القدا س الالهى بالكنيسة القبطية .. تاريخ وترتيب
أما في خصوص القداس الإلهي فهناك بشكل رئيسي ثلاث نصوص للقدّاس في الكنيسة القبطية، أقدمها هو قدّاس البابا كيرلس الأول؛ بحسب التقليد الكنسي فإن القديس مرقس مؤسس الكنيسة هو من وضع نصوص هذا القدّاس باليونانية وتم تناقله شفهيًا بين الأساقفة والقسس حتى تم تدوينه أول الأمر في القرن الرابع وإرساله إلى أثيوبيا ليتمكن مسيحيوها من أداءه، وبعد ذلك قام البابا كيرلس الأول بتنقيحه وتعديله وإعادة ترتيبه وإضافة مجموعة من النصوص لإغناءه، وانطلاقًا من ذلك كان أصل التسمية. أما القدّاس الثاني فهو القداس المنسوب للقديس باسيل أسقف قيصرية[وضح من/ما المقصود ؟] والثالث هو القدّاس المنسوب للقديس غريغوري النيقي أسقف القسطنطينية، ويعتبر القدّاس الباسيلي أكثر القدّاسات استعمالاً. بنية القدّاس القبطي تبدأ برتبة البخور، حيث يضع المحتفل بالقدّاس البخور في مبخرة وينفح الشعب والمذبح به بهدف التطهير، ومن ثم هناك تسبحة الصباح أو المساء حسب موعد القداس، ولا تعتبر جزءًا منه بل أشبه بمقدمة لتهيئة المشاركين في أجواء الصلاة. يلي ذلك “القراءات” وهي مجموعة من المقاطع المختارة من العهد الجديد للكتاب المقدس وتناسب الزمن الطقسي أو المناسبة التي يحتفل بها، ويفصل بين كل قراءة وأخرى مجموعة من الألحان والتسابيح القبطية التي تقوم الجوقة بأدائها تبدأ بقراءة من سفر أعمال الرسل ثم رسائل القديس بولس وأخيرًا رسائل الكاثوليكون الثمانية، مباشرة بعد القراءات يلقي المحتفل العظة، التي يشرح بها النصّ ويقدم معانيه، وبختام العظة يجب على غير المسيحيين أو غير المعمدين مغادرة الكنيسة، في حين يظلّ من هو معمد داخلها، ويدعى هذا القسم “قسم الكلمة” وهو ذو صلوات متبدلة بحسب المناسبة المحتفل بها، ويليه “قسم قسم الإفخارستيا” ولا يشارك به سوى المعمدين في طقس الكنائس الأرثوذكسية المشرقية عمومًا.”قسم الإفخارستيا” يبدأ بصلوات التوبة والغفران والطِلبات حيث يصلّي المحتفل من أجل الكنيسة والحكام المدنيين ومن ثم من أجل الجمع الحاضر، وفي ختامها يتبادل المشاركون “قبلة السلام”، وفي إثرها يقوم المحتفل برتبة “غسل الأيدي” حيث يغسل يديه، ليبدأ صلوات التقديس التي فيها يتم استدعاء الروح القدس ليحلّ على الخبز والخمر فيحولهما لجسد ودم يسوع، وهو أصل القداس الإلهي وجوهره، لتتم عملية المناولة أي توزيع القربان على المشاركين، في استذكار لما فعله يسوع مع التلاميذ الاثني عشر وطلب منهم تكراره لذكراه.
المناولة القبطية تاريخيًا تقام تحت شكليْ الخبز والخمر، وحديثًا وبسبب تزايد عدد المشاركين في القدّاسات يمكن تقديم المناولة تحت شكلٍ واحد فقط مع تقديس الشكلين، اختصارًا للوقت، خصوصًا في القدّاسات الاحتفالية حيث يشارك عدد كبير من المؤمنين وتشابه الكنيسة القبطية في ذلك الكنيسة الكاثوليكية التي كانت أول من أفتت بإمكانية المناولة تحت شكلٍ واحد. وتاريخيًا أيضًا، فإن القداس الإلهي يقام مرتين في الأسبوع فقط وذلك يومي السبت والأحد[وضح من/ما المقصود ؟]، ويقام في ليلاً نظرًا لأن يسوع عندما أقامه للمرة الأولى كان في الليل، وهو ما ثبته القديس كلمينت الإسكندري في القرن الثانيفي سائر أيام الأسبوع يستعاض عن القدّاس برتبة الكلمة فقط، ويتم فيها قراءة وشرح نصوص من العهد القديم إلى جانب العهد الجديد، وتتم أيضًا صلوات وتسابيح خاصة حسب أيام الأسبوع والزمن الطقسي. فيما يخصّ نوعية الخبز المستعمل في القداس القبطي فهو خبز فطير يضاف إليه الخمير ويكتسب ذلك رمزية خاصة في علم اللاهوت، إذ يشير الخمير إلى الخطيئة حسب موروثات العهد القديم فبإضافته إلى الخبز الفطير والمسمى “الحمل” الذي يرمز إلى يسوع ورفعه، إشارة إلى إنجيل يوحنا حيث يذكر بأن يسوع هو الحمل الذي رفع خطيئة العالم
0 comments