المطران الانبا سرابيون يكتب عن خدمة الكورال الكنسي
خدمة الكورال الكنسي هدفها تشجيع الفتيات والشابات على حفظ الألحان الكنسية والإندماج فى الحياة الكنسية والليتورجية. لقد لاحظت فى بداية خدمتى كأسقف فى لوس أنجلوس أن أنشطة الكورال فى بعض الكنائس تركز على الترانيم وأغلب اعضاءها من الفتيات والشابات ولاحظت ايضاً عزوف الفتيات عن حفظ الألحان والتركيز أكثر على الترانيم خاصة الغربية بسبب اهتمام الأسر بسيامة أبناءهم الأولاد فى رتبة الأبسالتس وتركيزهم على الأولاد مما أثر على نفسيات البنات فى هذا السن الحساس. من هنا جاءت فكرة الكورال الكنسي بهدف.
1-تشجيع البنات والفتيات على حفظ الألحان الكنسية.
2-الحضور إلى الكنيسة فى وقت مبكر والإشتراك مع باقى الشعب فى التسيبح وترديد الحان الشعب.
3-الإلتزام بزى خاص يتفق مع الحشمة اللائقة بالكنيسة والإلتزام بغطاء الرأس مع المعانى الروحية لهذا الزى مثل اللون الأبيض تعبير عن النقاوة والقداسة واللون الأحمر والصليب تعبير عن عمل المسيح الفدائى فى حياتنا.
قمت بعرض هذه الفكرة على قداسة البابا شنودة الثالث –نيح الله نفسه- ووافق عليها ووضع بعض الضوابط وهى:
1-أن يكون إشتراكهن فى التسبيح مع باقى الشعب وليس بوضع مميز.
2-لا يقمن بالقراءات الكنسية أو اى خدمة متعلقة بخدمة المذبح.
3-أن يكون الزى الخاص غير مشابه لزى الشمامسة.
4-لا سيامة لهن ولكن يمكن مباركتهن فى بداية خدمتهن.
قمنا بإعداد الزى الخاص وتم عرضه على قداسة البابا شنودة الذى أدخل بعض التعديلات حتى وافق على الوضع النهائى له وفعلاً بدأت خدمة الكورال الكنسي في عام 2004 ومستمرة حتى الآن. تقوم الكنائس من خلال فصول تعليم الألحان بتعليم الأولاد والبنات الألحان من سن مبكر. ويتم التركيز مع البنات على الحان الشعب. وحالياً مع أنشطة مهرجان الكرازة الصيفية زاد اهتمام الأطفال والشباب بتعلم الألحان الكنسية. يتم امتحان البنات فى الحان الشعب كمجموعة وإذا إجتازت المجموعة الامتحان تنضم إلى خدمة الكورال الكنسي بعد مباركتهن. وأود أن أطرح بعض التساؤلات والإجابة عليها بخصوص هذه الخدمة.
١–يعتقد البعض أنه يتم سيامة أعضاء الكورال الكنسي شماسات فهل هذا صحيح؟
هذا إعتقاد خاطئ فرغم أن نظام الشماسات موجود فى الكنيسة منذ القرون الأولى ولازال مستمر فى بعض الكنائس الشقيقة مثل الكنيسة السريانية والكنيسة الأرمنية. فإن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية عندما أعادت نظام الشماسات فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث حددت له شروط من جهة السن والالتزام بحياة البتولية أو الترمل ثم أدخلتة فى لائحة المكرسات. لذلك لا يجوز سيامة شماسات حالياً خارج نظام المكرسات. لذلك نكتفى بمباركتهن بعد نجاحهن فى امتحان الألحان ويتم حالياً خارج صحن الكنيسة حتى لا يعتقد البعض أنها سيامة.
2-هل يتم الباس البنات أو الفتيات أو الشابات زياً خاصاً فى صلوات القداسات؟
لا يتم إلباسهن زياً خاص لأنه لا تتم سيامة بل يقمن بلبس زياً خاصاً .البنت تلبس اللبس بنفسها أو تساعدها أمها فى ذلك. كونهن يلبسن زياً خاصاً فهو أمر جيد لأن يساعدهن على الإلتزام من سن صغير علي الالتزام بلبس ملابس لائقة بالكنيسة مع أهمية الالتزام بغطاء الرأس (1كو11).
