Tuesday, November 26, 2024
x

بالفيديو عفوا انبا رافائيل .. القمص تادرس يعقوب .. لم نرث خطيئة ادم ولن يحاسبنا الله عليها اول رفض لافكار رسالة ماجستير انبا رافائيل والتى يزعم اننا تسلمناها من كنيستنا القبطية…ونستكمل

In Uncategorized on .

وكان الانبا رافائيل قد قال فى جزء من رسالته الاتى

ويقول

عن اننا تسلمنا من آباء كنيستنا ويرى ان البعض يحاول التشكيك فيما يقول اننا تستلمناه. ويقول ان هذا التشكيك على فهم آية رومية 5: 12 بطريقة مختلفة عن ما تسلمناه في كنيستنا القبطية. هذه هي الآية:

“مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” (رومية 5: 12).

وفي تشكيكهم يقولون انه في اللغة اليونانية وحسب المقطع الأخير من الآية لابد وأن يترجم كالآتي:

“من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس وبسببه (بسبب الموت) أخطأ الجميع” وهذا يعني أن كل الناس يخطئون بسبب الموت؛ لذلك الموت هو سبب الخطية.

وحسب اللغة اليونانية حرفياً، في المقطع الأخير من الآية كلمتين باليونانية وهما (إف، هو) يمكن فهمهما بثلاثة احتمالات:

1- “فيه (في آدم) أخطأ الجميع” (للعاقل)، وهذه ما تعتقد به الكنيسة القبطية.

2- “بسببه (بسبب آدم) أخطأ الجميع” (للعاقل)، وهذا ما يقوله بعض اللاهوتيين.

3- “بسببه (بسبب الموت) أخطأ الجميع” (لغير العاقل)، وهذا ما يقوله أصحاب حركة نيوباتريستك.

وحركة النيوباتريستك يقولون اننا ورثنا فقط الموت والفساد وليس خطية آدم. ويقولون أنه من خلال الموت دخلت الخطية الى العالم.

ونيافته قدم براهين على ثبات صحة ما تسلمناه في كنيستنا القبطية على اننا، كل البشر، في آدم قد ورثنا خطية آدم، بجانب وراثة الموت والفساد ولكننا بالطبع لم نشترك في فعل خطية آدم. وقد قدم نيافته براهينه مستنداً على ثلاثة محاور. وهي شهادة الكتاب المقدس، وشهادة الليتورجيات، وشهادة التقليد والآباء.

شهادة الكتاب المقدس:

– حسب رومية 5: 12، اذا اخذنا برأي النيوباترستيك، هذا معناه أن بولس الرسول يناقض نفسه في نفس الآية لأن النصف الثاني من الآية سيكون عكس النصف الاول منها. فمن غير المعقول أن يقول بولس الرسول في النصف الأول من الآية “كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت” ثم يرجع ويقول في النصف الثاني من الآية “وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس وبسببه أخطأ الجميع”. وحاشا للوحي الإلهي من هذا الخطأ.

– آية 12 تقول، “اذ أخطأ الجميع” (في الماضي) وليس “الجميع يخطئ” (بصيغة المضارع)، وهذا يشير الى مشاركتنا في خطية آدم قديماً.

– حسب رومية 5: 17 – 19، يقدم لنا القديس بولس الرسول تطابقاً دقيقاً بين آدم والمسيح. بين آدم الذي فيه يجعل كل نسله خطاة بالولادة الجسدية، والمسيح الذي فيه يجعل جميع نسله أبراراً بالولادة الروحية.

– ثم في آيات 13 – 14، يوضح بولس الرسول ان الخطية تحسب خطية فقط اذا كان هناك ناموس. أي انه قبل وضع ناموس موسى لا تحسب على الناس الذين لم يعصوا الله مثل آدم أي خطايا شخصية ومع ذلك كلهم قد ماتوا “لان أجرة الخطية هي موت” (رومية 6: 23) مع انهم لم تحسب ضدهم خطاياهم الشخصية لعدم وجود الناموس. ونحن نتساءل، بسبب أي خطية قد ماتوا؟ الإجابة لابد وان تكون واحدة وهي بسبب خطية واحدة وهي خطية آدم التي ورثوها منه.

– آية 18 تقول صراحة أن حكمًا قانونيًا بـ “الإدانة” صدر على جميع الناس من خلال تجاوز واحد (أي تجاوز آدم)، وليس من خلال خطيئة (الكل) “بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ”.

– ثم الإدانة المذكورة في آية 18 يؤكدها مرة ثانية في آية 19 ويقول “بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً” (جعل) في المبنى للمجهول، أي حدث ذلك من خلال آدم انهم قد جُعلوا خطاة وليس من عمل خطايا شخصية ارتكبوها.

– وهذا يتوافق أيضًا مع تصريح بولس الرسول: أنه “ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رومية 5: 😎. بالطبع الذين ولدوا بعد موت المسيح على الصليب لم يكونوا موجودين عندما مات المسيح عنا على الصليب. ومع ذلك يعتبرنا الله خطاة ونحتاج الى الخلاص.

– ومعنى اننا كنا “في صلب آدم” عندما أخطأ، لها معنى متعارف عليه عند بولس الرسول. فقد كتب بولس الرسول أيضاً عن لاوي أنه كان موجوداً في صلب إبراهيم عندما قدم ابراهيم العشور لملكي صادق. اذ يقول بولس الرسول: “وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ – أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ” (عب 7: 5-10).

