الحراك القبطى الشعبى المؤثر فى التصدى للمحنة الكبرى فى حرق وغلق الكنائس وقتل الاقباط ..اهم ملامح 2018
التقرير الاخبارى الثانى
اعده لموقع اقباط امريكا
الباحث اسحاق فانوس
منذ انقلاب يوليو عام 1952, وقد تم التخلص من النخبة القبطية , التى كانت مزدهرة قبل عام 1952 , وكانت هذه النخبة تشارك فى الحركة الوطنية على قدم وساق, وكانت المجالس النيابة قبل هذا الانقلاب , تزدهر بعضوية اعداد كبيرة من الاقباط , الذيين كانو يعبرون للحركة الوطنية بالانتخاب الحر , فى بيئة وطنية كانت قاعدتها وحدة الامة , بل شهدت مصر وزراء سياديين مسيحيين فى مناصب غير مسبوقة ووزارية , وفى مراحل كان رئيس الوزراء قبطى ورئيس مجلس النواب قبطى فى مراحل اخرى ,وكان وزير للدفاع قبطى يسمى صليب سامى , وكان وزيرا للخارجية , .وقد كان الاقباط يمارسون العمل السياسى من منطلق حزبى وسياسى , ولا دخل لهم بالكنيسة , وليست الكنيسة ممثلة لهم ؟ بل كان لها دور وطنى فى مواقف وطنية عامة, تستدعى ان تعلن فيها موقفها.
بعد عام 1952 ,ومع انقلاب 1952 , وهدم الاحزاب والعمل السياسى , تم القضاء بشكل كامل على النخبة السياسية القبطية,سواء كانت تمارس السياسة بشكل حزبى او بشكل فردى ,
فى اول انتخابات عام 1956 ,والتى كانت قاصرة على الاتحاد الاشتراكى , ونافس فيها نفسه, لم يدرج قبطى واحد او قبطية على هذه القوائم فى طول البلاد وعرضها, , وحين تجرأ قبطى يدعى فائق فريد , ورشح نفسه عن دائرة شبرا ونجح, تم اعتقاله, لتكون رسالة للاقباط, بانه غير مسموح لهم بممارسة العمل السياسى .
وابتدعت الدولة , ” منحت تعيين العشرة اعضاء” لكى ” تمن” على الاقباط بعددمن النواب تقوم بتعينهم , سواء كانوا خمسة من العشرة او اكثر, واقتصرت المناضب الوزارية على الوزرات الهامشية مثل التموين والهجرة, وكانت فى الاغلب الاعم طوال مايقرب من ثلاثون عاما , لايعين الا من عائلات معينة , فى صورة اشبه, بتعين هذا الزمن, مثل تعيين سيدات من عائلة مكرم عبيد اوال بطرس غالى او ال عبد النور فقط
ومنذ انشاء للسادات المنابر وبعدها الاحزاب , ومرور بفترات حكم عبد الناصر والسادات ومبارك,”احلت ” الدولة , الكنيسة لكى تكون ممثلة سياسية للاقباط, وذلك ” باختزال الاقباط ” فى شخص بابا الكنيسة القبطية , وذلك بهدف ان تتعامل مع شخص , بدلا من ان تتعامل مع عدة ملايين, ولذلك كانت لاتمرر اقباط فى الانتخابات التشريعية باى شكل اومشكلة , ولم تكن ترحب بان يفتح حزب ابوابه للاقباط, وكانت تشير بتعامل الاحزاب مع الكنيسة , مثلما تتعامل الدولة .
هذه السياسة الظالمة والمعادية للوجود القبطى الفاعل والحقيقى فى الحياة السياسية والعامة المصرية , نجحت لفترات كثيرة وطويلة , لم يكن بالمجمتع اساسا حراكا سياسيا كبيرا فى مصر , بل كانت سياسة منابر واحزاب الانابيب هى السائدة , والنظام الامنى يحدد كل مفاتيح العمل السياسى فى مصر.
