Saturday, November 23, 2024
x

كيف يخون المسيحيون بعضهم البعض؟ ويصل الامر لتسليم بعضهم لبطريركهم للقتل؟

In احداث on . Tagged width:

نحن ننقل  نص المنشور من موقع اليتيا الكاثوليكى , الذى يحكى بعبارات صريحة العبارة , كيف يخون المسيحيون  بعضهم البعض , وكيف يصل بهم ةالامر لتسليم بطريركهم للقتل؟

لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) نشر بيار غاريتا طوق على صفحته مقطعاً من تاريخ الطائفة المارونية – البطريرك مار اسطفان الدويهي – المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين – بيروت – 1890م تحكي واقعاً مراً عن كيف يخون المسيحيون بعضهم للأسف.

…المقدم سالم الذي كان حاكماً لمنطقة جبة بشرى وإهدن، هدفه هو أن يتحول إلى أمير على كل جبل لبنان المسيحي فوق كل المقدمين الآخرين. ولكن بما أنه لم يتمكن من خوض هذه المعركة سياسياً ولا عسكرياً، إستنجد بقوة خارجية، فالمماليك الموجودين في البقاع والمحيطين بجبل لبنان كان هدفهم القضاء على الصليبيين في طرابلس وفي الوقت نفسه الإنتهاء من الكيان المستقل الحر الموجود في جبل لبنان. فاتفق السلطان المملوكي مع المقدم سالم على أن يفتح هذا الأخير له ممرات الجبال الوعرة في الشمال أمام جيوش المماليك كي تمر هذه الجيوش في منطقة الشمال وأن تنزل نحو الشواطئ وتحاصر الصليبيين. وفي المقابل وعد المماليك المقدم سالم إذا سمح لهم بمرور الجيوش المملوكية وبعد أن ينتصروا على الصليبيين أن ينصبوه حاكماً مطلقاً على لبنان، أي في جبل لبنان الحرّ آنذاك.

وزّع المقدم سالم مجموعاته العسكرية على بعض الممرات التي كانت القوات العربية منذ العام 6766 لم تستطع ولم تتمكن من اختراقها. وفي هذه العملية الخيانية، تمكنت القوات المملوكية ولأول مرة منذ على الأقل ستة أو سبعة قرون من اجتياز هذه الممرات ومن دخول جبة بشري وإهدن والتوجه نحو طرابلس. ولكن القوات المملوكية العربية لم تتوجه فوراً نحو طرابلس، فلقد استوطنت في منطقة الشمال المسيحي ودخلت القرى والبلدات من حصرون وبزعون وبشرى وإهدن والحدث وكل هذه المناطق التي كانت محصنة وحرّة، حيث دمّروها وأحرقوها وارتكبوا فيها مجازر كبرى.

إذاً استخدم المماليك المقدم سالم لدخول مناطق الشمال فاحتلوها وهجّروا أهاليها في العام 12833م فصمدت المقاومة المسيحية بوجه المماليك ٤٠ يوما في إهدن بقيادة البطريرك دانيال الحدشيتي إلى أن تم استشهاده فانسحبت قوات المردة المسيحية الحرة من مناطق الشمال وتمركزت في مناطق جبيل والبترون بانتظار العودة.