Friday, November 22, 2024
x

تحليل فرنسى مروع: مايحدث فى الكنيسة القبطية يشبه ما حدث من الصراعات القاتلة في الكنيسة الكاثوليكية في القرن 14، ولكن أحداثها مستمرة، ويبدو أنها لم تنته بعد

فى توصيف لما يحدث داخل الكنيسة القبطية الارثوذكسية , منذ الاعن عن مقتل الانبا ابيفاينوس اسقف ورئيس دير ابو مقار , مرورا بما تلاها من احداث, ووصلا لواقعة أنتحار او نحر الراهب زينون المقارى , وصف موقع مونت كارلو الاخبار الفرنسى الناطق باللغة العربية هذه الاحداث , عبارة
قصة تذكر الكثيرين بقصة “اسم الوردة
” The Name of The Rose
للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو عن الصراعات القاتلة في الكنيسة الكاثوليكية في القرن الرابع
عشر، ولكن أحداث الكنيسة القبطية مستمرة، ويبدو أنها لم تنته بعد.
وفى مقاربة تصل الى نفس النتائج التى وصل اليها كاهن نيوجيرسى فى تحليله فى موقع اقباط امريكا, ونشر موقع مونت كارلو بعنوان
صراعات وانشقاقات وجرائم قتل وانتحار في الكنيسة القبطية المصرية
وسرد
المعطيات التاليه
في دير السيدة العذراء المحرق بأسيوط في مصر، أعلن المسؤولون، فجر الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول، أنهم عثروا على الراهب القس “زينون المقارى” في القلاية (سكن الراهب) وهو يعاني آلاما شديدة في البطن، وتوفي مسموما، أثناء نقله إلى المستشفى، ووفقا لرواية الدير، فإن الراهب “زينون المقارى” انتحر بالسم، وقد تم العثور في سكنه على علبة مبيد حشري زراعي يسمى ب”سوسة القمح”.

إعلان
وتنبع أهمية الحدث من شخصية الراهب، الذي كان أحد 6 رهبان، قررت لجنة “شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس”، في 25 أغسطس/آب الماضي نقلهم من دير “أبو مقار” بوادي النطرون، إلى 6 أديرة أخرى، بعد تحقيق أعضاء اللجنة، تحت إشراف قداسة البابا تواضروس الثاني مع عدد من الرهبان، بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية، أضف إلى ذلك أن الراهب “زينون المقارى” كان أب اعتراف الراهب إشعياء المقارى المتهم الرئيسى، مع زميله فلتاؤس، فى قضية قتل رئيس الدير الأنبا ابيفانيوس، وحاول إشعياء المقاري الانتحار وفشل، بعد اتهامه في القضية، ومازال يتلقى العلاج حتى اليوم في عنبر المحبوسين بمستشفى القصر العيني.

قصة دير “أبو مقار” بوادي النطرون:

هو دير القديم، أسسه القديس مقاريوس، عام 360م، وأصبح القمص متى المسكين الأب الروحي للدير، منذ عام 1969، عندما تمكن من جمع عدد من الرهبان حوله، وكان يدعو إلى “عودة الرهبنة إلى أصولها الأولى”.

وتسببت أفكار القمص متى المسكين في خلاف حاد مع البابا شنودة- حتى قبل أن يتولى البابوية- حول عدد من الأمور العقائدية، ولم يقتصر الأمر على الجانب الديني وإنما امتد ليشمل قضايا سياسية، حيث اعتبر البابا شنودة أن القمص متى المسكين لم يدعمه خلال أزمته الشهيرة مع الرئيس أنور السادات عام 1981، بل واعتبر البعض أنه اتخذ مواقف ضارة بالكنيسة، خصوصا وأن القمص متى المسكين قال في حديث لمجلة تايم الأمريكية، بعد أسابيع من انفجار الأزمة، وقرار أنور السادات ضد البابا شنودة، بتحديد إقامته داخل الدير، “لا أستطيع أن أقول إنني سعيد، لكنني في سلام الآن. قرارات السادات حمت الكنيسة والأقباط، فهي من الله”.

توفي متى المسكين عام 2006، ووضع البابا شنودة يده على الدير بعد ذلك بثلاث سنوات، وأرسل مجموعة من الرهبان الذين رسمهم في أديرة أخرى.

الأنبا ابيفانيوس، رئيس دير “أبو مقار”:

هو أحد تلاميذ القمص متى المسكين، ووضع العديد من المؤلفات متأثرا بمعلمه، وواصل الدعوة إلى موضوع الوحدة بين الكنائس مثل القمص متى المسكين، ويبدو أن هذا التوجه متوافق، أيضا، مع أفكار البابا تواضروس، ويرى البعض أن قضية “توحيد المعمودية” بين الكاثوليك والأُرثوذكس، التي تمت مناقشتها أثناء زيارةبابا الفاتيكان الأخيرة إلى مصر، هي الشاهد الأكبر على الفكرين المختلفين بين أساقفة الكنيسة، حيث يقف أساقفة معارضون لها لأسباب يقولون عنها “تمس المفاهيم الإيمانية”، ذلك في مواجهة أساقفة أخرين ينتمون إلى “تيار التجديد”، وكان منهمالأنبا إبيفانيوس الذي قدم دراسة للمجمع المقدس يعلن فيها أسباب قبوله لمعمودية الكاثوليك، وهذا الانفتاح جعله يكون ممثلا عن الكنيسة في مؤتمر حوار الأديان بإيطاليا، ودفع أيضًا البابا إلى اختياره مراقبًا بلجنة الحوار اللاهوتي.

الراهب زينون المقاري:

كان زينون المقاري، الذي ترقى لمرتبة القس عام 2010 على يد البابا شنودة، أحد من وصفوا بجبهة الرهبان الشنوديين، الذين عارضوا الأنبا ابيفانيوس بعد انتخابه رئيسا للدير عام 2013،

وكان أب اعتراف الراهب إشعياء المقارى المتهم الرئيسي في قضية مقتل رئيس الدير، وورد اسمه ضمن أوراق تحقيقات قضية مقتل رئيس الدير، إذ قال الراهب «برناباس المقارى»، المسئول عن المطبخ والحدائق في الدير، في أقواله أمام المحققين، إنه يشتبه في تورط الرهبان أشعياء وأنطونيوس وصليب وزينون بالتحريض على قتل الأنبا ابيفانيوس، بينما أقر الراهب أرسانيوس المقارى بوجود خلافات سابقة بين المجنى عليه ومعارضيه من رهبان الدير، ويعتقد أن هناك مَن استخدم المتهمَين أشعياء وفلتاؤس في ذلك العداء، اللذين ترصدا للأنبا ابيفانيوس، وضربه أشعياء بقضيب حديدي على رأسه، حتى قتله، وحاول في البداية إنكار ارتكابه للجريمة، قبل أن يعود ليعترف بأنه قام بارتكاب الجريمة انتقاما من اضطهاد رئيس الدير له.

وبعد قضية مقتل رئيس الدير الأنبا ابيفانيوس، أصدر البابا تواضروس الثانى 12 قرارا حملوا اسم قرارات ضبط الرهبنة، من بين تلك القرارات الحاسمة تحديد عدد رهبان كل دير وتنظيم الحياة الرهبانية فيها، القرار استتبعه قرارا آخر يقضى بنقل 6 من رهبان دير أبو مقار ممن يصفهم البعض بمثيري الشغب لأديرة أخرى.