ونرى أن تلبس البنات زياً خاصاً محتشماً ويلتزمن بغطاء الرأس هو أمر هام نشجعهن عليه لأنه يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس الخاصة بالحشمة وغطاء الرأس بالنسبة للمرأة وقت الصلاة. كما أنه لا توجد اى تعاليم فى الكتاب المقدس أو قوانين الكنسية تمنع أن تلبس الفتيات أو الشابات أو النساء بوجه عام زياً خاصاً فى الكنيسة أثناء صلوات القداسات طالما اللبس محتشم والرأس مغطي.
فالذين ينادون بمنع أن تلبس الفتيات أو الشابات زياً خاصاً فى الكنيسة يعوزهم الدليل الكتابى أو الكنسي على هذا المنع بل يواجهون إشكاليات عملية عديدة نذكر منها.
1-الراهبات يلبسن زياً خاصاً ويحضرن صلوات القداسات بهذا الزى فهل هذا خطأ؟ ونفس الوضع ينطبق على المكرسات.
2-فى مناسبات الجنازات أو قداسات الأربعين أو التذكار السنوى تحضر كثير من النساء من عائلة المنتقل للكنيسة بزى مميز يناسب المناسبة ويقفن فى الصفوف الأولى معاً أثناء صلوات الليتورجية فهل نمنع هذا؟ حالياً بعض النساء يلبسن زياً أبيضاً مميزاً فى الجنازات وقداسات التذكارات فما الخطا في هذا؟
3-عند معمودية مجموعة من الفتيات أو السيدات يلبسن زياً أبيضاً خاصا ويتم وضع زنار ويحضرن القداس معاً ويتم عمل زفة لهن بعد القداس فهل هذا مخالف لتعاليم الكنيسة؟
4-فى بعض المناسبات مثل مؤتمرات الشباب يلبس الشباب والشابات تى شيرت خاص مميز للمؤتمر فهل حضور الشابات للقداسات التى تقام أثناء المؤتمر وهن يلبسن تى شيرت الخاص بالمؤتمر يعتبر أمر مخالف؟ كذلك أيضاً فى مهرجان الكرازة يحضر كل فريق كنيسة لابساً زيا خاصا بالفريق ويحضر الأطفال والشباب أولاد وبنات القداسات وهم لابسين هذا الزِي الخاص فهل هذا خطأ يجب منعة؟
5-كثيراً ما تحضر الكنيسة أم لديها ثلاث أو أربع بنات يلبسن فساتين من نوع واحد ولون واحد ويقفن مع أمهن فى الكنيسة فهل تمنع الأم من ذلك أو نطلب أن يتم توزيع بناتها على أماكن مختلفة فى الكنيسة حتي لايقفن معا بزي خاص في مكان .
6-فى الكنيسة الأثيوبية والأريترية تلبس جميع النساء ملابس بيضاء متماثلة لحضور القداسات. كما فى كثيرمن كنائس القرى نجد النساء يلبسن ملابس واحدة ويحضرن بها الكنيسة فهل هذا ممنوع؟
واضح من الأمثلة السابقة أن الذين يطالبون بمنع السماح للفتيات والشابات بلبس زى خاص فى الكنيسة ليس فقط لا يستندون إلى دليل كتابى أو قانون كنسي بل يواجهون واقع عملى موجود فى الكنيسة لا يوجد ما يبرر منعة.اننا نرجو التركيز على ما علم به الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة بخصوص ملابس النساء من الحشمة والإلتزام بغطاء الرأس أثناء الصلاة والاستفادة من نموذج الكورال الكنسي كتجربة رائدة فى الإلتزام بالكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة.
أما الذين يعترضون على جلوس الفتيات معاً أثناء القداسات فعليهم أولاً قراءة الباب العاشر من الديسقولية ليتعرفوا على نظام الجلوس فى الكنيسة كما وصفه الآباء الرسل.
٣–هل فتيات الكورال الكنسي يقمن بالتسبيح مع الشعب أم بصورة منفردة؟
تلتزم فتيات الكورال الكنسي بنظام الكنيسة أن الحان الشعب يرددونها مع الشعب معاً فهن يشتركن مع جميع أفراد الشعب رجالاً ونساءاً فى التسبيح.
