Saturday, November 23, 2024
x

معركة الحسم ـ أوروبا تستعد لاستئصال الإسلام السياسي؟الإسلاميين يريدون الإطاحة بالمجتمعات الليبرالية في جميع أنحاء العالم”.

In Uncategorized احداث on . Tagged width:

بدو أن سَيل الإرهاب بلغ الزبى في أوروبا، بعد توالي الضربات الإرهابية على أراضيها باسم الإسلام السياسي. معركة بادرت باريس لقيادتها، في وقت وصلت فيه القارة العجوز لمفترق طرق حاسم ومصيري كما يرى عدد من الخبراء الألمان.

تزامنا مع محاكمة المتورطين في الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة عام 2015، وهجمات نيس وفيينا، فرض موضوع تجذر المجموعات الإسلاموية الإرهابية في أوروبا نفسه من جديد على جدول أعمال عواصم التكتل القاري. وهكذا وضعت أجهزة الشرطة والاستخبارات نفسها في حال تأهب نظراً لما يتمتع به تنظيما “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” من قدرات على إعادة تنظيم نفسيهما. فقد دفعت أوروبا ثمنا باهضا بعد سلسلة من الاعتداءات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة كما يُظهر الجدول البياني التالي:


الإسلام السياسي ـ الجذور الأيديولوجية للإرهاب الجهادي

“الإسلام السياسي” هو مصطلح للتعبير عن جميع التيارات الأيديولوجية والسياسية التي تهدف إلى إقامة دولة (خلافة) تقوم على مبادئ الإسلام، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى المجتمع. اليوم، أصبح “الإسلام السياسي” يستعمل في الغالب كرديف للإسلاموية وبالتالي الراديكالية الدينية، وحتى العنف الإرهابي. والمفارقة هي أن الإسلام السياسي هو مفهوم نشأ في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين لتوصيف ظاهرة عودة الدين إلى المجال السياسي، كرد رد فعل على الأنظمة الاستبدادية العلمانية بالدعوة إلى العودة للشريعة وإقامة دولة إسلامية.

الجذور الأيديولوجية للإسلام السياسي تعود للسياق الاستعماري. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حين عاد مفكرون إصلاحيون مثل جمال الدين الأفغاني (1838-1897) ومحمد عبده (1849-1905) إلى النصوص الدينية المُؤَسِسة لمواجهة تفوق الغرب العلمي والتكنولوجي، وذلك من خلال محاولة إعادة تفسير التراث الإسلامي. وسعى هؤلاء المفكرون إلى إحياء المجتمع الإسلامي وتعبئته.

غير أن هذا الزخم الإصلاحي الأولي تمت إعادة توجيه نحو مشروع إسلامي شامل مناهض للغرب من أبرز وجوهه رشيد رضا (1865-1935)، الذي دعا إلى عودة دولة الخلافة، ولم يعد الأمر يتعلق بـ “تحديث الإسلام” وإنما بـ”أسلمة الحداثة”. نهج اختارته جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا (1906-1949) ويعتبرها المؤرخون مُلهمة الجماعات الإسلامية التي ستظهر في المنطقة خلال القرن العشرين.

اعتداءات نيس وفيينا ـ أوروبا وتحدي الإسلام السياسي

هجمات فييناأكدت ضرورة تعزيز سياسة أوروبية مشتركة لمواجهة الإرهاب، فقد طالب المستشار النمساوي زباستيان كورتس التكتل القاري ببذل مزيد من الجهود لمواجهة الإسلام السياسي. وفي تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية، قال كورتس “أتوقع نهاية التسامح المفهوم خطأ”، وطالب الاتحاد الأوروبي بزيادة التركيز على هذه المشكلة مستقبلا، معربا عن اعتقاده بأن الأيديولوجية السياسية للإسلام تهدد الحرية ونموذج الحياة الأوروبي.

