Saturday, September 21, 2024
x

بطريرك لبنان يصعد من معركته ضد حزب الله

In احداث on . Tagged width:

يعود التوتر ليطبع من جديد العلاقة بين البطريركية المارونية في لبنان، من جهة وحزب الله، من جهة أخرى، بعد هدنة شهر، فصلت بين آخر خطاب شعبي للبطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، أواخر فبراير الماضي، هاجم فيه الطبقة السياسية اللبنانية وحزب الله وسلاحه، داعيا إلى مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان.

وبيّن المقطع المصور، الذي انتشر اليوم، الراعي وهو يهاجم سلاح حزب الله وتفرده بقرار السلم والحرب في لبنان، الذي يبدو أنه أثار بتوقيته استياء كبيرا لدى حزب الله.  انتقاد البطرك الراعي لحزب الله

هذا ما يشير إليه المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر في حديثه لموقع “الحرة”، فحزب الله “مستاء جدا من هذا التسريب وفي هذا التوقيت تحديدا، فهذا الفيديو خاص جدا ووأضح من أسلوب وظروف تصويره، أنه موجه بشكل خاص، ثانيا، لأن هذا الكلام وما يشبهه يشكل أرضية خصبة جدا لاستمرار الضغوط الخارجية على لبنان تحت هذا العنوان وبوجود هذا النوع من التوجهات اللبنانية كالتي عبر عنها البطريرك أو غيره، تحمّل حزب الله وسلاح المقاومة المسؤولية عما يحصل في البلاد”. 

يرى عبد الساتر أن حزب الله لن يذهب إلى مواجهة مع بكركي على خلفية هذا الفيديو، ويشك في أن يصدر رد رسمي عليه، “لأن هناك ماكينة إعلامية سياسية في البلاد وخارجها تحاول اللعب على هذا الموضوع وتعمل على الترويج لكل ما من شأنه أن يعيد إحياء الخلافات وإثارة الانقسامات داخل المجتمع اللبناني، وكان من الواضح من الفيديو إنها مواقف قديمة أعيد صياغتها في قالب جديد ليتم توزيع الفيديو بعد التواصل بين بكركي وحزب الله وزيارة الوفد الإيراني أمس إلى بكركي. وواضح أيضا أن الهدف من الفيديو استجرار ردود وفتح جبهات كلامية، ولكن مطلوب من بكركي أن توضح تاريخ هذا الفيديو وظروفه ولماذا الآن يتم تداوله، علما أن المواقف كلها مطروحة ولم تكن مبيتة ولكن إعادة نشرها الآن يتم لغايات مشبوهة”. 

وكان وفد إيراني برئاسة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ حميد شهرياري، يرافقه القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت حسن خليل، وشخصيات من المستشارية الإيرانية الثقافية وعدد من أفراد الطاقم الديبلوماسي الإيراني زاروا بكركي.

و”حملت هذه الزيارة رسائل إيجابية إيرانية تجاه بكركي، أكدت على عدم القطيعة بين الطرفين رغم الاختلاف في وجهات النظر، جرى خلالها التداول في المشاكل العامة وتباحث في النقاط المشتركة بين الطرفين”، بحسب عبد الساتر الذي اعتبر أيضا أن الزيارة “تحمل دلالات رمزية إيجابية وتأتي بعد المشكلة التي حصلت بين الطرفين بعد نشر مقال هاجم البطريرك الراعي على موقع قناة العالم الإيرانية ثم عادت واعتذرت إيران رسميا عنه وقامت القناة بسحبه”. 

وبحسب المعلومات، فإن فيديو الراعي المتداول منسوخ من حوار يعود لمطلع شهر مارس جرى عبر تطبيق “زووم” بين البطريرك الراعي ومغتربين من إحدى الأبرشيات المارونية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد الخطاب الشعبي الشهير للبطريرك في بكركي، نهاية شهر فبراير الماضي، الذي طرح خلاله موضوع المؤتمر الدولي لأجل لبنان وملف الحياد.  

وبحسب الفيديو المسرب، يخاطب البطريرك الراعي حزب الله متسائلا: “لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علما أن الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”. 

ويضيف رأس الكنيسة المارونية في مخاطبته “حزب الله”: “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك. لماذا تريد مني أن أوافق على وجوب الذهاب إلى موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان؟” مشيرا إلى أن أناسا من “حزب الله” يأتون إليه ويقولون: “هذ السلاح ضدنا مش قادرين بقى نحمل.. لأنهم جوعانين مثلنا”. 

موقع “الحرة” حاول التواصل مع المتحدث الإعلامي باسم بكركي ومستشاري البطريرك الراعي، للوقوف على ملابسات هذا الفيديو والرسالة من نشره اليوم، إلا أن مصادر إعلامية مقربة من بكركي أكدت أن هناك قرارا بعدم التعليق في الوقت الحالي على الفيديو للتأكد من ظروف وأسباب تسريبه أو نشره ومن الجهة المستفيدة منه. 

وتشير المصادر إلى أن “التسريب لا يحمل ما هو مخفي عن الرأي العام وبالتالي ليس هو تسريب بالمعنى التقني للكلمة بقدر ما هو تداول لمادة مصورة لم تكن قد نشرت قبل الأمس، ولكنه لم يحمل أي جديد بما يخص موقف بكركي من السلاح خارج إطار الدولة، ومن موقف البطريرك ومن خلفه بكركي من قرار السلم والحرب في لبنان، لكن الفرق أن الطابع الخاص للحوار الذي سجل فيه هذا الفيديو يسمح بتسمية الأمور بشكل أوضح بخلاف ما يفرضه التخاطب الإعلامي العام”.

كلام المصادر يتوافق مع ما يراه الصحفي والسياسي نوفل ضو، الذي يؤكد على أنه “ما من سر كشفه الفيديو ليحمل وصف التسريب إذ إنه لم يحمل أي جديد في مواقف البطريرك”. ويضيف “هذا الكلام كان مسجلا وعلنيا وموجها لمغتربين في بروكلين، والبطريرك ألقى كلمة طويلة لم تحمل أي طابع مخفي ليقال أن الفيديو مسرب، لكنه اليوم يبدو أنه وجد طريقه للانتشار الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي”.

الفيديو أثار موجة ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما لدى جمهور حزب الله الذي هاجم الراعي وكلامه حول قرار السلم والحرب في لبنان وشرعية سلاح الحزب وانخراطه في الحروب الإقليمية.