Saturday, November 23, 2024
x

محاضرة قداسة البابا تواضروس الثاني . الذكرى الخامسة لثورة ٣٠ يونيو وهى الثورة الشعبية التي حماها جيش الشعب

من كنيسة التجلي المقدس بمركز لوجوس بالمقر البابوي الجديد بدير القديس الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون
الاربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ م

+ عقد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم اجتماع الأربعاء الأسبوعي بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.

حملت العظة عنوان “الصلاة قوة الكنيسة” ضمن سلسلة كنوز كنيستنا التي يقدمها قداسته في الاجتماع.

+ اللواء البطل باقي زكي عنوان للفكر المبدع .. عظة الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني ..

أود ان أذكر بالخير ونتعزى في رحيل اللواء باقى ذكي يوسف البطل الذكي المبدع في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ م وكيف أنه ساهم في منظومة الانتصار، وهذا البطل المبدع الذي أوجد فكرة بسيطة للغاية لهدم خط بارليف والفكرة التي لم تخطر على بال أحد، وحتى أن الفكرة من غرابتها جربوها حوالي ٣٠٠ مرة قبل ما تنفذ وتستخدم في الحرب وتكون هي مفتاح الانتصار.
نعزي أسرته ونعزي القوات المسلحة التي ينتمي إليها ونعزي مصر كلها في رحيل بطل من أبطالها عنوان للفكر المبدع الذى يمكن أن يساهم في تقدم بلدنا.

+ ٣٠ يونيو ثورة شعبية حماها جيش الشعب …في عظة الأربعاء لقداسة البابا تواضروس

نتذكر في خلال هذا الأسبوع، يوم السبت، الذكرى الخامسة لثورة ٣٠ يونيو وهى الثورة الشعبية التي حماها جيش الشعب وهى الثورة التي أنقذت مصر وغيرت المسار وأعطت مصر بداية الطريق الصحيح للحياة المصرية كما نعلم أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ونحن في الخطوات الأولى حتى وإن كنا نعاني من منظومة الاقتصاد والتي تحاول منظومة الدولة أن تصلحها بعد أن أهملت فترة كبيرة لكننا نثق أننا في الطريق وإن المشروعات التي تتم في مصر، مشروعات الطاقة على سبيل المثال أو الصناعات الغذائية. ولكن مصر تحاول أن تثبت نفسها ومصر من خلال هذه الثورة يجب أن نحافظ عليها لأنها حافظت على بلادنا.

+ نص العظة – كنوز كنيستنا: “الصلاة قوة الكنيسة”

