Sunday, November 17, 2024
x

في ذكرى نياحة عميد المطارنة الانبا ميخائيل لماذا طلب السادات من البابا شنودة بعزل الانبا ميخائيل مطران اسيوط وان المسيحيين عايزين دولة ليهم فى اسيوط بالتحديد

In تاريخ الاقباط on . Tagged width:

مرت أسيوط بسنوات، توصف بأنها سنوات النار، أخطرها على الإطلاق، عندما أسند السادات لمحافظ أسيوط محمد عثمان مهمة تأسيس الجماعة الإسلامية في أسيوط، وكذلك تجنيد وتمويل الإخوان بالجامعات.. ونجح محمد عثمان في المهمة وكافأه السادات بتعيينه محافظا لأسيوط، ومن هنا بدأ وضع بذرة التطرف والفتنة الطائفية حتى جاء يوم 6 أكتوبر 1981 ووضع خالد الإسلامبولي نهاية السادات، وكان بالمقابل مبارك يستعد لوضع نهاية محمد عثمان فأبعده عن كل المناصب وسحب منه كل المزايا.
وتعد من أصعب الفترات التي مرت بها أسيوط، منذ عام 1972، وهي السنة التي تأسست فيها الجماعات الإسلامية المتطرفة منها والإرهابية على يد محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط الأسبق وصديق السادات عقب تشاور رباعي بين السادات وعثمان أحمد عثمان ويوسف مكاوي ومحمد عثمان إسماعيل .
ويقول اللواء فؤاد علام في كتابه “الإخوان.. وأنا”،
حذرنا السادات من أن محمد عثمان إسماعيل كان من الإخوان وله صلات وطيدة بقياداتها مثل المرحوم محمد عبد العظيم لقمة وعمر التلمساني ومصطفى مشهور وغيرهم، فقد كان محمد عثمان إسماعيل عضوا قياديا نشطا في شعبة الإخوان في أسيوط. 😔

ولكن السادات تجاهل كل ذلك وعينه محافظا لأسيوط، وجدد له لثلاثة فترات متتالية، وعينه برتبة وزير، رغم أن المحافظين وقتها كانوا برتبة نائب وزير، وقبل ذلك كان قد عينه أمين التنظيم بالاتحاد الاشتراكي في 1/7/1972. 

ويواصل فؤاد علام “حدث اجتماع في مقر الاتحاد الاشتراكي حضره السيد محمد إبراهيم دكروري ومحمد عثمان إسماعيل، واتخذ القرار السياسي بدعم نشاط الجماعات الدينية ماديا ومعنويا..”. واستخدمت أموال الاتحاد الاشتراكي في طبع المنشورات وتأجير السيارات وعقد المؤتمرات وأيضا شراء المطاوي والجنازير .

وتؤكد مجلة النيوزويك كلام فؤاد علام في عددها بتاريخ 26 أكتوبر 1981 حيث ذكرت “أن محافظ أسيوط محمد عثمان إسماعيل كان يوزع الأسلحة على جماعة الإخوان المسلمين”.
ويقول اللواء فؤاد علام: “كنا نعرض التجاوزات التي تحدث أولا بأول على الرئيس السادات، ومنها شكاوى الإخوة المسيحيين في أسيوط من تصرفات الجماعات الدينية والإخوان المسلمين، وحذرنا من تنامي بذور الفتنة الطائفية والتي بدأت باعتداءات فردية على الكنائس ووصلت ذروتها بحوادث الزاوية الحمراء”.
فى حين اعترف محمد عثمان إسماعيل، صراحة في مجلة روز اليوسف في رده على فؤاد علام قائلا: “فبادئ ذي بدء إنني شكلت الجماعات الإسلامية في الجامعات باتفاق مع المرحوم الرئيس السادات”. 

كما شهد عهده وقوع أحداث العنف في أسيوط، صباح يوم 8/ 10/ 1981، وعقب اغتيال السادات بيومين، والتي راح ضحيتها 118 شخصاً
من جنود وضباط الشرطة بأسيوط وعدد آخر من المواطنين، وأصيب العشرات إن لم يكن المئات- وفي الوقت الذي يذكر فيه بعض الأقباط مواقف بطولية تنتمي إلى عالم المعجزات- تبرز قوة شخصية الأنبا ميخائيل⁦ حيث
حصل في هذه الفترة الصعبة
على لقب (أسد الصعيد)
لأنه كان يشجع الأقباط الأثرياء على البقاء في أسيوط وعدم تركها وعدم الخوف من الجماعات الإسلامية وبطشها، وعدم الموافقة على دفع الأتاوات التي كانت تطلبها هذه الجماعات تحت مسمى الجزية، خاصة من الأطباء الأقباط، ويقولون إنه كان يخرج أثناء مظاهرات الجماعات الإسلامية وتهديداتهم لهم ويقف بمفرده متحديا إياهم على سور المطرانية، مسنودا بقوة القديسين الإعجازية!! 
فإننا نجد في مذكرات محمد إسماعيل التي نشرها كحلقات في جريدة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة- ولم تصدر بعد في كتاب- سطورا تؤكد على قوة شخصية أنبا ميخائيل وعدم خوفه من الجماعات الإسلامية أثناء إلقائهم الطوب والحجارة التي كسرت زجاج شبابيك الكاتدرائية. 

(ولم يستطع أي من هذه الجماعات الهجوم على الأقباط داخل كنائس أسيوط كما حدث في كنائس أخرى بالصعيد) 

وكان بالفعل رجلا لا يخشى الموت، ولم يترك المطرانية بأسيوط في أحرج الأوقات التي كانت تشتد فيها ضربات الجماعات المتطرفة، بل كان يشجع أبناءه الأقباط على التواجد وأخذ حقوقهم والمطالبة بها..،

عاصر الأنبا ميخائيل الأحداث المهمة داخل الكنيسة عن قرب على مدار هذه السنوات الطويلة، وكان أحد أطراف الصراع مع الدولة إبان عهد الرئيس السادات، حتى أنه اشترط عزله للموافقة على طلب الكنيسة بعزل محافظ أسيوط آنذاك محمد عثمان.
ففي أحد المرات وأثناء زيارة البابا شنودة للسادات اشتكى له من محمد عثمان محافظ أسيوط وقتها وقال له بالحرف الواحد: “عايزني أشيل المحافظ شيل الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الذي كان يقف ضد المحافظ …
فرد البابا شنودة ⁦⁩: الأنبا ميخائيل لم يفعل أي شيئ يستحق علية أن أعزله من الأسقفية … فقال له السادات: إذًا يبقي محمد عثمان في مكانه”،