تذكار_استشهاد القديس_الجليل_مار_بطلون_الطبيب
وُلِدَ في بلدة تعميدون من أب وثني اسمه أسطوخيوس وأم مسيحية تدعى أونالة، فعلماه مهنة الطب، وبالقرب من منزلهم كان يوجد قس. وكلما بطلون يعبر أمامه، كان القس يتأمل اعتدال قوامه وكمال عقله وكثرة علمه ويحزن عليه لبعده عن الله. وكان يطلب من الله في صلاته أن يهديه ويرشده إلى طريق الخلاص. ولما أكثر الطلبة والسؤال إلى الله من أجله، أعلمه الرب في رؤيا أنه سيؤمن على يديه. ففرح بذلك وصار يحادثه كلما اجتاز به إلى أن تمكنت شدة المودة بينهما. فعرَّفه القس فساد عبادة الأصنام، وبيَّن له شرف ديانة السيد المسيح وأفضلية حياة تابعيها، وإن الذين يؤمنون بالمسيح تجرى على أيديهم آيات وعجائب. فلما سمع بطلون الطبيب فرح واشتهي أن يعملها ليكمل له قصده في الطب. ففي أحد الأيام لدغت حية إنساناً وظلت قائمة أسفل منه، فقال في نفسه ” أجرب تعليم القس معلمي الذي قال لي إن آمنت بالسيد المسيح تصنع آيات وعجائب. ثم اقترب من ذلك الإنسان، وصلى صلاة طويلة طالباً من السيد المسيح أن يظهر قوته في إبرائه، وفي قتل الحية لئلا تؤذي آخرين. وعند فراغه من صلاته قام الرجل سالماً، وسقطت الحية ميتة. فازداد إيماناً، ومضى إلى القس وتعمد على يديه وظل يمارس مهنة الطب. وحدث أن جاءه رجل أعمى ليداويه فطرده أبوه فسأله القديس من هذا الذي طلبني؟ فأجابه أنه أعمى ليس لك في شفائه حيلة. فقال له القديس سترى مجد الله. ثم استدعى الأعمى وقال له هل إذا أبصرت تؤمن بالإله الذي أبرأ عينيك؟ فقال له نعم. فصلى القديس صلاة عميقة، ثم وضع يده على عيني الأعمى وقال له باسم المسيح أبصر. فأبصر للوقت وآمن بالسيد المسيح. فلما رأى أبوه ذلك آمن هو أيضاً. فأحضرهما القديس إلى القس فعمدهما.ولما تنيَّح أبوه حرر العبيد، ووزع كل ماله على المساكين. وصار يداوي المرضى بدون أجر ويطلب منهم الإيمان بالمسيح. فحسده الأطباء وسعوا به وبالقس وبجماعة كثيرة كانوا قد آمنوا لدى الملك. فاستحضرهم وهددهم بالتعذيب إن لم يكفروا بالسيد المسيح. وإذ لم يكترثوا بتهديده عذبهم كثيراً ثم قطع رؤوسهم. أما القديس فقد أراد أن يبالغ في تعذيبه بأن ألقاه للأسود فلم تؤذه وكان الرب يقويه ويشفيه. ثم أمر أخيراً بقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة.بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
0 comments