Sunday, September 22, 2024
x

سطوة النساء تفقد ممالك.. من هيروديا وايزابيل الى ليلى ودليلة..ادب وفكر

In اقباط on . Tagged width:

مينا المصرى ..كاتب وقاصى قبطى من ستاتن ايلاند

منهناك رجالا سقطوا في حب نساء او سيطرة نساء قضين عليهم او دمرن حياتهم او ممالكهم او شعوبهم. وكم من مرة نجد إمرأة قد استغلت مفتونها للانتقام لنفسها أو تحقيق أهدافها. ومن أشهر النماذج لتك الشخصية في العهد الجديد هي هيروديا التي طلبت رأس يوحنا المعمدان لتنتقم منه لأنه إعترض علي تركها لزوجها الحي و الزواج من أخيه وهو ما يخالف الشريعة (متي 14 مرقس 6 و لوقا 3)
وقد يظهر من إنجيل معلمنا مرقس أن هِيرُودُسَ كان يعتقد بصلاح يُوحَنَّا ، ولم يقتله إلا ليُرضي هِيرُودِيَّا فقط. « 17لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ:«لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» 19فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. » (مرقس 6 :17-20 )
ولكن إنجيل معلمنا لوقا يبين أنه لم يظلم يوحنا ليرضي هِيرُودِيَّا فقط بل ليرضي نفسه وشهوته وكبرياءه أيضا « 19أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا، 20زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. » (لوقا 3 :19-20) وفي هذا السياق يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: “كان أسيرًا بواسطة شهواته، حتى قدّم مملكته ثمنًا لرقصة”
“9 فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى”. و في لو326 “فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا.” فكبرياء هيرودس منعه من الرجوع في القسم أمام الْمُتَّكِئِينَ وعشقه لزوجة أخيه جعله يقتل يوحنا ولكنه قتله مرغما ولم يبرح هذا عن ذاكرته وعاش هيرودس مرتعبا من يوحنا حتي بعد أن قتله وكان يظن أن يسوع هو يوحنا وقد قام من الموت فيقول الكتاب (وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
أن تصور هيرودس أن المسيح هو يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، ما كان سوى إحساساً بالإثم وعذاباً للضمير. فالشرير يهرب ولا طارد (أم 1:28) وهكذا تنتهى اللذة العابرة للعشق المريض بعذاب وألم دائم.
ولم يكن هيرودس هو الوحيد في التاريخ بل ان العهد القديم يذكر آخاب الملك الذي سلم إرادته وسلطانه وختم مملكته لزوجته ايزابل التي دبّرت شهادات الزور لقتل نابوت اليزرعيلي لكي تحصل على كرمه لإرضاء مطامع الملك وشهوته (1 مل 21: 7-29) 7 فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابَلُ: «أَأَنْتَ الآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ قُمْ كُلْ خُبْزًا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ. أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ» 8 ثُمَّ كَتَبَتْ رَسَائِلَ بِاسْمِ أَخْآبَ، وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ، وَأَرْسَلَتِ الرَّسَائِلَ إِلَى الشُّيُوخِ وَالأَشْرَافِ الَّذِينَ فِي مَدِينَتِهِ السَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوت 9 وَكَتَبَتْ فِي الرَّسَائِلِ تَقُولُ: «نَادُوا بِصَوْمٍ؟ وَأَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ الشَّعْبِ.10 وَأَجْلِسُوا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ تُجَاهَهُ لِيَشْهَدَا قَائِلَيْنِ: قَدْ جَدَّفْتَ عَلَى اللهِ وَعَلَى الْمَلِكِ. ثُمَّ أَخْرِجُوهُ وَارْجُمُوهُ فَيَمُوتَ».
(17 فَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلًا: 18 «قُمِ انْزِلْ لِلِقَاءِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ. هُوَذَا هُوَ فِي كَرْمِ نَابُوتَ الَّذِي نَزَلَ إِلَيْهِ لِيَرِثَهُ. 19 وَكَلِّمْهُ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟ ثُمَّ كَلِّمهُ قَائِلًا: هكَذاَ قَالَ الرَّبُّ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا».
23 وَتَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضًا قَائِلًا: «إِنَّ الْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. 24 مَنْ مَاتَ لأَخْآبَ فِي الْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ السَّمَاءِ».
فكان عقاب الرب لكلاهما قاسياً وشربا من نفس الكأس ورغم أن آخاب الملك أتضع وتاب الا أن اله لم يرضه أن يسلم الرجل إرادته لأمرأة تغويه ( 25 وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ الَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، الَّذِي أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ امْرَأَتُهُ. )
شخصية أخري من الكتاب المقدس وهو شمشون الجبار هذا الذي احب دليلة الفلسطينية فسلبته عقله وإرادته حتي نسي واجبه وأنه نذير للرب وخالف وصية الله وافشى سر قوته فكانت نهايته المأساوية فيقول عنه القديس أمبروسيوس: [غلب شمشون القوي الشجاع الأسد ل
لكنه لم يستطع أن يغلب هواه. قطع وُثق أعدائه لكنه عجز عن قطع حبال شهوته. أحرق أكداس الظالمين الكثيرين، لكن أحرقه لهيب اللذة الممنوعة التي أوقدتها فيه امرأة واحدة] ويقول الأب أفراهات: [حارب (العدو) شمشون من خلال امرأة حتى سلبه نذره[125]]
وقد سجل التاريخ القديم شخص آخر هو انطونيو الذي عشق كليوباترا بعد أن ملكت على مصر ٢٠ عاما ونتيجة طموحاتها الجارفة والطمع في المزيد قضت علي بطليموس الثالث عشر وعلى انطونيو وأنهت حكم البطالمة وأدخلت الدولة الرومانية في صراعات كانت في غنى عنها وانتهت حياة كل من انطونيو وكليوباترا نهاية مأساوية اتت عليهما وعلى كل الدولة المصرية القديمة
وهناك شخصية قد تغلغلت في الوجدان العربي والثقافة العربية بمعناها الرمزي، في تجسيد الحب العذري، إلا
الوجدان العربي والثقافة العربية بمعناها الرمزي، في تجسيد الحب العذري، إلا أنها أيضاً قد انفتحت باتجاه دلالات تفوق حقيقتها الأساسية لو أنها كانت ذات تاريخ واقعي. وهذه هي شخصية قيس بن الملوح المعروف في التراث بمجنون ليلى الذي جسد صورة الحب وما يوقعه بالنفوس البشرية. والنهاية المأساوية التي انتهت بها حياة قيس بسبب حبه لليلي
وهكذا سجل التاريخ شخصيات رجالاً سقطوا في حب نساء فسلموا إرادتهم لسيطرتهن فقضين عليهم او دمرن حياتهم او ممالكهم او شعوبهم وكل منهم يمكن أن نطلق عليه انه قيس أو مجنون ليلي ليس لأنه احب حبا عذريا بل لأن امرأة ما قد سلبت عقله وارادته.
هذا ولازال في كل عصر وفي كل مجتمع نجد من يمكن أن نطلق عليه مجنون ليلي و”كل ينعي ليلاه