Friday, November 22, 2024
x

هدايا عيد الميلاد للاقباط قتل وحرق..كتبها قداسة البابا شنودة الثالث عام 1952

قبل ان ننشر المقالة .. هى توصيف , لما يتعرض له الاقباط عبر الحقبات الزمنية المختلفة , حيث حوادث قتل الاقباط,  ثم مطالبتهم بالمحافظة على الوحدة الوطنية ,ومطالبتهم بالرد على  استنكارات الدول الاجنبية لما يتعرض له الاقباط, ووجود وزراء ومسئولين ونواب اقباط ” عبدة السلطة ” فى كل الازمنة,  وايضا عدم العدالة والعدل فى  ردع من يقتلون الاقباط

المقالة كتبها نظير جيد  قبل 57 عام وفى اعقاب مذبحة الاقباط فى السويس عام 1952, وقبل رهبنته,, , ونظير جيد بالطبع نعرف انه قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث , ابو الاقباط, ومازال

اليكم نص المقالة كاملةإستمعنا فى ألم بالغ إلى حادث السويس , هدية العيد ( الكريمة) وقد قدمها لنا مواطنونا المسلمون الذين ينادون بوحدة عنصرى الأمة !! وعناق الهلال والصليب !!وتتلخص القصة (وقد رواها أخوة لنا من السويس ) فى حـــــــــــرق بعض المسيحيين والطواف بهم محترقين فى الطرقات ثم إلقائهم فى الكنيسة وإشعال النار فيها . أين كانت الحكومة ؟؟

شئ يمكن أن يحدث فى بعض البلاد المتبربرة أو فى العصور الوثنية والرق والوحشية , أما أن يحدث فى القرن العشرين وفى السويس فى بلد فيها محافظ ونيابة وبوليس وإدارة للأمن العام فأمر يدعو للدهشة والعجب إنها ليست قرية  نائية بعيدة عن إشراف رجال الإدارة وإنما هى محافظة .. فأين المحافظ حين وقع هذا الإعتداء الوحشى؟ وما الدور الذى قام به رجالــــه (الساهرون) على الأمن وحماية الشعب؟ !!

إننا نطالب الحكومة .. لو كانت جادة فعلاً فى الأمر لو كانت حريصة على إحترام شعور ما لا يقل عن 3 ملايين من رعاياها .. نطالبها بمحاكمة المحافظ ومعرفة مدى قيامة بواجبة كشخص مسئول وإن توقع عليه وعلى غيره من رجال الامن العقوبة التى يفرضها القانون .بالأمس القريب حرقت كنيسة الزقازيق وحرقت الكتب المقدسة أيضاً فإرتجت مصر للحادث وإرتجت معها البلاد المتحضرة التى تقدر الحرية الدينية وكرامة الكنائس والكتب الإلهية واليوم يضاف إلى حرق الكنيسة إعتداء أبشع وهو حرق الآدمييــــن .. وأمام هذا التدرج نقف متسائلين .. وماذا بعـــد؟!!

منذ أيام طلعت علينا الجرائد وهى تقول : أن وزير الداخلية توجه إلى قداسة البابا البطريرك وسلمه كتاباً نشر فى الخارج عن الإضطهادات التى يلاقيها المسيحيون فى مصر وتسائل الكثيرون : ترى ماذا سيكون رد الحكومة على المستفهمين فى الخارج !!

 ولكن قبل أن يجهز وزير الخارجية الرد الذى ترسله وزارة الخارجية المصرية .. وصل رد ( الفــــدائيين) من السويس !! ترى هل وافق تصرفهم ما كان يجول بخيال الوزير من ردود؟

إننا نسأل أو نتسائل لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين فى مصر لا يمنعون من بناء المساكن فحسب بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضاً , ولا يعرقل نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات , وإنما أكثر من ذلك يحرقون فى الشوارع أحيـــاء ..