وأضاف كورتس أن بلاده لديها قوانين صارمة “لكن هذا الهجوم في قلب عاصمتنا يوضح أن علينا أن نكون يقظين وحازمين”. وتابع كورتس أنه على اتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء آخرين للتنسيق من أجل خطوات مشتركة داخل الاتحاد الاوروبي، ولفت إلى أنه سيطرح هذا الأمر للنقاش في القمة الأوروبية المقبلة. يشار أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن هجوم شهدته فيينا (مساء الاثنين الثاني من نوفمبر/ 2020) وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، من بينهم المنفذ، وإصابة 22 شخصا

فيينا تحت وقع صدمة “هجوم إرهابي”

موقع “ديغيتال ديلي” الألماني كتب يوم الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020: “في عام 1782 أحرقت آخر “ساحرة” في أوروبا، وفي الكثير من كتب التاريخ يُنظر إلى ذلك الحدث كنهاية للعصور الوسطى، حيث أصبح قتل المدنيين الأبرياء بدوافع دينية جزء من الماضي (..) اليوم يتم القتل بسبب رسوم كاريكاتورية في مدرسة، من منظور العصور الوسطى الإسلامية”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الدول الأوروبية إلى “محاربة الإرهاب بشكل مشترك”، معتبراً أن الهجوم على النمسا عقب الاعتداءات في فرنسا، يُظهر أنه لا يوجد بلد بمنأى عن الخطر. وأكد ماكرون أثناء زيارته سفارة النمسا في باريس “تضامن فرنسا المطلق”، مضيفا أنّ الاعتداء يُظهر نيّة “أعدائنا مهاجمة ما تمثّله أوروبا من أرض حرّيات وثقافة وقيَم. لذا لن نخضع”. ويتشابه هذا التصريح مع ما قالته المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل عن “المعركة المشتركة” في مواجهة “الهجوم على قيمنا الأوروبّية”.

الإسلام والحداثة ـ خورشيد يدعو لإصلاح عاجل وشامل

البروفيسور مهند خورشيد، عالم اجتماع وعالم دين مسلم نمساوي، لبناني من أصل فلسطيني، يعمل أستاذاً في جامعة مونستر في ألمانيا، كما يشرف على مركز توثيق الإسلام السياسي، الذي أسسته النمسا مؤخرا بهدف خلق وعي بالبنى التي يتفشى فيها الإسلام السياسي داخل المجتمع. خورشيد أوضح في مقال نشره موقع شبكة “NDR” الألمانية (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) حاجة الإسلام إلى إصلاح عاجل وشامل وكتب أن “هجوم نيس الوحشي تسبب في رعب في جميع أنحاء العالم”. وحذر خورشيد من أن “الإسلاميين يريدون الإطاحة بالمجتمعات الليبرالية في جميع أنحاء العالم”.

ودعا خورشيد المسلمين لفهم سور القرآن وأحكامه في سياقها التاريخي. واعتبر أن هناك سوراً قرآنية بشأن استعمال العنف تتعلق بمواقف حرب في القرن السابع في شبه الجزيرة العربية، لكنها لا تشكل بأي حال من الأحوال أوامر لمسلمي اليوم، فهي لا تبرر العنف والإرهاب. “بعد وقت قصير من وفاة النبي محمد، أصبح الإسلام أداة سلطة في أيدي أولئك الذين يقاتلون من أجل الخلافة. نُسبت الكفاءات الإلهية إلى الحاكم واستمدت المطالبة الشاملة بالقيادة شرعيتها من ذلك، مما أدى إلى انحطاط واختزال الناس إلى مجرد توابع مُطيعة. فتم الابتعاد عن دين المحبة والرحمة. لذا فإن الإصلاح ضروري اليوم لتحرير الإسلام الذي بات رهينة السياسة (..) لا يمكن للإسلام أن يطور قدرته على التحرر إلا من خلال الإصلاحات المستمرة”، يقول خورشيد.

هذا الجزء

منقول عن

دى دبليو الالمانى

وموقع اقباط اوروبا