Monday, November 25, 2024
x

عظة البابا تواضروس الثاني اليوم في مارجرجس بألماظة.

In الكنيسة اليوم on . Tagged width:

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد آمين.في هذا الصباح أيها الأحباء الإنجيل المقدس يحدثنا عن مشهد من مشاهد السيد المسيح في شمال فلسطين في منطقة قيصرية فيلبس وتعتبر من ابعد المناطق عن مدينة أورشليم وكان السيد المسيح مع تلاميذه وقدم للتلاميذ سؤالين ليعرف مدى تقدمهم بمعرفة المسيحالسؤال الأول: ماذا يقول الناس عني؟وكانت هناك اجابات كثيرة هناك من قال إنه إيليا أو يوحنا المعمدان أو واحد من الأنبياء ثم سألهم السؤال الثاني وأنت ماذا تقولون عني؟ فكانت النتيجة أن بطرس الرسول وكان يشتهر بانه مندفع في الكلام فأجاب وقال ” أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ ” وطوبه المسيح ومدحه وكلام بطرس الرسول كان لسان حال التلاميذ ولكنه كان الأسرع في الإجابة فقال له السيد المسيح “أنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا ” كلمة بطرس مشتقه من كلمة قديمة (بترا) معناها صخرة والناس اعتبرت السيد المسيح يكلم بطرس وحده ولكن بطرس كان مع باقي التلاميذ ،وقصد المسيح من ذلك أن الصخرة هي الإيمان بالمسيح، فكنيستنا مبنيه على الإيمان بشخص السيد المسيح وهذه هي المرة الوحيدة التي جاءت كلمة كنيسة بصيغة الملكية ولذلك السبب يسموا إنجيل معلمنا متى (الإنجيل الكنسي) فصارت الكنيسة كنيسة السيد المسيح وقدم لها الوعد أن أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا وهذا وعد مستمر وعامل في الزمن وفي التاريخ، اريد أن تلاحظ أمرين:١- “على هذه الصخرة” الصخرة ليست بطرس ولكن هو الإيمان بالمسيح ٢- عندما قال له السيد المسيح “أعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ” لم يكن يتحدث مع بطرس بمفردة كان يكلمه بحضور التلاميذ ونفس الآية ” فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ ” قالها للتلاميذ في الأصحاح رقم ١٨ ونفس الآية كررها لكل التلاميذ في (مت ١٨:١٨ )، نحن اليوم نحتفل بتدشين مذابح الكنيسة وهذه الصخرة التي هي صخرة الإيمان بالسيد المسيح، نتعلم في يوم التدشين ثلاث أمور هامة جدًا لأن يوم التدشين ليس مجرد يوم احتفالي فقط ولكنه يوم يحمل تعليم لكل واحد فينا.١- اننا نستخدم الصلوات: وهذه دعوة لنا أن تكون حياتنا مدشنة من خلال الصلوات، الإنسان الذي يرفع صلوات كثيرة من قلبه حياته تصير مدشنة ومخصصة ” لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ ” وكنيستنا في صلواتها تعلمنا كل صور الصلاة، لدينا صلوات من كلمة واحدة “كيرياليسون” ونكررها كثيرًا، ولدينا صلوات جملة واحدة “يأرب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ ” ويمكن تكررها ونسميها صلوات يسوع، ولدينا صلوات قطعة مثل المزامير في الأجبية، ولدينا صلوات بالموسيقى الألحان والترانيم، ولدينا صلوات طقسية طويلة مثل صلوات القداس الإلهي وكلها مأخوذة من الكتاب المقدس، الخلاصة…لكي ما تصير حياتك مدشنة أملئ حياتك بروح الصلاة مثل تدشين المذبح بالصلوات.٢- نستخدم في تدشين المذبح زيت الميرون وهو زيت مقدس وله طقس لإعداده وهو مكون من ٢٧ مادة عطرية توضع في زيت الزيتون من خلال صلوات، وربنا يعطينا العام القادم وتكون الظروف مناسبة ونعد الميرون لاحتياج الكنيسة له، الزيت مادة ملطفه ورمزه في الكتاب المقدس أنه رمز لأعمال الرحمة، عندما تقوم بعمل رحمة فأنت تلطف حياة الإنسان الأخر، نستخدام الزيت ونمسح به المذبح كله مثل في سر الميرون يمسح الطفل بالزيت ٣٦ رسمه في جسمه تكون النتيجة هذا الطفل يكون مدشنًا، واستخدام الميرون في تدشين المذبح هذه رسالة لإنسان أن يكون قلبه مليان بعمل الرحمة ويكون كلامه وأفعاله لطيفة، الله يجعلنا نعيش في مجتمعات لنخدم الأخرين ونصنع معهم رحمة ومعناها واسع جدًا ومن الصلوات المشهورة في الكنيسة “علمني يأرب أن اصنع رحمة” مع كل أحد فنجعل حياتنا حياة جميلة.٣- المذبح هو نقطة النهاية عندنا: الإنسان يمارس حياته لكن أخر نقطة يلجأ لها هي نقطة المذبح ويتقدم للذبيحة المقدسة( ويعيش في المسيح والمسيح يعيش فيه) وفي أخر القداس يقول الأب الكاهن ” يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة ابدية لم يتناول منها” وهي تربط الأرض بالسماء، من خلال المذبح الإنسان يرتبط بالسماء ولذلك يوم التدشين هو يوم فرح للكنيسة ويكون يوم عيد للكنيسة وهو ليس مجرد طقس احتفالي ولكنه عبارة عن رسائل موجهة لكل واحد فينا، أملئ حياتك بالصلوات وقلبك بأعمال الرحمة الكثيرة واربط حياتك بالسماء وتكون السماء حاضرة أمامك كل حين وتذكر الكلمات الأخيرة في كل قداس ” يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة ابدية لم يتناول منها” وهى تربط الزمن كله بحياتك مع السيد المسيح.ربنا يفرحكم دايمًا ويعيش أنبا اكليمندس والآباء الأحباء في هذه الكنيسة المباركة التي لها تاريخ كبير يعيشوا ويعمروا مع كل الأحباء الذين يخدموا ومجلس الكنيسة وكل الأراخنة ويشترك معنا كل الأحبار الأجلاء وفرحانين معنا اليوم، كلنا فرحانين بتدشين هذه الكنيسة وكنيستكم كبيرة بالصلوات، ربنا يحفظكم دايمًا ويبارك في حياتكم وخدمتكم. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.