عنــــــاق ! و 5000 جنيـــة

لقد ذهب رئيس الوزراء إلى قداسة البابا البطريرك وعانقة كما قرر مجلس الوزراء تعويضاً قدره 5000 جنيه لترميم الكنيسة ولكن رفضها الشعب القبطى بأجمعة , ونحن نقول نقول أن مجاملات الحكومة لا تنسينا الحقيقة المرة وهى الإعتداء على أقدس مقدساتنا ولكى نعطى فكرة واضحة عن الموضوع نفترض العكس ولو حدث أن جماعة من المسيحيين .. على فرض المستحيل .. حرقوا مسجداً , وجماعة من المسلمين .. هل كان الأمر يمر بخير وهدوء؟ هل كان يحله عناق البطريرك وشيخ الزهر أو إعتذار يصدر من المجلس الملى ومن جميع الهيئات القبطية؟ لا أظن هذا..إنها ليست مسألة شخصية بين الوزارة والبابا البطريرك وإنما هى هدر لمشاعر ملايين من الأقباط وإساءة إلى المسيحيين فى العالم أجمع ولا تحل هذه المشاكل بعناق .. أو إعتذار .. أو عبارات مجاملة .. أو وعود .. وإنما تحتاج إلىعمل إيجابى سريع يشعر به مسيحيو مصر أنهم فى وطنهم حقاً ويشعرون معه أ، هناك حكومة وأن هناك مشاركة وجدانية لهم فى شعورهم .أما الــ 5000 جنية فهى أحق من أن نتحدث عنها , وأحقر منها أن يستكثرها الوزير القبطى , على ما يقال طالباً تخفيضها إلى ألفين .أقــــوال كثيرة لقد قرأنا أن رئيس الوزراء ووزراؤه ورئيس الديوان الملكى وكبار رجاله وغالبية الزعماء السياسيين وشيخ الجامع الأزهر ومفتى الديار المصرية وكثيراً من رجال الدين المسلمين كل هؤلاء وغيرهم ذهبوا إلى قداسة البابا البطريركمظهرين شعوراً طيباً مستنكرين الحادث , وهذا حسن وواجب وأمر نشكرهم عليه .

وقرأنا أيضاً فى الجرائد إستنكار للحادث من بعض الهيئات المعروفة كالمحاميين الشرعيين واللجنة التنفيذية لكلية الطب , ونحن نشكر كل هؤلاء من صميم قلوبنا كما نشكر حضرات الكتاب المحترمين الذين شاركونا فى شعورناكالأستاذ محمد التابعى مثلاً .كل هذا جميل ولكنها أقوال والأمر يحتاج .. كما قلنا .. إلى عمل إيجابى سريع لأن أعصاب الشعب تحتاج إلى تهدئة وتهدئة على أساس سليم لقد ذكرت جريدة الأهرام أن عبد الفتاح حسن باشا وزير الشئون الإجتماعية ذهب إلى السويس, ورأى قبل أداء فريضة الجمعة أن يزور الكنيسة القبطية وجمعيتها الخيرية ومدرستها , وأعرب لمن إجتمعوا بمعاليه عن سخطه على الحادث الذى وقع فى الأيام الأخيرة وأعاد التأكيد بأن الحكومة تأخذ بكل حزم وشدة أى عابثبالأمن وكل من يحاول الإخلال بالنظام أو يفكر فى تعويق البلاد عن متابعة كفاحها .

 ألفـــاظ جميلة ولكننا لم يعتد علينا بالألفاظ حتى نعالج بالألفاظ وإنما نريد أن نرى عملياً الحــزم , والشـــدة اللذين إتخذتهما الحكومة لمعالجة الموقف على أن يكون ذلك بسرعة , لأن حجارة الكنيسة ما زالت مهدمة , ودماء شهدائنا الأعزاء ما زالت تصرخ من الأرض .

مهزلة الوزيــــر القبطى :

ونود بهذه المناسبة أن نقول للحكومة فى صراحة أن عبارة ( الوزير القبطى) ما هى إلا مجرد إسم وأن هؤلاء الوزراء الأقباط لا يمثلون الشعب القبطى فى شئ بل أن منهم من يتجاهل أو يضطهد الأقباط أحياناً أو يفرط فى حقوق كنيستهليظهر للمسلمين أنه غير متعصب , وهكذا يحتفظ بكرسيه .مـــا الذى فعلة الوزير القبطى ؟ أى شعور نبيل أظهرة نحو الكنيسة ؟وما الذى فعله الدكتور / نجيب باشا إسكندر عندما إحترقت كنيسة الزقازيق؟ لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا : لحساب من تعملون؟ لقد أصطلح المدير معالمطران وإنتهى الأمر .. وأنتم تهدمون وحدة العنصرين .. !! ثم عاد وتلطف أخيراً بعد أن تبين سلامة إتجاهنا وصحة موقفنا .وإبراهيم فرج باشا جاهد كثيراً ليقنع غبطة البطريرك بمقابلة رئيس الوزراء قائلاً له : من الواجب أن نفسد على الإنجليز دسائسهم فى تقويض هذا الإتحاد المقدس بين عنصرى الأمة .