فى نهاية السبعينات , ومع طوفان المشاركة الشعبية فى الاحداث , عقب احدث كامب دافيد وزيارة السادات للقدس , وانفلات الوضع السياسى الذى كان يرفض حينذاك كل هذا , وقع اول صدام حقيقى بين الدولة والكنيسة , فيما يتعلق بتصدى الكنيسة لمحاولة وضع حدود الردة فى الدستور , وفرض البابا صيام ودخول قداسة البابا شنودة فى احتدام مباشر مع السادات, ورفضه مقابلة النائب حسنىة مبارك حينذاك, وماتبع ذلك من احداث 1980 , ثم قرارات سبتمبر 1981, حينها , رات الدولة ضرورة ابراز مجموعة من الاقباط معارضين للبابا والكنيسة ودعمتهم اعلاميا واجتماعيا ,وظهر منها الدكتور ميلاد حنا والدكتور سلميان نسيم ,وبعض المعارضين فى الظل , امثال امين فخرى عبد النور والد الوزير السابق منير عبد النور, والذى كان لايمل من الحديث عن ماكتبه محمدحسنين هيكل , على اتفاق الدولة معه ومع الوزير القبطى الاسبق ابراهيم نجيب والفريق كمال هنرى ابادير فى انتخاب البابا شنودة بابا للاقباط بناء على اختيار السادات, , واستثمرت الدولة مكانة الثلاثة فى الهجوم على قداسة البابا , وان كان راس الحربة فى الهجوم , كان المهندس ميلاد حنا , والذى فتحت له الدولة مجلة روز اليوسف فى شكل خاص , ومن ثم صحف كثيرة لتكون منصات تكسير للبابا طوال العشر سنوات الاولى لحكم مبارك
ولان قداسة البابا شنودة كان قد ملىء المكان والمكانة بانه ممثل الاقباط الوحيد والاوحدطوال السنوات من عام 1971 حتى مابعد عودته من الابعاد, فلم يظهر فعليا اى قبطى مؤثر سياسيا , لاناشط سياسى , وكان الحال , يقمع ويمنع تواجد قبطى حقيقى فى العمل العام والسياسى
وكان البابا شنودة , يستخدم اقباط المهجر بشكل او باخر , فى مساندته فى المواقف , وكانت السياسة الامريكية تستفيد من الموقف فى معادلاتها مع مصر .
وردا على استخدام قداسة البابا شنودة لاقباط المهجر , أسست الدولة مايسمى ب” التيار العلمانى ” الذى تكون من كمال زاخر موسى وهانى صبرى لبيب , وكان عمله الاساسى ضرب مكانة وقيمة قداسة البابا شنودة الثالث , وافسحت لهذا التيار كل وسائل الاعلام المصرية مقروؤة ومرئية ومسموعة, وشهدت هجمات هذا التيار محاولات تدمير البنيان الاساسى للكنيسة القبطية , والبابا , ومكانة الكنيسة لدى الاقباط, وايضا اطلقت على البابا شنودة شيوخ السلفيين مستغلةبعض القضايا مثل قضية , زوجة كاهن البحيرة وفاء قسطنطتين وزوجة كاهن دير مواس , ومثلما كان جامع كشك منصة قصف البابا شنودة فى السبعينات , كان جامعى عمر بن العاص والنور منصتين قصف البابا شنودة فى ىالتسعينات
