بطريرك أنطاكية ردًا على مجلس الكنائس العالمى: بيانكم عن سوريا مسيس
أرسل البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، رسالة مفتوحة للأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القسّ الدكتور أولاف فيكسيه تفايت، ردًا على البيان الذى أصدره الأخير حول سوريا.
جاء فى البيان الذى حمل توقيع بطريرك السريان الأرثوذكس” صُدمنا كثيرًا بالبيان الذي صدر عنكم حول سوريا بتاريخ 26 فبراير 2018، وفيه تذكرون 550 مدنيًا قُتلوا في الغوطة الشرقية بدمشق وبينهم أكثر من 130 طفلًا وتتجاهلون ذكر مئات المدنيين وبينهم الكثير من الأطفال الذين قُتلوا بقذائف الهاون والصواريخ التي تنهال عليهم من الغوطة الشرقية، خاصةً أنّ معظم هذه القذائف استهدفت ومنذ فترة طويلة مناطق يقطنها مسيحيون ينتمون إلى الكنائس التي هي عضوة في مجلس الكنائس العالمي.
أضاف البيان: “أنّ استهداف المدنيين من كلّ الأطراف يجب أن يُدان، ولكن بيانكم يظهر بوضوح موقفًا منحازًا حيال ما يجري في سورية عامّةً وفي دمشق خاصّةً، وكمجلس كنائس يمثّل أعضاءه ومن ضمنهم نحن الذين نعيش في سوريا، كان من الواجب أن يكون بيانكم غير مسيّس وأكثر روحانيّة وأن يعكس موقف الأغلبية الساحقة من المسيحيين في سوريا”.
استطرد البطريرك فى بيانه: وكما يظهر جليًّا أنّ معلوماتكم حول ما يجري في سوريا تفتقر إلى الدقّة والموضوعية، إنّ هكذا بيان غير متوازن سيتحوّل إلى أداة سياسيّة ويخدم رؤية سياسية لمستقبل سوريةالا تعبّر بالضرورة عن طموحات أغلبية الشعب السوري بما في ذلك المسيحيين.
لفت البيان “هنا نذكّركم بأنّ الكنائس المحليّة كانت وما زالت شاهدة للمسيح وتسعى لخدمة كلّ أبناء سوريا بروح مسيحية رغم المخاطر اليومية، كما نشعر أنّ الطريقة التي يتمّ التعاطي بها مع الكنائس في سورية هي إقصائيّة وغير مبالية بسماع صوت الرعايا والكنائس”.
اختتم البيان: “لذا، نأمل أن يعود مجلس الكنائس العالمي إلى ما عهدناه منه وأن يحمل صوت الكنائس المتألمة في سوريا وينقل حقيقة ما يعانونه إلى العالم، ونصلّي أن ينتهي الصراع في سوريا سريعًا، وأن يسود الأمن والسلام مجدّدًا في البلاد لكي يتمكّن جميع السوريين من العيش بانسجام والمساهمة معًا في إعادة بناء بلدهم ومستقبل أولادهم”.
0 comments