الإحصاء الفلسطيني: 1 بالمائة نسبة مسيحيي الضفة الغربية وغزة
أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤخرًا تقريره حول النتائج الأولية للتعداد العام للسكان لعام 2017، وأظهر فيه أن عدد السكان الإجمالي بلغ 4 مليون و781 ألف نسمة، وهم موزعون في الضفة الغربية 2.882 مليونًا، وقطاع غزة 1.899 مليون.
كما كشف الإحصاء بأن الفلسطينيين يتوزعون حسب الديانة كالآتي: يدينون بالإسلام 4.616 مليون، وبالمسيحية 46.850 ألف، وبديانات أخرى 1.384، وبذلك تبلغ نسبة المسيحيين المتواجدين حاليًا في الضفة الغربية وقطاع غزة 0.975% (حوالي 1 بالمائة) من عدد السكان الإجمالي.
يعتبر الوجود المسيحي في فلسطين، وجود ازلي متعمق والذي تمتد الجذور التاريخية العميقة له عبر القرون في صلته ونشاته واهليته بالمشرق وخاصة في فلسطين، وارتبطت ذلك الوجود بإرث حضاري وثقافي وديني وتاريخي عظيم لازال شاهدا الى يومنا هذا، وقدم الكثير من الابداعات والإنجازات العلمية والمعمارية والطبية والثقافية والفنية عبر التاريخ العريق والذي امتد لقرون طويلة في الشرق، وكل هذا كان قبل ظهور الإسلام ووصول المسلمين الى بلاد الشام وفلسطين.
ولكن الوجود المسيحي في فلسطين تعرض للكثير من النكبات والتي تمثلت في مراحل كثيرة من التهجير وعمليات الإبادة المنظمة عبر محطات تاريخية معروفة، ورغم ذلك بقي الوجود المسيحي في فلسطين متجذرا ومحافظا على اصوله العريقة، ولكن عامل الهجرة في العصر الحديث من فلسطين الى اوروبا وامريكا كان عاملا أساسيا في التأثير على هذا الوجود واضعافه الى حد ما، اصبح يتداول في الكثير من المنابر والمنصات مصطلح الأقلية المسيحية؟؟؟!!
ان نتائج التعداد العام للسكان والمساكن و المنشآت والتي اعلنها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في شهر اذار 2018، والذي أظهرت ان نسبة المسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تشكل 1 % فقط من السكان، فتحت شهية بعض ضعاف النفوس في اطلاق الشعارات والعبارات حول (الأقلية المسيحية في فلسطين)، ولكن وفق القانون الدولي فان هناك فرقا كبيرا ما بين الأقليات، وما بين الشعوب الاصلانية، فلا يجوز اطلاق مصطلح اقلية على أصحاب الأرض والتاريخ والثقافة والحضارة والأصول المتجذرة حتى لو اصبح عددهم قليل جدا، لانهم شعب اصلاني صاحب ارض وهم الأساس الموجود في تلك البقعة الجغرافية، اما الأقلية فإنها مصطلح يطلق على مجموعة الناس هاجرت من بلادها بسبب الظروف السياسية او الاقتصادية او الكوارث الطبيعة واقامت في بلاد غير بلادها وهذا ينطبق على الشيشان في الأردن مثلا.
ان اطلاق مصطلح اقلية على الوجود المسيحي في فلسطين هو انتقاص من حق أساسي لأصحاب الأرض والتاريخ والثقافة الأصليين، ولا يجوز على الاطلاق خلط الأمور بعضها ببعض، فعلى الجميع ان يميز ما بين الشعوب الاصلانية وما بين الأقليات، وان اطلاق الصفات جزافا امر غير مقبول، فلا يمكن المساواة ما بين الأصيل والدخيل، واطلاق مصطلحات كهذه هي إساءة تاريخية وسياسية وثقافية للشعب الاصلاني.
ان هذه اللحظة هي لحظة تاريخية مُلحة تفرض على الجميع الوقوف عند مسؤولياته والتحرر من الرواسب والغوغائية والشعارات وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، وعلى الجميع قبل ان يُطلق الاحكام والمصطلحات العودة الى التاريخ والثقافة والعراقة والاصالة وبعدها يستطيع ان يختار أفكاره ومصطلحاته.
0 comments