٤–هل أصدر المجمع المقدس قراراً بخصوص الكورال الكنسي؟
نشرت مجلة الكرازة وهى المجلة الرسمية لكنيستنا فى عدد الجمعة 28 مايو 2010 القرارات التى أصدرها المجمع المقدس المنعقد صباح السبت 22/5/ 2010 ومن بينها ذكرت “ومن جهة الطقوس أهتم المجمع بمنع تشابه زى فتيات كورال الترانيم والألحان وملابس الشمامسة أو الكهنة الطقسية”. هذا القرار لم يمنع وجود كورال الترانيم والألحان بل أكد وجوده وقانونيته ولكنه منع تشابه ملابس فتيات الكورال مع ملابس الشمامسة أو الكهنة الطقسية وهو يتفق مع الضوابط التى وضعها قداسة البابا شنودة عندما عرضنا عليه فكرة الكورال الكنسي كما ذكرنا سابقاً وهو أمر التزمنا به لأن قداسة البابا شنودة راجع بنفسه ملابس فتيات الكورال ووافق على صورتها النهائية. ويلاحظ أن هذا القرار يتناول وضع معين أثناء ا الصلوات الليتورجية لذلك يؤكد على عدم التشابه فى الملابس الطقسية.مرفق نص القرار كما نشر في مجلة الكرازة.
٥–هل فكرة الكورال الكنسي لها جذور كتابية وكناسية؟
إشتراك النساء مع الرجال فى التسبيح أمر مؤكد فى الكتاب المقدس مثل إشتراك النساء مع الرجال فى التسبيح بعد عبور البحر الأحمر. كما يذكر لنا الكتاب تسابيح كثير من القديسات على رأسهن تسبحة القديسة العذراء مريم( لو١) كما يذكر لنا تاريخ الكنيسة القديس مارأفرآم السريانى الذى إهتم بإعداد فرق من الفتيات للتسبيح. وفى وقتنا الحالى نجد كنائس شقيقة مثل الكنيسة السريانية والكنيسة الأرمينية والكنيسة الأثيوبية والكنيسة الإريترية بها مجموعات الكورال الكنسي من الفتيات ولهن زى مميز موحد يلبسهن أثناء صلوات القداسات ويشتركن فى التسبيح مع الشعب. ففكرة الكورال الكنسي هى عودة للتقليد الكتابى أو الكنسي الأصيل الذى أحتفظت به وحافظت عليه كنائس أرثوذكسية شقيقة لنا شركة إيمانية كاملة معها.
٦–هل فكرة الكورال الكنسي ستؤدى إلى كهنوت المرأة فى الكنيسة؟
كما ذكرنا أن هذه الفكرة هى عودة إلى التقليد الكتابى الكنسي الأصيل من جهة إشتراك المرأة فى التسبيح الكنسي داخل الكنيسة وهو أمر حافظت عليه كنائس شقيقة- تربطنا بها شركة إيمانية كاملة- لألفين عام فهل أدى ذلك إلى كهنوت المرأة فى هذه الكنائس؟ لقد بدأنا تطبيق هذه الفكرة منذ عام 2004 وبمباركة قداسة البابا شنودة. فهل قداسة البابا شنودة الذى كتب وعلم كثيراً ضد كهنوت المرأة لم يكن مدركاً لهذا الأمر؟ كما أننى لا أجد اى علاقة بين تشجيع فتيات على تعلم الحان الكنيسة وحضور الكنيسة مبكراً وبملابس محتشمة مع الإلتزام بغطاء الرأس وكهنوت المرأة؟! هل الفتاة الصغيرة التى نعلمها منذ نعومة أظافرها إحترام الكنيسة ونحببها فى الحياة الكنسية سوف تفكر فى أمر يخالف التعاليم الكنسية أم العكس هو الصحيح.
٧– هل فكرة الكورال الكنسي تصلح لكل مكان؟
هذا يعتمد على ظروف كل مكان. المهم أولاً أن فكرة الكورال الكنسي فكرة تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة. أما التطبيق فيترك حسب ظروف كل مكان. فمثلاً فى إيبارشية لوس أنجلوس لا توجدخدمة الكورال الكنسي فى كل كنيسة مثل باقى الإمور الرعوية فليس كل كنيسة بها أرشيدياكون وليس بكل كنيسة مكرسات للخدمة وهكذا.
٨–ما هو تقيمكم لهذه الفكرة بعد عشرة سنوات من التطبيق؟
الفكرة لها إيجابيتها ولكن لابد أن تكون لها ضوابط واضحة كما ذكرنا ويتم متابعةالإلتزام بهذه الضوابط.
0 comments