بيان الانبا يوسف اسقف جنوب امريكا بشان قتل الاقباط فى مصر الاقوى فى 2017
من البيانات المهمة التى صدرت عام 2017 , بيان نيافة الانبا يوسف اسقف جنوب أمريكا يصدر بيــان تبكي لها الأعين عقب استشهاد القمص سمعان
أصدر الأنبا يوسف أسقف الكنيسة القبطية بجنوب أمريكا اليوم بيانا عن استشهاد الأب القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى، انتقد من يزرعون ثقافة الكراهية، وأدان أيضًا الذين وقفوا صامتين ولم يساعدوا فى إنقاذ الشهيد.
وجاء فى نص البيان: “لقد أسرع قاتل الأبرياء فى طعن خادم لله، ففى 12 أكتوبر 2017 سلمت الكراهية والبغضة شهيدا برئيا آخر فى يدى الله، وسوف يطالب الله بدم هذا القديس الشهيد ليس من يد قاتله فقط بل ومن أيدى مرشديه الذين زرعوا فى عقل القاتل وقلبه ثقافة الكراهية والعنف، ولقد اشترك أيضا فى جريمة القتل هذه هؤلاء الذين وقفوا صامتين ورفضوا مساعدة وإنقاذ حياة هذا الشهيد”.
ولذلك بالإضافة إلى مطالبة الله بدم هذا الشهيد من يد القاتل ومرشديه وكل الجهات والهيئات التى تصرفت بعدم مبالاة تجاه إنقاذ حياته، ستكون حياة هؤلاء القتلة جميعاً مليئة بالصعاب والتجارب والأحزان التى جلبوها على أنفسهم بسفك هذا الدم الذكى والتسبب فى أحزان وآلام أسرة وشعب ومحبى الأب الموقر القمص سمعان شحاته.
وتابع: “إلى أين سيهرب القتلة ليغطوا عارهم وذنبهم وخزيهم؟، هل يستطيع هؤلاء القتلة أن يدعوا بأنهم يتممون إرادة الله، لماذا يختبئون ويتآمرون فى اجتماعات سرية منتظرين ومتواطئين لافتراس الأبرياء، الله يكرم الرحماء والشفوقين لأنه هو نفسه رحيم وشفوق، فعندما أراد الرسول بطرس أن يدافع عن السيد المسيح بسيفه انتهره الرب قائلاً “رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون” (مت 26: 52)، الله الرحوم رفض القتلة لأنهم يسرقون حياة خلقها الله بنفسه. الله هو واهب الحياة وهو فقط الذى له الحق ليأخذها حسب وقته هو.
القتله يغدرون بالله ويجعلونه يعاديهم لأنهم سافكو دم وإرهابيون يحطمون حياة الآخرين، لا مكان للقتلة فى السماء، هؤلاء القتلة ليسوا شهوداً لله لأن الشهيد الحقيقى هو من يموت لأجل إيمانه وليس من يقتل الآخرين لأجل إيمانهم، ما جرم أبونا سمعان!، هل جرمه أنه مسيحى خادم وكاهن لله كرس حياته وضحى بترف المعيشة من أجل خدمة شعبه وقريته بمسلميها ومسيحييها، لقد كرس حياته ليكون مثالاً لمحبة الله وعطائه للجميع.
لن يحتمل الله أن يرى الإرهاب فى جنس البشر فهو بنفخة واحدة يستطيع أن يدمر جزر وقارات وجبال وبحار. لذا خافوا الله! خافوه لأنه قال “لى النقمة أنا أجازى يقول الرب” (تث 32: 35)، (رو12: 19) و”مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى” (عب 10: 31).
وأضاف البيان “لقد كان أبونا سمعان مستعدا ولكن سيطالب الله بحياته الغالية من يد القاتل ومن كل هؤلاء الذين يباركون هذا العمل الوحشى الإرهابى فهم أيضاً مذنبون ويثيرون غضب الله عليهم”.
الذين يسفكون الدم المسيحى يفعلون هذا لأنهم يرهبون المسيحيين. فهم يرتعدون من صليبهم ومسيحهم فيفقدون عقولهم ويصيروا كالوحوش الكاسرة والذئاب المفترسة عند رؤيتهم علامة الصليب لأن الشيطان الذى فيهم لا يستطيع أن يقف أمام علامة الصليب.
يخافونهم لأنهم لم يدركوا بعد قوة المحبة المسيحية. لقد أحب السيد المسيح كل البشر واختار الألم والموت ليخلص العالم. كذلك تلاميذه ورسله المتواضعون لم يحملوا سيوفاً ولا أسلحة ولم يهددوا أحد لكى يكرزوا بالمسيحية. لقد استشهد غالبيتهم وبالرغم من ذلك انتشرت المسيحية فى أرجاء العالم كله.
وتابع: لقد انتشرت المسيحية وستظل تنتشر بدم الشهداء “وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذى هو الموت الثانى” (رؤ 21: 8).
وأضاف “نتضرع إلى ربنا يسوع المسيح أن ينيح نفس خادمه الأمين الأب الموقر القمص سمعان شحاته فى فردوس النعيم مع مصاف الشهداء والأبرار وأن يعزى أسرته وكل شعبه وأن يوقظ ضمير كل المصريين ليضعوا نهاية لهذه الأعمال البربرية الوحشية الإرهابية وأن يتم تطبيق العدالة على كل هؤلاء القتلة الذين نصلى أيضاً من أجل توبتهم وختاماً نطلب من الله أيضاً أن يعضد المسيحية والمسيحيين فى كل مكان فتنتشر وتنمو أكثر وأكثر وأكثر فى أرجاء المسكونة كلها”.
0 comments