Friday, November 22, 2024
x

بعد 15 قرن البابا شنودة الانفتاح غير المسبوق والمحافظة على الايمان

 

ربما لا يعرف البعض، خصوصاً الشباب صغيري السن أن قداسة البابا شنوده كان منفتحاً جداً. في الحقيقة لم يأتي في تاريخ الكنيسة كلها بعد ٤٥١م بابا سكندري مثل البابا شنوده في انفتاحه. يكفي فقط أن نتأمل في أنه أول بابا سكندري يزور روما وبابا روما بعد أكثر من ١٥٠٠ سنة بعد سنة ٤٥١م، ويوقع اتفاق لاهوتي.
لكن مع هذا الانفتاح واليد الممدودة واظهار حسن النية والإخلاص في السعي لوحدة حقيقية مبنية علي إيمان واحد صحيح وأساس لاهوتي سليم، مع هذا الانفتاح غير المسبوق والمبني علي قوة ومساندة من السيد المسيح والروح القدس الذي أعطاه موهبة التعليم، مع هذا الانفتاح كان مخلصاً جداً في الحفاظ علي الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة وإعلانها في ثقل وأصالة الكنيسة القبطية واحترامها في العالم وبين الطوائف.
فنتذكر كيف رد علي البابا بولس السادس عندما أرسل له مندوب الفاتيكان في ١٩٧٣م بعد الاتفاق يدعوه للاعتراف بأولوية بابا روما في مقابل أن يأخذ الكنائس والمنشآت الكاثوليكية في مصر. فرد عليه قداسة البابا شنوده مثلما رد البابا ثيئودسيوس الثالث والثلاثين علي الإمبراطور يوستينيانوس في القديم عندما طلب منه طلب مشابه في قبول مجمع خلقيدونية. فقال له: قيل للسيد المسيح: أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي… (مت ٤، مر ١، لو ٤).
أيضاً عندما سأله طلاب الإكليريكية عن سفره للخارج وأنهم كانوا يفتقدونه فأوضح لهم المهام الخطيرة والضرورية التي تتطلب وجوده في الخارج ومنها في مجلس كنائس الشرق الأوسط حيث كانوا يريدون أن يدخلوا النساطرة (الكنيسة الأشورية) للمجلس ولكن لم يجرؤوا أن يفعلوا ذلك في وجود قداسة البابا شنوده الثالث. لذلك كان حريص علي حضور جلسات المجلس حتي لا يتجرأون ويدخلوا من يلعن القديس كيرلس، البابا السكندري رقم ٢٤، في المجلس (وهم النساطرة المحرومين من المجمع المسكوني الثالث في أفسس في ٤٣١م).
هكذا كان قداسة البابا شنوده منفتح انفتاح تاريخي غير مسبوق ومبني علي قوة شديدة وفي نفس الوقت كان محافظاً محافظة شديدة علي الإيمان الأرثوذكسي السليم والعقيدة الصحيحة وإعلانها في صورة الحفاظ علي ثقل وهيبة الكنيسة القبطية ومعها باقي الكنائس اللاخلقيدونية في المحافل واللقاءات المسكونية.
Fr. Marcus
Coptic Orthodox Church
للراهب مرقوريوس سانت انتونى
منقول من الصفحة الخاصة