تحدثت الأسابيع الماضية عن سلسلة “كنوز كنيستنا” وتكلمت عن ثلاثة موضوعات الرسل أعمدة الكنيسة، الرهبنة جوهرة الكنيسة والكتاب المقدس فكر وعقل الكنيسة واليوم نتحدث عن ” الصلاة قوة الكنيسة ” من يقرأ في التاريخ يعرف ما تعرضت له الكنيسة القبطية من 2000 سنة حتى الأن والتاريخ الذى تقلب بموجات عالية وهابطة يستعجب لماذا تبقي الكنيسة المصرية عايشة وحية على مر كل هذه العصور؟
+ أخبركم عن السر وهو الصلوات المرفوعة دائماً الصلوات التي تقدمها الكنيسة على الدوام وأرجو أن يكون هذا التعبير واضحًا في ذهن كل واحد الصلاة هي قوة الكنيسة ،واقصد الصلاة الحقيقية القلبية التي من أعماق الأنسان… السيد المسيح قال للتلاميذ في النهاية ” فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي” وكان يقصد حلول الروح القدس ،هذه القوة هي قوة عمل الروح التي ننالها في كل صباح ولذلك قال أقيموا في أورشليم ومعناها اعتكفوا وهذا ما نصنعه مع الكاهن الجديد نقول له أقعد أربعين يوم بعيد عن أي ضوضاء وأنتهز هذه الفرصة لأن فترة الاعتكاف بالصلاة ستعطيك قوة وهي العماد لك في خدمتك ومن الأمور الهامة جدًا في تلك الفترة أن يقضيها الكاهن اوالأخ الذى سيم كاهن في صلوات وقداسات وعمل روحي بدون مجاملات وزيارات التي بها يفقد نسبة كبيرة من القوة التي كان سيحصل عليها .
الصلاة هي الوسيلة الجوهرية التي ينحدر بها عمل الله على روح الكنيسة كلها …الكنيسة لا تعمل بدون قوة الصلاة والصلاة ليست لها شكل واحد بل عدة أشكال الصلوات السرارية أي صلاة الأسرار وصلوات الطقسية مثل طقس الجناز والصلوات النظامية او الجماعية او الفردية مثل صلوات الأجبية .
لا تنسوا ما قاله داود النبي ” أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ”داود النبي العظيم مقلش انا الملك او القاضي او شاعر بل قال ” أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ” ، وتعبير ” كاهن او القس(pastor) ” معناها مصلي هو شخص صار شغله الشاغل هو الصلاة وتوجد عندنا صلوات ملحنه فيها موسيقى كالألحان والتسابيح صلوات فرديه خاصه صلوات الصمت وهى تنبع من القلب والحياة تصير صلاة ، ودار الكتاب المقدس هنا عمل كتاب أسمة صلوات الكتاب المقدس ويمكن أقتناءه ويجمع كل الصلوات الموجودة في الكتاب .
ماذا يعنى” الصلاة قوة الكنيسة “؟؟
نتحدث عنها في أربعة نقاط هامة
اولاً الصلاة تصنع شركة المؤمنين
المصلين دائمًا جاين من أماكن مختلفة ورعايا مختلفة الراجل والطفل والشاب فيها السليم والصحيح والمتوجع من الألآم الجسدية فيها التنوع الكبير وحتى طقس الكنيسة ان الرجال يدخلون من الباب البحري والنساء يدخلون من الباب القبلي وعندما نخرج من الكنيسة نخرج من الباب الغربي وده معناه أننا توحدنا كلنا وبقي لنا كيان واحد الصلاة تصنع الشركة بين المؤمنين وفى نوع من أنواع المشاركة الحقيقية بين الجميع والقدّيس يوحنا الذهبي الفم يقول
“إننا نصلّي داخل مخدعنا لننزع من قلوبنا الداخليّة الأفكار المقلقة والاهتمامات الباطلة، وندخل في حديث سرّي مغلق بيننا وبين الرب. ونصلّي بأبواب مغلقة عندما نصلّي بشفاهٍ مغلقة في هدوء وصمت كامل، لذاك الذي يطلب القلوب لا الكلمات”، بيفكرنا بذاك الناسك وقت النهار يتقابل مع الكثيرين وعند دخوله قلايته يقف ويفرغ أذنه من كل ما سمعه وذهنه صافيًا.
كيف تصنع الشركة بين المؤمنين ؟
1. نأتى للكنيسة “أما انا ادخل الى بيتك” الشعور بالوجود في الحضرة الألهية ونسمع كثير من الأمهات تقول لأولادها رايحين بيت ربنا يعنى بيت الله حيث اجتمع اثنان او ثلاثة أكون في وسطهم وأننا نصلي دائما اتجاه الشرق ورؤيتنا متعلقة بهدف واحد والصلاة تصنع الشركة لأنها تضع مناخ روحي واحد الكاهن والشماس والشعب يصنعوا منظومه جميلة توجد مناخ روحي ودانك بتسمع عينك بتشوف أنفك يشتم رائحه ذكية ولما نتناول قديما نقول”أنستك النعمة ” والتعبير “يامقدس ” يعنى اللى بيتقدس بصلوات القداس جو روحى بنوجد فيه من الصلوات من الألحان والمردات .
2. أيضا الصلاة تجعل منا نفساً واحده لما بسالك كنيستك ايه لما صرت عضو بهذه الكنيسة صنعت فينا النفس الواحدة الصلاة كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وببساطه قلب اذاً الصلاة قوة الكنيسة لأنها تصنع شركه بين المؤمنين الترابط الروحي الغير منظور.

