Sunday, September 22, 2024
x

رحلة الصوم الكبير   الأسبوع الأول – الاستعداد للرحلة الأحد الأول- “أحد الكُنوز”

إنجيل هٰذا الأحد من (مت ٦: ١٩-٣٣)، ويطلَق عليه اسم “أحد الكُنوز”، ويأتي أول آحاد “الصَّوم الكبير”؛ ويتحدث فيه السيد المسيح عن “كُنوز الإنسان الروحيّ”، مقدِّمًا لنا مقابلة بين ما يعتقد الناس أنه كَنز وبين الكَنز الحقيقيّ:
• فالكُنوز الأرضية قابلة للفساد والفقدان: “لا تكنزوا لكم كُنوزًا على الأرض حيث يُفسِد السوس والصدأ، وحيث يَنقُب السارقون ويَسرِقون.”؛ وفي المقابل: الكَنز الحقيقيّ في السماء لا يمكن أن يَفسَد أو يُسرق منك: “بل اكنزوا لكم كُنوزًا في السماء، حيث لا يُفسِد سوس ولا صدأ، وحيث لا يَنقُب سارقون ولا يَسرَقون.”.
• والكُنوز الأرضية تضع رجاء الإنسان في العالم الزائل، في حين الكَنز السمائيّ يجعل قلبه وعينه واتكاله على السماء “لأنه حيث يكون كَنزك هناك يكون قلبك أيضًا.”.
والواقع أن رحلة حياة الإنسان وسعيه يتوقفان على هدفه ونَوع الكَنز الذي يريد أن يجمعه: فمن يسعى من أجل المال يظل مربوطًا بكل ما هو أرضيّ من مفاهيم وأساليب وطرق، ومن يسعى للكنز السمائيّ فإنه لن يجد طريقًا إلى جمعه سوى بأعمال الخير النابعة من المحبة. ولا يمكن الإنسان أن يجمع الطريقين معًا: فإمّا الله وإمّا المال، إمّا السماء وإمّا الأرض، إذ “لا يقدِر أحد أن يخدُِم سيدين، لأنه إمّا أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدِرون أن تخدُِموا الله والمال.”.
أمّا عن جميع حاجاتك في الحياة، فالله كفيل بها، وهو ـ تبارك اسمه ـ لن يخذِل أبدًا كل من اتكل عليه؛ وهٰذا هو وعده: “لذٰلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تَلبَسون … لأن أباكم السماويّ يعلم أنكم تحتاجون إلى هٰذه كلها.”. اجعل رحلة حياتك على الأرض استعدادًا لعودتك إلى وطنك السمائيّ: املأها بكل ما يمكنك أن تحمله معك إلى السماء: بالمحبة، وبالخير، وبالسلام؛ احمل دائمًا ملكوت الله في أعماقك، لا تقلق بشأن غدك فهو بين يدَي الله وحده: أبوك السمائيّ.