نفس عبارة الوزيرين تكاد تكون واحدة , ولكنها أيضاً تدل على سوء إستغلال لعبارة وحدة العنصريـــن .

 وحـــدة العنصرين

العجــب أن الأقباط وحدهم الذين يطلب منهم المحافظة على وحدة العنصرين !!!!

تحرق الكتب المقدسة ويحرق المسيحييون أحيــــاء ولا يسمى هذا إعتداء على وحدة العنصرين ولكن عندما يقف الأقباط محتجين يقال لهم : وحدة العنصرين .. وحدة العنصرين … !!! ولحساب من تعملون ؟ والجــــواب : أننا نعمل لحساب المسيح والكنيسة والدين .يجب أن نفهم وحدة العنصرين فهماً سليماً الأمر ليس مجرد تمثيل وإدعاء نتبادله مع مواطنينا المسلمين , وإنما يجب أن يكون وحدة قلبية خالصة ومحبة متبادلة وتعاوناً صادقاً مع مراعاة المساواة التامة فى كل شئ ومن ناحيتنا

كمسيحيين حافظنا على هذه المحبــة محافظة أعترف بها التاريخ , وإعترف بها المواطنون جميعاً , وسجلتها محاضر مجلس الوزراء , وبقى على العنصر الآخر أن يظهر محبته محافظة على وحدة العنصرين لأننا لا نستطيع أن نسكتإطلاقاً عندما تحرق كنيسة لنا أو كتاب مقدس ولا نستطيع أن نسكت عندما يحرق المسيحى حيــــــا لا لذنب إلا أنه مسيحى , وأؤكد أن مواطنينا المسلمين يوافقوننا على إحتجاجنا .

بل لعلهم يصفون إحتجانا بالوداعة والهدوء بينما لو سكتنا لو صفنا المسلمون أنفسهم بأننا جبناء ضعاف الإيمان , ولم يكن المسيحيون جبناء أو ضعاف الإيمان فى أيه لحظة من لحظات تاريخهم الطويل منذ أن سكن المسلمون معهم وقبل أن يسكونوا معهم بأجيال .

صورة ارشيفية

وأنت أيهــــــــــا الشعب القبطى ..

ليس الحــــرق بجديد علينا .. بل أن تاريخك فى الإضطهاد حافل بأمثال هذه الحوادث وبما هو أبشع وأقسى , والمسيحية فى مصر سارت فى الطريق الضيق منذ إستشهاد كاروزها مار مرقس الرسول عبر الأجيــال الطويلة قاست : الحــرق , والصلب , والرجم , والجــلد , والعصر , والإلقاء إلى الوحوش الضارية .. وشتى أنواع التعذيب المختلفة . صبــــراً جميــــلاً ..
وطوبى لكم إذا إضطهدوكم , لقد كان آباؤكم يفرحون عندما يستشهدون , ولكن هذا لا يمنعكم إطلاقاً من المطالبة بحقوقكم .أن بولس الرسول ضرب وسجن وجلد ورجم حتى ظن أنه مات وأحتمل وإحتمل كل الإضطهادات فى فرح , ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لقائد المائة فى إستنكار :”أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه ؟ “وهكذا خاف قائد المائة , وخاف الوالى وعرض أمر الرسول على القيصر .ولكن فى إحتجاجكم كونوا عقلاء وكونوا مسيحيين طالبوا بحقوكم بكل الطرق الشرعية التى يكفلها القانون , وقبل كل شئ إرفعوا قلوبكم إلى الرب ونحن واثقون أنه لا وزير ولا رئيس ولا أى حزب مهما عظم خطره يستطيع أن يحتملصلاة ترفعونها بقلب نقى غلى الرب , بل أننا نخشى على كل هؤلاء من صلواتكم .نود أن نقول لرئيس الوزراء : إن أقل ما يطلب من حكومة تقدر مسئوليتها هو القبض على الجانى بعد إرتكاب جريمته وتقديمه إلى المحاكمة السريعة حتى ينال العقوبة الرادعة وهذا بعض ما نطلبه الآن , أما الحكومة القوية فهى التى تحمى الشعب وتمنع الجريمة قبل وقوعها .نظير جيــــد / البابا شنودة الثالـــث البطريرك الــ 117العدد الأول والثانى لمجلــة مدارس الأحــــد لعام 1952 م