تذكار القديس كرنيليوس قائد المائة
في مثل هذا اليوم تنيح القديس كرنيليوس قائد المئة، كان رئيسا علي فرقة من مئة جندي بقيصرية فلسطين، وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأي الآيات التي كانت تجري علي أيديهم، مما تعجز عنها قوي البشر والإلهة الوثنية، ذهل عقل وتحير وساوره الشك في ألهته، فترك عبادة الكواكب، وبدا يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة وكان يقول في صلاته “أيها الرب الإله، أنني قد تحيرت في معرفتك فأرشدني واهدني إليك، فتحنن الله عليه وقبل صلاته وصدقته، وأرسل له ملاكا يبشره بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره إن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلا عند سمعان الدباغ، فيعلمه ماذا ينبغي إن يفعل، فأرسل واستحضره، ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا علي قدميه، فأقامه بطرس قائلا “قم انا أيضًا إنسان”، ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال “لهم انتم تعلمون إن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، الا إن الله قد أراني إن لا أقول عن إنسان ما انه دنس أو نجس، فلذلك جئت إذ استدعيتموني، فماذا تريدون”، فقال كرنيليوس “منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائما وفي الساعة التاسعة كنت اصلي في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع، وقال يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله، فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس، انه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متي جاء يكلمك، فأرسلت إليك حالا، وأنت فعلت حسنا إذ جئت، والآن نحن جميعا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله”، ففتح بطرس فاه وقال “بالحق انا أجد إن الله لا يقبل الوجوه، بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده”، ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، واعلمه سر تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه، فأمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه واكثر الذين معه، وتعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس، فحل عليهم نعمة الروح القدس في الحال، وبعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ورسمه القديس بطرس أسقفا علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين فمضي إليها وبشر فيها بالمسيح، مبينا لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به، ثم ثبتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمدهم جميعا، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيح بسلام ونال إكليل الرسل المبشرين، صلاته تكون معنا آمين
0 comments