بانطلاق ثورة 25 يناير , والتى انطلق فيها الاقباط بكل اعمارهم , وفى مقدمتهم الشباب , مشاركين فى الثورة بكل قوة وبالملايين , وظهر الصليب مع الهلال , كن ذلك مؤشرا بخروج” مارد كبير” من القمقم ” اسمه ” نشطاء الاقباط, والميديا المسيحية , وكلاهما انطلق بغير حدود مع انطلاقة شعب مصر فى ثورة 25 يناير , ثورة الامة الحقيقية
منذ هذه الثورة , ولم يعد يقبل الاقباط اى موقف يرفضونه ويعارض الحريات ويعارض الحيادية , ولذلك هناك عدد كبير من قيادات الكنيسة لايخفون كرههم لثورة 25 يناير , لانه اخرجت صوت الشعب الذى اصبح يقول ” لا” لكل ماهو مرفوض ؟ ولا لتحويل الكنيسة لتكايا, او اقطاعيات, ومازالوا
على النقيض سارعت قيادات من اقباط المهجر , بعمل تحالفات مع الجهات المصرية المسئولة مع الحكم الجديد , وتبنت مهام استقبال رئيس الدولة وتم نقل صور لاحد قاداته وهو يوزع الدولارات على من حشدهم لصالح استقبال الرئيس وطوال الاعوام الاولى كانت رموز المهجر بامريكا صاحبة مصالح كبيرة مع النظام الجديد, مثلما فعلت فى الايام الاخيرة من حكم مبارك, حيث تم استقبالهم من قبل مسئولى المخابرات , واقاموا منتديات وجميعات تم تمويلها فى مصر , وحصلوا على أراضى ومنح حكومية , وكانت اعلى سلطات فى المخابرات تستقبلهم وتتعامل معه
ومثل اى شىء فى السياسة , اكتشف ان مايرددون عن انفسهم انهم مؤثرون فى المهجر , وبالتحديد فى امريكا وكندا , ويحصلون على اموال طائلة لتنظيم حشود لاستقبال رئيس الدولة , انها وهم كبير, واستبدلت اعمالهم واسندت للكنيسة القبطية التى لم تكن سوى نفس السوء,/ ولكن بديل مجانى , وينفقون برضا وفرح على هذه الاستقبالات حتى لو كانت النتيجة صفر كبير , ولنا فيما فعله الانبا يؤانس وقداسة البابا فى الزيارة الاخيرة للرئيس السيسى المثل
عودة الى ثورة 2011 التى واكبت مع وفاة البطريرك ” الكاريزما” والمحبوب شعبيا سواء لاغلب من اتفق او اختلف معه وهوقداسة البابا شنودة الثالث , وكان طبيعيا ان يشارك فى جنازته اكثرمن 3ملايين مصرى من كل الاتجاهات والاعراق والملل.
مع وصول البابا تواضروس الثانى الى منصب” راس الكنيسة ” كان واضحا , ان لايرى اى فائدة , من ان يتبى البابا , قضايا الاقباط, وكان حين يسال عنها , يرد بانه رجل دين لايعمل بالسياسة , وتراه مثل اخر حوار اجراه معه عمر عبد الحميد يتحدث فى كل شىء سياسى , مثل البيان العسكرى الاخير , ومشروعات الصحة والوطنية والنيل وكل شىء , لكن عند الاقباط كما ذكر كثيريين فهو لايتحدث,
6 سنوات كاملة , نجح فيها أن يبنى جدارا عاليا , بينه وبين الاقباط, حيث قدم نفسه كبطريرك لاعلاقة له بهم و لا بمشاكلهم ولامايتعرضون له من عنف وقتل وغلق الكنائس وحرقها وخطف بنات وسيدات الاقباط.
