الذهنية القبطية بعد 25 ديسمبر 2019 وفى المهجر على وجه الخصوص
كتب الدكتور سعد جريس شنودة لموقع اقباط امريكا
المواقف التاريخية المؤثرة فى حياة المجتمعات والشعوب دائما مايقوم بها اناس اقوياء يمتلكون الرؤية والمعرفة وحركة الحياة فى زمنهم .
الذهنية القبطية الارثوذكسية تتمركز على التشبث بكل شىء حتى ان كان بعيدا عن المعتقد الاساسى لهم والبديهيات المعرفية والايمانية الصحيحة وحتى ان كانت بعيدة عن تعاليم الكتاب المقدس وبعض الاقباط يعتقدون ان التشبث هو سبب بقاء الاقباط الارثوذكس وهو خطأ شائع وخطأ منهجى فى التفكير وفى فهم تاريخ واصول الكنيسة القبطية الارثوذكسية .
الكنيسة القبطية الارثوذكسية اهم اسباب بقائها وخلودها انها قائمة على عدة اسس راسخة تجدد الحياة فيها عبر الاجيال واهمها انها كنيسة بنيت على المعرفة والعلوم اللاهوتية وعلماء اللاهوت الجبابرة فيها ونحن هنا نشير الى شىء بالتحديد الى مدرسة الاسكندرية اللاهوتية التى سلمت الاجيال الارثوذكسية فى كل فحواها اللاهوتية والعقيدية والطقسية والايمانية واللغوية فانتشرت الارثوذكسية اساسا بالمعرفة وكان المسيحيون من كل العالم يأتون الى الكنيسة القبطية للتزود بالمعرفة المسيحية بكل مشتقاتها .
ايضا من ركائز الكنيسة القبطية الارثوذكسية الرهبنة فهى الجسر الذى يحمل الايمان الارثوذكسى عبر الاجيال من خلال اباء ندروا انفسهم للمسيح واتخذوا الرهبنة طريقا وكما ازدهرت التعليم اللاهوتى فى العالم المسيحى من خلال الكنيسة القبطية الارثوذكسية فقد انتشرت الرهبنة فى العالم المسيحى كله بعد بزوغها فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية .والتشبث جيد بكل ماهو متعلق بالكتاب المقدس والعقيدة الارثوذكسية والايمان الارثوذكسى اما غير ذلك فهى امور تقبل النقاش من خلال اباء الكنيسة واساتذة اللاهوت وايضا من خلال المتخصصين .
فى رأى الشخصى ان الاستثناء الرعوى الذى اتخذه مطراننا الجليل الانبا سرابيون والذى سبقه اتباعه الخطوات الكنسية المحدده فى لائحة المجمع المقدس لكنيستنا القبطية حيث عرضه على قداسة البابا تواضروس الثانى الرئيس الاعلى للكنيسة القبطية الارثوذكسية ثم موافقة المجمع المقدس على توصية تسمح به هو قرار مؤسسى بشكل اساسى وايضا قرار تاريخى خاص بايبارشياتنا المباركة بشكل اساسى واجتمع عليه كل اباء الايبارشية وشعبها سواء من احتفل بعيد الميلاد فى 25 ديسمبر او من سيحتفل منهم بعيد الميلاد المجيد فى 29 كيهك المقبل وبهذا القرار حدث انسجام كنسى مع الوضع الاجتماعى لبعض الاقباط الذين طالبوا باستثنائهم فى قداس اضافى للميلاد فى 25 ديسمبر بسبب ظروف المجتمع الغربى والمجتمع الامريكى وايضا انسجام لاسرنا التى تتمسك بالتاريخ المتناقل زمنيا منذ عدة قرون والذى بموجبة تحتفل الكنيسة الارثوذكسية فى مصر بعيد الميلاد فى 29 كيهك وقد اثبت مطراننا الانبا سرابيون فى وثيقة الاستثناء الرعوى بان 29 كيهك هو احتفال عبر الازمان بعيد الميلاد المجيد وان ماضيف من
قداس احتفالى يوم 25 ديسمبر هو استثناء لمن يطلب فقط
.حقيقة ماحدثته وثيقة الاستثناء الرعوى الذى اصدره مطراننا الانبا سرابيون لكهنة وشعب ايبارشيتنا ,انها كانت بمثابة حجرا ضخم القى فى مياه راكده فسار الجدل والنقاش واشتعلت المجادلات ودارت حوارات ونقاشات فى المجتمع القبطى لاول منذ قرون طويلة ورغم ان قداسة البابا تواضروس الثانى قد حسم الامر بان قرار مطراننا الانبا سرابيون قام على موافقة من رئيس الكنيسة وتوصية مجمعية وافق عليها المجمع المقدس فى 13 يونيو الماضى وهذا الاستثناء لم يخالف العقيدة ولا التقليد ولاالكتاب المقدس وانه امر يتعلق بالمهجر وايبارشية لوس انجيلوس وكان شجاعا الى ابعد مدى فى التصدى لكل من يريد ان تكون الكنيسة القبطية متشدده فى امور تتعلق بالتاريخ ولادخل بها باساسيات الكنيسة .