ثانياً : الصلاة هي أقوى تعبير عن محبتي لربنا
انا بحبك يارب ماذا أفعل؟ وتعبير الحب ماذا اصنع امام الله الصلاة أقوى تعبير عن الحب لثلاثة أسباب
1. الذي نحبه نقدم له الوقت وهو أغلى عطية
2. الذي نحبه نتحاور معه
3. الذي نحبه نشتاق اليه دائماً
أعملهم تركيبه واحده وهو التعبير عن محبتنا لله” الصلاة اقدم فيها وقت لربنا وهى حوار مع الله ” ، ونتذكر القصة اللي وقف فيها الأنسان نقي القلب وقال أبانا الذى في السموات فيسمع صوت يقوله أنا سامعك يا أبني ليتقدس اسمك ” وصارت الصلاة الربانية كأنها حوار متبادل اذًا الصلاة أكبر محبه لله
” آية (مز 42: 1): كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ.”
تطلب منه وتتوسل اليه وتبتهل وتتشفع علشان خاطر أمنا العذراء وشكل من أشكال التسابيح الصلاة هي قوة الكنيسة لأنها أقوى تعبير نعيشه جميعاً.

ثالثاً : الصلاة سلاحنا ضد حروب عدو الخير
وليس لنا سلاح سوى الصلاة والشيطان يحاربنا لكي يحرمنا من الصلاة قوة الكنيسة لأنها اقوى سلاح ضد الشيطان وهي برج حصين ،وتتذكروا القديسة يوستينا التي أغرم بها شاب من الشباب وأراد ان يصل لها فأستعان ببعض السحر ولم يقدر ان يوصل لها بكل الصور لكن كان مجرد أسم يوستينا يحرق الشيطان وهذه القصه موجوده في 21 توت اسم القديس هو سلاح فعال ضد الشيطان ولهذا السبب نقدس كل يوم في بيوتنا بالصلاة البيت الغير مقدس يمكن ان تقدس عملك ودراستك بالصلاة ويمكن ان تقدسوا سفركم بأي وسيلة بالصلاة وتقدس بمعنى تنقي جو البيت تخلي كل طرف يفهمه صح الصلاة تجعل البيت والنفس هادئة ومستعدة .الصلاة قوة الكنيسة واقوى سلاح فعال ضد الشيطان .

رابعاً: الصلاة هي التي تصنع المستحيل
نحن بشر ولدينا امكانيتنا المحدودة في كل مكان ونتذكر قصص البابا كيرلس الثالث بصلاة ورشمة الصلاة للطلبة يلاقوا الامتحان في الصفحة اللي أشار عليها وإيليا النبي عندما صلى أغلقت السماء عن المطر ودانيال ذلك الشاب القوي الذى وضع في جب الأسود وعندما اتى الملك ليسأل عنه ووجده حيًا “الهي ارسل ملائكة لسد أفواه الأسود ” والشيء الغريب هو مين كان خائف من مين الانسان خائف من الوحوش هذا الطبيعي ولكن صلاة دانيال جعلت الوحوش تخاف من دانيال .
جبل المقطم بالصوات انتقل الجبل ونعيش في معجزة في القرن العاشر الميلادي ونصوم لها في الكنيسة ثلاثة أيام أضيفت لصيام عيد الميلاد 40 يوم أصبح 43 يومًا.
يوحنا الدرجي “كل من يتوكأ علي عكاز الصلاة لا تذل قدميه اسم يسوع سلاح ولا يوجد ما هو أقوى منه الصلاة مثل الوردة التي تفتحت لتملئ هيكل النفس بالرائحة الذكية دائماً، ويقول القديس غريغوريوس الكبير ” الصلاة التصاق بالله في جميع لحظات الحياة ومواقفها فتصبح الحياة صلاة واحدة بلا أنقطاع او اضطراب “.

الخلاصة يا أخواتي أن الصلاة هي قوة الكنيسة القوة التي تجعل الكنيسة دائماً حيه وتجعل الكنيسة دائماً مؤثرة والكنيسة الممتلئة من الصلوات والبيت الممتلئ من الصلوات والنفس التي تمتلئ من الصلوات هي نفس قوية ولذلك الصلوات هي قوة الكنيسة وهذا عملها واثقين برجاء وإيمان أن الصلاة تعمل كل شيء “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. ”
أحرص أيها الحبيب على ان تكون الصلاة هي قوتك وسلاحك وتجعلك عضواً فعلاً في جماعة المؤمنين والصلاة هي التي تصنع المستحيلات لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين.