نساء الدواعش.. قنابل على وشك الانفجار
بعد هزيمة تنظيم داعش في آخر معاقله بقرية الباغوز السورية واستسلام مئات المقاتلين الذين اقتيدوا إلى المعتقلات، تم نقل النساء (والأطفال) إلى مخيم الهول للاجئين بمدينة الحسكة تمهيدا للبت في أمرهن ومحاكمة من يثبت تورطهن بارتكاب جرائم إرهابية وتقرير مصير الأخريات وخاصة من يطلق عليهن “المهاجرات” القادمات من مشارق الأرض ومغاربها اللواتي ترفض البلدان التي يحملون جنسيتها استقبالهن على أراضيها.
حولت مجموعة نساء من الدواعش المخيم إلى “إمارة” إسلامية بدلا من إبداء ندمهن على المجيء إلى “أرض الخلافة” المزعومة وإعلان براءتهن من العقيدة التكفيرية. فأنشأن جهازا للحسبة يعاقبن فيه “مرتكبات المنكرات” واتخذنه مقرا لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الحراس ومركزا لتحريض فلول المقاتلين ضد عناصر قوات سوريا الديمقراطية ومطالبتهم بشن الهجمات على المخيم لتحريرهن والعودة بهن إلى أرض الخلافة.معالم الإرهاب القادم قد اكتملت ولم يبق أمامنا سوى انتظار انفجار القنابل الموقوتة
وفي ظل التدهور المتواصل للأوضاع في المخيم حيث يعاني اللاجئون من نقص في الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية وانقطاع التيار الكهربائي ومع تعثر الجهود المتعلقة بتسوية أوضاعهم، يتحول المخيم رويدا رويدا إلى بؤرة إرهابية وأرضية خصبة لإنتاج جيل جديد من الإرهابيين الحاقدين على كل شيء والراغبين في الانتقام من كل من يحملونه المسؤولية في مقتل قريب أو حبيب.
وقد ارتفعت مؤخرا حدة التهديدات القادمة من داخل المخيم، كما ازداد اهتمام أنصار الدواعش في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على موقع “تلغرام” حيث أظهرت عدد من القنوات اهتماما كبيرا بقضية اللاجئات وتم تدشين عدد من الوسوم وإطلاق حملات لجمع الأموال من أجل المساهمة في إطلاق سراحهن عبر مهربين يتعاونون مع حراس المخيم من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.
أحد أخطر التطورات يتمثل في تسجيل مصور من داخل مخيم الهول ظهرت فيه مجموعة من المنقبات وخلفهن شعار داعش طالبت المتحدثة فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بتجهيز “الانغماسيين والاستشهاديين من أجل تحريرهن” ووصفت فيه نساء الدواعش بأنهن “كقنبلة موقوتة على وشك الانفجار وسيسمع صداها العالم بأسره.. وأن القادم أدهى وأمر”.ارتفعت مؤخرا حدة التهديدات القادمة من داخل المخيم
وفي يوم 22 من شهر يوليو الماضي، ظهر تسجيل مصور لأطفال في داخل المخيم يهددون “بالدعس على رؤوس المرتدين” واسترداد المناطق التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وقبل أيام من ذلك تناقلت القنوات المؤيدة لداعش تسجيلا قصيرا لأطفال يرفعون علم التنظيم فوق عمود إنارة مع صيحات التكبير ومرددين الشعار الداعشي الشهير “باقية”.
وانتشرت مؤخرا العديد من الرسائل بعضها كتب باللغة الإنكليزية من نسوة في داخل المخيم يطالبن فيها بتحريرهن وشن الهجمات الإرهابية في الدول الغربية. ففي رسالة نشرتها قناة “بلاد الحرمين الأسيرة” وهي من القنوات المهتمة بقضية نساء الدواعش على موقع “تلغرام” كتبت إحداهن مخاطبة “المجاهدين” في كل مكان قائلة: “يا أيها الموحدون في كل مكان افتحوا على أمم الكفر باب العذاب وكونوا ذئابا منفردة وأسودا ضارية على أعدائكم لا تناموا على الضيم ولا ترضوا بالدون وخذوا بالثأر لإخوانكم وأخواتكم في الشام والعراق وجميع الولايات فإن عملياتكم في عقر ديارهم ترهبهم وتشفي صدور المؤمنين فأنتم إخواننا وأملنا بعد الله عز وجل”.
فيما حذرت أخرى في رسالة كتبت يدويا باللغة الإنكليزية بأن “أبناء الدولة الإسلامية يؤخذون إلى دول الكفر ليتربوا على أيدي الخنازير الذين قتلوا آباءهم وأمهاتهم. هبوا وانهضوا فالأمة جريحة ونحن نموت موتا بطيئا”.حولت نساء الدواعش المخيم إلى “إمارة” إسلامية
تلك العوامل وغيرها عززت مخاوف العديد من المراقبين من عودة تنظيم داعش إلى الواجهة، ومن ضمنهم المؤرخ السوري سامي مبيض الذي يرى ضرورة معالجة الأوضاع داخل المخيم بصورة “جادة وعاجلة” وإلا فإنها “سوف تنفجر في المستقبل القريب وسيزداد التطرف وأعمال العنف”.
وقد أورد مبيض في المقال الذي نشره على موقع “The Arab Weekly” تصريحا لمنظمة Un Ponte Per الإغاثية الإيطالية أعلنت فيه بأن “الأوضاع داخل المخيم توشك أن تتحول إلى كارثة إنسانية”.
وختاما يؤسفني القول بأن معالم الإرهاب القادم قد اكتملت ولم يبق أمامنا سوى انتظار انفجار القنابل الموقوتة إن لم يتدخل المجتمع الدولي للعمل على معالجة وتأهيل نساء الدواعش وأطفالهن ليتحولوا إلى أفراد صالحين في مجتمعاتهم.
نقلا عن
الكاتب منصور الحاج
0 comments