– لذلك قول بولس الرسول في آية (19): “بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً” (رومية 5: 19)، هو بإختصار عقيدة وراثة الخطية الأصلية، خطية آدم التي جعلت كل نسله خطاة – ليسوا مجرد بشر، بل خطاة على وجه التحديد. وليس بسبب الموت أن جميع الناس قد أخطأوا، كما يظن اتباع النيوباترستيك، ولكن بسبب آدم – وبشكل أكثر تحديدًا، بسبب “عصيانه”، أي خطيته، التي، كما أوضح الآباء، موروثة بواسطتنا أي اننا فيه قد أخطئنا وقد تمت دينونتنا والحكم علينا.

– وقد استخدم بولس الرسول في آية 19 كلمة “الكثيرون” وليس “الكل” لانه استخدم نفس الكلمة “الكثيرون” وليس “الكل” بخصوص التبرير في المسيح. وهو يضع مقارنة دقيقة بين فعل آدم وفعل المسيح. فلا يجوز التبرير “للكل” بل لمن يؤمنون فقط بالسيد المسيح.

– في الترجمة القبطية لرومية 5: 12 تترجم كالآتي: “”كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ فيه [أي في آدم] أخطأ الجميع”. هذا يعني أن كل الناس خطاة لأنهم كانوا “في” آدم بالطبيعة.

– في الترجمة السلافونية القديمة للكتاب المقدس المأخوذة من اليونانية القديمة V. Moss, Against Romanides, 2012, p. 24 تترجم بنفس المعنى مثل الترجمة القبطية.

– وفي الترجمة البلغارية الارثوذكسية الرسمية لترجمة الكتاب المقدس المعتمدة من مجمع الكنيسة البلغارية الارثوذكسية والمعروفة باسم: Библия, синодално издание ، BOB تترجم حرفياً كالآتي: “”لذلك، كما من خلال إنسان واحد، دخلت الخطيئة إلى العالم، وبواسطة الخطيئة – الموت وهكذا انتقل الموت إلى جميع الناس من خلال رجل واحد أخطأ فيه الجميع”. وقد ذكرت صراحة انه من خلال آدم دخلت الخطية الى العالم. وهذه الترجمة البلغارية المعتمدة من مجمع الكنيسة البلغارية قد أخذت من الأصول اليونانية القديمة.

شهادة الليتورجيات، نأخذ مثلاً واحداً يظهر مخالفة كل البشرية لوصية الله:

– “وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية سقطنا من الحياة الأبدية ونفينا من فردوس النعيم” (من صلاة تجسد وتأنس في القداس الباسيلي).

– وفي ليتورجية المعمودية وقانون الايمان نقول: “نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا”. حتى ولو الطفل عمره دقيقة واحدة على الأرض فهو يحتاج الى المعمودية لمغفرة الخطايا. أي خطايا؟

شهادة التقليد والآباء، منها أقوال الآباء ومنها المجامع، من أقوال الآباء نأخذ قولاً واحداً كمثال:

– يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرحه (رومية 5: 13 – 14): “من الواضح أن الخطية لم تأت بسبب مخالفة الناموس، لكن بسبب خطية آدم، وهذه الخطية هي التي أدت إلى هلاك كل شيء. وما هو الدليل على ذلك؟ الدليل أن الجميع ماتوا قبل الناموس”. (القديس يوحنا ذهبي الفم – تفسير الرسالة إلى أهل رومية طبعة 2013. ترجمة د سعيد حكيم، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ص 247).

– أما بخصوص المجامع ومن جهة وراثة خطية آدم فقد تمت إدانة بيلاجيوس وتلميذه كاليستيوس وأتباعهما حينما أنكروا وراثة خطية ادم ونادوا ببدعة أن الأطفال لا يحتاجون معمودية أو أن معمودية الأطفال ليست لمغفرة الخطايا. وقد ورد في مجمع قرطاجنة الثاني المنعقد سنة 418 م (القانون 110) ما يلي:”إن قال أى إنسان أن الأطفال حديثى الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم الخطية الأصلية الموروثة من آدم والتي لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها “لغفران الخطايا” بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محرومًا؛ لأنه وفقًا (لرومية ٥: ١٢) أجتازت خطية آدم إلى الجميع.

– وقد أيد مجمع أفسس المنعقد (٤٣١) برئاسة البابا كيرلس عمود الدين قرارات مجمع قرطاجنة، حيث ذُكِر في الرسالة المجمعية، التي أرسلها مجمع أفسس إلى سلستين الأول أسقف روما، وأخبروه بما حدث في مجمع أفسس التالي: ” بالإضافة إلى ذلك محاضر جلسات الأعمال الخاصة بحرومات (قطع) عديمي التقوى البيلاجيين والكاليستيين، كاليستيوس، وبيلاجيوس، وجوليان، وبريسيديوس، وفلوروس ومارسيللينوس وأورونتيوس وأولئك الذين يتمسكون بذات الآراء معهم، تم قراءتها في المجمع المقدس، ونحن أيضاً رأينا أنه من الصحيح أن تلك القرارات التي صدرت ضدهم بواسطة قداستك يجب أن تظل سارية وثابتة. ونحن جميعاً المُصَوتين كنا على نفس الجانب معك، وقرَّرنا أنهم مقطوعين (محرومين).

وهذا هو جزءاً يسيراً لما قدمه نيافته من براهين تثبت لماذا احتفظت الكنيسة القبطية بما تسلمته بخصوص وراثة خطية آدم. وفي توصياته، شجع نيافة الانبا رافائيل بعمل دراسات أخرى دقيقة لما تتبناه أي حركات حديثة تشكك فيما تسلمته الكنيسة القبطية من أبائها الاولين واحتفظت به الى الآن.

ونحن في انتظار نشر الرسالة بعد عمل بعض التعديلات التي طلبتها لجنة المناقشة وذلك قبل نشر هذه الرسالة الموسومة وترجمتها الى لغات أخرى.

القمص ابراهام عزمي عميد جامعة هولي صوفيا ورئيسًا للجنة المناقشة