Saturday, September 21, 2024
x

الشعب السوري يناجي القديس الشهيد العظيم “مارجرجس”

في ذكري الاحتفال بعيد مارجرجس “الخضر” بسوريا، والتي تحل نهاية إبريل من كل عام، يقول أنطوني جورج مواطن سوري، بعد أن مر على كنيسة شرعسوس “الكنيسة المنسية” وفق تعليقه، أن مارجرجس عند المسيحيين أو الخضر عند المسلمين هو تجسيد للخير، والمسلمون يقدسون هذا الولي الصالح كإخوانهم المسيحيين، ويمارسون طقوس مشتركة، وحافظت هذه الطقوس لفترة طويلة على الهوية المدينية لسكان هذه الحاضرة التاريخية، واليوم أؤكد إن مارجرجس الخضر لايموت، في مثل هذه المدينة الخالدة. فما أحوجنا اليوم لإعادة إحياء ماكان بيننا.

ويروى أن أهم ذكرياته عن حلب القديمة: “كنت أشارك جدي في إحدى جولاته في المدينة القديمة، عندما مررنا في زقاق مكتوب في بدايته شارع “مارجرجس” فسألت جدي هل هذه المنطقة مسيحية فأجاب أن المسيحيين انتقلوا الى إحياء جديدة منذ زمن طويل، لكن تكريمًا لكنيسة مهجورة فيها حافظ سكانها المسلمون على أسم الكنيسة كاسم للحيّ، وهنا كانت أول مرة سمعت فيها بكنيسة مارجرجس (كنيسة شرعسوس).

وأضاف في تدوينة له علي موقع التواصل الأجتماعي “فيس بوك”: في السنين الاولى للحرب تحدث لي الكاتب والباحث سمير طحان عن ذكرياته في ستينات القرن الماضي عن هذه الكنيسة والطقوس التي كانت ترافق عيد مارجرجس الذي يوافق اليوم 23إبريل نيسان حسب الطقسية الحلبية. “كانت الحارات من مدخل الحميدية مرورًا ببراكات الأرمن وقسطل الحرامي وصولًا الى مزار الخضر في كنيسة الشرعسوس، تبدو وكأنها جوهرة تتلألأ بالشموع والقناديل والفوانيس والمصابيح الكهربائية بالزينة الممدودة في شبابيك الأكشاك وشرفات البيوت والمعلقة عليها والرايات والاعلام والصور”.

وزاد وفق ما قاله الطحان: “والدتي رحمها الله ونساء الجيران كانوا منذ الصباح يكنسون الأزقة والحواري ويغسلونها بالماء ودواء الغسيل، وكانت والدتي تلبسنا الثياب الجميلة الجديدة وتقول لنا يجب ان يكون مظهركم جيدًا، لأن اليوم يوجد احتفال كبير وهو “عيد مارجرجس”، وكنا لا نعي ماذا يعني هذا الاحتفال لنا نحن الاطفال ولكن نشعر بالبهجة حيث يتقدم موكب المطران الفرقة الكشفية والاعلام والطبول والزمور ونقف امام باب الدار لنصفق عندما يمر الموكب من امام باب دارنا، الذي يقع اليوم عند مدخل بوابة شرعسوس، وكانت امي ونساء الحي عندما يمر الموكب يزغردن ويرشن عليه ماء الورد والعطر، ويرد المطران على هذه المحبة من اخواننا المسلمين، بالابتسامة والشكر ويقف رجال وشباب الحي بكل احترام وتقدير”.

كما أن قصة سمير طحان الشهيرة مع جدته في كنيسة مارجرجس في شرعسوس تعتبر رمزا للتعايش المسيحي الاسلامي في حلب حيث ورد في كتابه رزنامة حلب، “عندما كان صغيرًا قال لجدته عندما حضر أول مرة عيد الخضر “قديش في راهبات بالمزار، فابتسمت وأجابتني: هدول مان راهبات هدول مسلمات جايات يندروا أويوفوا ندورن للخضر”.

لكن في سبعينات القرن الماضي نقلت الكنيسة من موقعها في شرعسوس الى حي السليمانية ( الاطفائية القديمة ) لانتقال المسيحيين إلى الأحياء الحديثة من المدينة.استمر المسيحيون بالقيام باحتفالية العيد والجولة الفستفالية حول الكنيسة، لكن وجود النساء المسلمات بدء بالانخفاض.

فعيد مارجرجس الخضر الذي يحصل في بداية الربيع والذي يرمز الخصب والخضرة والخير هو طقس سوري ضارب في التاريخ، حيث كان يمارس في باب النصر والقلعة لمدة طويلة.

وأختتم اليوم نناجي الخضر لينجي سوريا ويعيد وحدتنا وطقوسنا.