لذلك لم يكن مثارا , حتى انه كان يدعو لاستقبال الرئيس السيسى فى كنيسة بينها وبين الامم المتحدة 15 دقيقة , ومع ذلك لم ينصت الاقباط له ولم يفعلوا؟ والغريب ان اقباط المهجر الذيين عارضوا ايضا لم يستطيعوا حشد بالعكس, فى برهان للمرة المليون ان كلاهما بات” عديم الفعل والتاثير , وانتهى زمنهم
ماذا صنعت المحنة الكبرى للاقباط فى 2018
كانت السنوات الست الماضية هى عبارة عن بروز تيار واسع من نشطاء الاقباط فى مصر , الانقياء والاقوياء, ولم تكن الاحداث التى شهدتها مصر طوال السنوات الثلاثة الماضية تحديدا , سوى مصنع ذاتى لبروز قطاع واسع من نشطاء الاقباط فى مصر, يدافعون عن الكنائس التى يغزوها المتشددين , ويدافعون عن الكنائس التى تحرق , و ويدافعون على الفتيات والنساء اللواتى يختطفن,, يخوضون معارك دفاع عن الهوية القبطية , بعلانية , من داخل مصر , وفى اجواء صعبة سياسية وامنية ومحاذير مخيفة
برزت صفحات واسعة للنشطاء الاقباط وجروبات اوسع لنشطاء اقباط, بها كل الاعمار , كل الاقباط فتيات وشبان ورجال ونساء,
وبرزت ايضا ميديا مسيحية رائعة, تبرز صوت الاقباط فى احلك الظروف , وتبرز العنف ضد الاقباط بكل الطرق , وتنقل للعالم مشاهد حرق الكنائس , ومشاهد غزوات المتطرفيين , وينقلون للعالم مشاهد حرق منازل الاقباط, بل يوثقون بالصورة والاحداث مشاهد قتل الاقباط واستباحة دماؤهم وارواحهم
هذه الميديا المسيحية وهذه الصفحات القبطية على السويشيال ميديا هى التى وقفت مع الاساقفة والكهنة الذيين يتصدون لقتل الاقباط وحرق واغلاق الكنائس, فى وقت صمتت فيه ميديا الكنيسة القبطية , واغلق فم المهجر تماما
لقد شهد عام 2018 خروج مظاهرات قبطية على طريق دير انبا صموئيل عقب احداث قتل الاقباط رغم محاولات تخويفهم, وخرج الاقباط فى المنيا بمظاهرات صباحية ومسائية فى المنيا عقب قتل الاقباط فى طريق دير انبا صموئيل.
ولاول مرةيشارك مع شباب الاقبا ط رهبان دير انبا صموئيل, ضد اغلاق طريق ديرهم , ولم ينتظروا موقف الاسقف والكنيسة , واضطر مدير امن المنيا ان ينتقل اليهم ويفتح الطريق ويسمح لهم بكل مايطلبون.
وبعد قتل شهديى المنيا اراد الشباب الخروج بمظاهرة امام مديرية امن المنيا , وحفاتظا عليهم اقيمت داخل المطرانية ,
الشعور العام لدى الجميع أن الاقباط, على وسائل التواصل الاجتماعى , انتقدوا كل شىء بما فيها زيارة الرئيس لكاتدرائية ميلاد المسيح بعد قتل الاقباط , وانتقدوا مجرد عمل احتفالات؟ واعربوا عن اتجاههم لتغيير ارؤاهم الانتخابية , اذا لم تتخذ الدولة موقفا صارما ضد قتل الاقباط.
ولان الدولة تعلم ان الاقباط بحسب مااعرب عنه نشطاء الاقباط والميديا المسيحية , قد طفح بهم الكيل, ولايعتدون بموقف احد فى سبيل حقوق الاقباط
فقد قامت الدولة , لاول مرة منذ عام 1952 بالتوجه للاقباط بشكل مباشر , عبر التلفزيون المصرى , لتعلن انها اتخذت موقفا عادلا فى قضية شهيدى الاقباط,/ بتحويل الشرطى المجرم القاتل الى محكمة الجنايات فى محاكمة عادلة, وليس محاكمته امام جنح بندر ملوى كما كان الامر سابقا, بل قلمت بمحاكمة عسكرية للجندى الذى هدد خدام كنيسة القديسين بالاسكندرية , وبالامس صدر حكم بتنفيذ الاعدام ورفض النقض الذى تقدم به محمود النوبى فى قضية قتل المحامية القبطية وابنتها فى مدينة الاقصر والمتداولة من 2006, وكان الدولة تريد ترضية المشاعر القبطية, بعد الغضبة العارمة لنشطاء مصر من الاقباط والميديا المسيحية .ليس حبا فى عيونهم بل خشية على مصالحهم الانتخابية والسياسية وبقاء تأييد الاقباط للحكم,
اذا الحراك الشعبى القبطى اعاد الامور الى نصابها , ليكون تعامل الدولة المصرية مع المواطنيين الاقباط وليس اختزالهم فى شخص, ولاتمثلهم سياسيا كنيسة او بابا
أنها اهم مكاسب 2018 للاقباط, هو عودة الحراك الشعبى القبطى المؤثر فى الحركة الوطنية لاول مرة منذ عام 1952
0 comments