Monday, November 18, 2024
x

نياحة البابا أسحق البابا ال 41

In تاريخ الكنيسة on . Tagged width:

في مثل هذا اليوم من سنة 679 م. تنيح الأب العظيم القديس الأنبا اسحق بابا الإسكندرية الحادي والأربعون، قد ولد هذا الآب في البرلس من أبوين غنيين خائفين الله، رزقا به بعد زمان طويل من زواجهما، ولما قدماه إلى المعمودية رأى الأسقف الذي تولي عماده صليبا من نور علي رأسه، فوضع يد الصبي علي رأسه وتنبأ عليه قائلا: انه سيؤتمن علي كنيسة الله، ثم قال لأبويه: اعتنيا به فانه أناء مختار لله، ولما كبر قليلا علماه الكتابة والآداب المسيحية والعلوم الكنسية، وكان يكثر من قراءة أخبار القديسين فتشبعت نفسه بسيرتهم الطاهرة، ومالت إلى الرهبنة، فترك أبويه وقصد برية القديس مكاريوس، وترهب عند الأنبا زكريا الإيغومانس، وكان ملاك الرب قد سبق فاعلم الآب الشيخ بقدومه، فقبله فرحا، وفي أحد الأيام رآه أحد الشيوخ القديسين في الكنيسة فتنبأ عليه قائلا “سيؤتمن هذا علي كنيسة المسيح”، وحدث إن طلب الاب البطريرك في ذلك الوقت راهبا ليكون كاتبا له وكاتما لسره، فاثني الحاضرون علي هذا الآب الفاضل اسحق، فدعاه وأعطاه كتابا يكتبه، فأفسده عمدا حتى يخلي الآب سبيله، لأنه كان زاهدا مجد الناس، فلما علم الآب بقصده قال له “حسنا كتبت فلا تبرح هذا المكان”، ولما تيقن إن الآب البطريرك لن يخلي سبيله، استخدم ما له من العلم والكتابة وظهرت فضائله، ففرح به البطريرك جدا، ولكن لشغفه بالوحدة، عاد بعد حين إلى البرية، ولما دنت وفاة البابا يوحنا، طلب من السيد المسيح إن يعرفه بمن يجلس بعده علي كرسي الكرازة، فقيل له في الرؤيا إن تلميذك اسحق هو الذي يجلس بعدك، فأوصى الشعب انه بإعلان الهي وبأمر الرب سيجلس اسحق علي الكرسي بعده، فلما تبوأ هذا الآب الكرسي المرقسي استضاءت الكنيسة واخذ في تجديد كنائس كثيرة، منها كنيسة القديس مرقس الإنجيلي وقلاية البطريركية، وقد قاسي شدائد كثيرة، وأقام علي الكرسي ثلاث سنين ونصف، ثم تنيح بسلام، صلاته تكون معنا آمين.