسيحيين في هذه الاوضاع العصيبة التي نمر بها ” .وقال سيادته في كلمته بأن الحضور المسيحي في بلادنا ليس حضورا دخيلا او غريبا او مصطنعا بل نحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض والتي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها .ومن قيم ايماننا وانجيلنا نستمد القوة والعزيمة في مواجهة الصعاب والعثرات والتحديات ايا كان شكلها وايا كان لونها .ان الحضور المسيحي في بلادنا وفي مشرقنا مر بمراحل في غاية الدقة والصعوبة وهنالك مراحل التي تعرضت فيها الكنيسة للاضطهاد ولكن الحضور المسيحي بقي مستمرا ومتواصلا في تأدية رسالته لاننا نتعلم من المخلص ومن قيم الانجيل انه لا يجوز لاي واحد منا ان يستسلم لليأس والقنوط والاحباط مهما اشتدت حدة الظروف والصعاب التي نمر بها .نحن اليوم نعيش محنة الكورونا والتي ادت الى شلل واسع غير مسبوق في سائر ارجاء العالم فكل شعوب الارض عانت وما زالت تعاني من هذا الوباء كما ان بلادنا اجتاحها هذا الوباء وكافة الاقطار في مشرقنا العربي .وقد ادى هذا الوباء الى كثير من التحديات والصعوبات الاقتصادية والمعيشية والحياتية والنفسية والروحية وسواها ، وخاصة بسبب حالة الاغلاق والحجر الصحي الالزامي والجماعي ، كما ان هنالك بعضا من ابناءنا اصيبوا بهذا الوباء وانتصروا عليه بعد عدة ايام .في مرحلة الوباء علينا ان نستمد القوة والعزيمة من انجيلنا المقدس فلا يجوز ان تكون منازلنا التي يُحجر فيها المواطنون ومطلوب منهم ان يبقوا فيها بسبب الاغلاقات الالزامية لا يجوز ان تكون فقط من اجل النوم والطعام ومشاهدة التلفاز ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي فقط بل يجب ان يكون هنالك حضورا للمخلص والفادي الرب يسوع المسيح في حياتنا حتى وان كنا في حالة الحجر الجماعي او حالة الحجر التي يمر بها اشخاص اصيبوا او خالطوا بعضا من المصابين .الكتاب المقدس يجب ان يكون رفيقا لنا في هذه الظروف العصيبة وكتاب الصلاة والمزامير ففي كل بيت يجب ان تكون زاوية للصلاة وقنديل وشمعة مضاءة تجتمع العائلة لكي تصلي وتسبح الله وتمجده ولكي يشترك المؤمنون جميعا كل من مكان اقامته في الصلاة والعبادة طالبين من الله ان يبعد عنا هذا الوباء بأسرع وقت ممكن.لا تستسلموا لليأس والاحباط والقنوط فبعد كل شدة يأتي الفرج ونتمنى ان يكون الفرج قريبا ولكن نتمنى ونطالب ابناءنا بأن تكون معنوياتهم عالية وارادتهم صلبة وان يعيشوا حياتهم الاسرية بأبهى صورها .ابعدوا اجهزتكم الخلوية قليلا واجلسوا مع بعضكم البعض كعائلة ، تحدثوا وصلوا واقرأوا معا وعززوا من العلاقة الاسرية والعلاقة الاجتماعية بدلا من العلاقة الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي التي ويا للاسف الشديد يستعملها البعض استعمالا سلبيا يؤدي الى كثير من مظاهر التباعد الاجتماعي والفتور في العلاقة بين افراد الاسرة الواحدة ، فلتكن فترة الوباء فترة رياضة روحية ومدرسة نقرأ فيها ونستفيد ونتعلم ونصلي ونتأمل ونمجد الله ونرفع الدعاء والصلاة من اجل ان يزول هذا الوباء وهذا المرض الذي اجتاح العالم بأسره .المسيحيون في هذه الديار ليسوا اقلية او جالية بل هم ملح وخميرة هذه الارض جنبا الى جنب مع كافة مكونات شعبنا فنحن لا نؤمن بالكراهية والاقصاء والتطرف بل نؤمن بالمحبة والرحمة والاخوة الانسانية .نعشق وطننا وننتمي الى قدسنا ولكننا اولا وقبل كل شيء نحن مسيحيون نجاهر بمسيحيتنا وبانجيلنا ولا نخاف من احد ومن واجبنا ان نتشبث بمسيحيتنا وان نتمسك بالقيم والاخلاق والمبادىء الانجيلية السامية لكي نكون اقوياء في مواجهتنا للتحديات التي تحيط بنا .