لقد حدث نوع من الهزة العنيفة فى الذهنية القبطية الارثوذكسية لمجرد ان مطراننا اراد عمل اضافة رعوية مؤسسة على اساسيات الكنيسة القبطية الارثوذكسية سواء عقيديا او كتابيا او ايمانيا اوطقسيا ,
فظهر اتجاه كبير يناقش ويؤيد للاستثناء التاريخى لمطراننا الانبا سرابيون وظهر البعض من الاقباط يشاهد ويسمع وكثيرا من الشباب مبهورين به وبشجاعته وهم فى وضع المشاهدة .
وظهر ايضا اقلية البلبلة والتشدد وهى اقلية موجوده فى كل الطوائف والاديان والتى وصفها السيد المسيح بان لها عيون ولاتبصر ولها اذان ولاع وهى اقليه دائما ماتكون قائمة على افكار خاطئة او قائمة على رفض اى شىء او مجموعة مصالح وهى دائما تتوارى ويذكرها التاريخ دائما فى الخانةالسلبية فى تاريخ الاحداث .
خصوصية المهجر ,
القرار التاريخى لمطراننا الانبا سرابيون وبالتحديد اقامة قداس اضافى لعيد الميلاد فى 25 ديسمبر الماضى قد وضع امام اعين الكنيسة القبطية اكليروس وشعب فى مصر وخارجها ان هناك خصوصية للكنائس القبطية فى المهجر يجب الالتفات الىها والى ظروفها الاجتماعية والاسر فيها والاجيال الجديدة منها تختلف عن مثيلاتها داخل مصر ويجب النظر اليها طالما انها لاتمس عقيدة الكنيسة ولااللاهوت ولا الكتاب المقدس
والقرار العظيم لمطراننا الانبا سرابيون سيكون المدخل لمراعاة خصوصية المهجر كجزء اصيل فى الكنيسة القبطية له خصائص كثيرة تختلف عن المحيط الكنسى التى تعيش فيه الكنيسة الارثوذكسية فى مصر .
الملاحظة الجديرة بالدراسة والتى تؤكد قوة وعظمة هذا الاستثناء الرعوى رغم انه صادر من مطراننا ويخص ايبارشية لوس انجيلوس الا ان اغلب ايبارشيات الكنيسة القبطية ببلاد المهجر عملت به يوم 25 ديسمبر الماضى بل ان هناك اسقفيات داخل مصر اقامت احتفالات فى نفس الميعاد ومن قوة مانشر على قرار مطراننا الانبا سرابيون فان جهات كثير ه فمصر قامت بتهنئة الكنيسة وبعض المطارنة فى اليوم التالى للاحتفال الاضافى الذى اقيم فى 25 ديسمبر الماضى .
سيكتب اسم مطراننا الانبا سرابيون وقداسة البابا تواضروس الثانى فى التاريخ الكنسى وفى تاريخ المهجر على وجه الخصوص انهم اباء لهم ضمير صالح ويدققون فى احتياجات الشعب القبطى وانهم يراعون احتياجات ابنائهم .
المقالة القادمة بعنوان هذا مانتمناه
0 comments