من آباء الكنيسة القبطية .. الراهب القمص بولس العابد المقاري
كتب المتنيح مثلث الرحمات الأنبا تيموثاوس الأسقف العام – تلميذ القديس وكاتب سيرته شهية هي أخبار القديسين ليس فقط بسبب المعجزات التي يكرمهم الله بها بل لسيرتهم وأعمالهم التي رفعتهم لقمة الطهارة والروحانية التي تشابه حياة الملائكة . من بين هؤلاء “القمص بولس العابد” هذا العملاق في جهاده الروحي هو شهادة قوية لحياة الفضيلة فهو يعلم الناس إن من أراد إن يكون قديسا مجاهداً بنعمة المسيح لا يمنعه مانع” ولد القديس عام 1865م ترهب بدير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت رسم قساً فقمصا وأحب حياة الوحدة فتوحد بدير العزب بالفيوم –ثم سكن مغارة بقرب القصر والصياد بجوار نجع حمادي وعلي باب مغارته إقام ضبع لا يبارحها فإذا شعر القديس بقدوم أحد إليه كان يخرج ويأمر الضبع بالأبتعاد حتى يأتي القادم وبعد إن يمضي يرجع لمكانه ثانية . تزامن في أخوة رهبانية مع أبونا عبد المسيح المقاري المعروف بالمناهري . عاش في حياة صلاة مستمرة بلا فتور مرتلاً بالمزامير ليلاً مع نهار ويضيف لصلاته تسابيح الأنبياء التي تتلوها الكنيسة ليلة سبت الفرح وتسبحة اليوم بمشتملاتها . وقارئاً للكتاب المقدس مع قراءته لسيرة قديس اليوم طاوياً إيامه بالصوم حتى الغروب مع مئات الميطانيات محباً للصمت منشغلاً بالإلهيات . لنسكه وزهده وصلاته إشتهر بأسم “أبونا بولس العابد” وقامت عليه حروب شيطانية ولكنه بنعمة الله إنتصر عليها بقوة الصليب المجيد . طلب منه أبونا مينا المتوحد “البابا كيرلس السادس” إن يرافقه في وحدته ولكن القمص بولس إعتذر لأنه آلف إن يعيش منفرداً وطلب صلاته . في إثناء زيارته كعادته لدير السريان ضل الطريق وتاه بالصحراء فصلي طالبا معونة الرب فترائي له شيخ وأعلمه أن الله أتاهه في الطريق ليضمه للآباء السواح وقادة الشيخ لجماعة السواح وصار من وقتها له شركة معهم في صلواتهم وقوانينهم وقد أعلموه ببعض الآباء الذين عاشوا حياة السياحة منهم الأنبا إبرام أسقف الفيوم وتلميذه القمص ميخائيل البحيري إثناء هذا اللقاء طلب منه السواح إن يترك رائحة العالم ، كان يحمل معه بعض النقود فتركها عند باب المغارة وعقب أول مقابلة إختطفه ملاك إلي دير السريان . منحه الله القدرة علي صنع الآيات وشفاء المرضي ووهب له معرفة خفايا القلوب وبالأخص للمتقدمين للتناول . ومعرفة الأمور المستقبلية ، ومما أعلنه هو رهبنة أسقفية الأنبا تيموثاوس المتنيح . ظهرت له أم النور وأمرته أن يهتم بكنيستها بالعسيرات بعد إن أوشكت علي السقوط فأهتم بالأمر وإعاد بنائها رغم مرضه وشيخوخته . ثلاثة أمور كان مكروه لآبونا بولس العابد 1- الخطية 2- الشيطان 3- حب الرئاسة . رفض إن يكون رئيسا لدير أبومقار كما رفض إن يكون أسقفاً للبلينا قائلا إبعدوا عني الرئاسة وإتركوني أكمل طريقي الذي أراده لي المسيح . كان محباً للعطاء بما يجود به الرب عليه . إحتمل بصبر وشكر الآلام المرض ولم يتهاون في عبادته وبعد إن أكمل جهاده تنيح في 16/6/1965 طلب إن يدفن بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج وبعد نياحته بثلاث أشهر نقل جسده الطاهر إلي مقبرة جديدة فوجد جسده كما هو لم يتغير . قال عنه نيافة الأنبا متاؤس أسقف دير السريان “لقد سمعت كثيراً عن قداسته ومعجزاته وقوة صلاته وحكمه تدبيره” . بركة صلاته فلتكن معنا ولربنا المجد دائماً ابدياً .. آمين
0 comments