نياحة القديس الأنبا مينا اسقف تيمى الامديد
في مثل هذا اليوم تنيح القديس مينا أسقف مدينة تمي الأمديد بمركز السنبلاوين. وكان هذا الاب من أهل سمنود. وكان وحيدا لأبوين يخافان الله ويمارسان أعمال الرهبنة بالصوم والصلاة والنسك حتى شاع صيتهما في البلاد. وزوجا ولدهما بغير إرادته فأطاع، ولكنه اتفق مع زوجته علي إن يحتفظا بتوليتهما، ولبثا هكذا يؤديان عبادات كثيرة كما يؤديها الرهبان، حيث كانا يلبسان مسوحا من شعر، ويقضيان اغلب ليلهما في الصلاة وتلاوة كلام الله. واشتاق هذا القديس إلى الترهب ففاتح زوجته قائلا “لا يليق إن نمارس أعمال الرهبان ونحن في العالم”، وإذ وافقته علي ذلك قصد دير الأنبا أنطونيوس لبعده عن والديه اللذين كانا يجدان في البحث عنه، فلم يعرفا له مكان، ومن هناك ذهب مع أنبا خائيل الذي صار فيما بعد البطريرك السادس والأربعين علي مدينة الإسكندرية، إلى دير القديس مقاريوس وترهبا هناك. وكان ذلك في زمان الكوكبين المضيئين أبرآم وجاورجه. فتتلمذ لهما الاب مينا وتضلع بعلومهما واقتدي بعبادتهما. وازداد في العمل الملائكي حتى فاق كثيرين من الآباء في عبادته. وحسده الشيطان علي فرط جهاده، فضربه في رجليه ضربة أقعدته مطروحا علي الأرض شهرين. وبعد ذلك شفاه السيد المسيح وتغلب علي الشيطان بقوة الله. ثم دعي إلى رتبة الأسقفية، فحضر إليه رسل من قبل البطريرك. ولما عرف الغرض حزن وبكي، وتأسف علي فراقه البرية. فأقنعه الآباء إن هذا الأمر من الله. فأطاع ومضي مع الرسل فرسمه البطريرك أسقفا علي تمي. وأعطاه الرب نعمة شفاء المرضي وموهبة معرفة الغيب، حتى انه كان يعرف ما في ضمير الإنسان. وكان أساقفة البلاد القريبة يأتون إليه ويستشيرونه، كما كانت الجماهير تتقاطر إليه من كل مكان لسماع تعاليمه، وصار أبا لأربعة من بطاركة الإسكندرية، ووضع يده عليهم عند رسامتهم. وهم الأنبا ألكسندروس الثاني، والأنبا قسما، والأنبا ثاؤذورس والأنبا خائيل الاول. ولما أراد السيد المسيح نقله من هذا العالم الفاني أعلمه بذلك. فدعا شعب كرسيه وأوصاهم إن يثبتوا في الأمانة المستقيمة، وإن يحفظوا الوصايا الإلهية. ثم أسلمهم لراعيهم الحقيقي الرب يسوع المسيح، وانصرف من هذه الدنيا الفانية إلى المسيح الذي أحبه، فناح عليه جميع الشعب، وحزنوا جدا لفقد راعيهم ومدبر نفوسهم وأبوهم بعد الله. ثم شيعوه كما يليق ودفنوه في مكان كان قد عينه لهم من قبل. صلاته تكون معنا آمين
0 comments