“لا تكن مغرورًا”…. عظة البابا تواضروس الثاني اليوم
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد أمين.نقرأ لأجل تعليمنا من سفر ارميا النبي الاصحاح التاسع ٢٣ « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. ٢٤ بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ. سفر إرميا ٩ :٢٣، ٢٤تحدثت معكم في بدء الصوم خلال تأملات حكمة يشوع بن سيراخ أحد الأسفار القانونية الثانية وعباراته تتشابه مع سفر الأمثال وتوجد به آيات كثيرة تبدء بحرف “لا” تحدثت معكم في المرات السابقة عن :لاتكن قاسياًلا تكن ثرثاراًاليوم نتحدث عن لا تكن مغروراً و المره القادمة نتحدث عن لا تكن صغير النفس وقصدت من هذه السلسة أن كل واحد ونحن في نهاية عام وبدء عام جديد أن يراجع نفسه ويراجع حياتهلا تكن مغروراًالغرور و الكبرياء كلمة غير مقبولة ورؤية الإنسان أنه الأفضل هي بداية السقوط في خطايا الكبرياء و الغرور غير الثقة في النفس الغرور هو الإنسان الذي لا يرى نقائصه ويرى نفسه في مرآة المدح وهنا يكون قد سقط في فخ الكبرياء والغرور ومن أكثر ما يكشف هذا الإنسان هو التحدث عن نفسه ويحب مديح الآخرين ويحب الظهور أمام الآخرين ودائما يتباهى بنفسه كل هذه أفكار يجب وضعها أمامنا “لا ترتفع لئلا تسقط فتجلب علي نفسك الهوان ويكشف الرب خفاياك ويصرعك في المجمع”الذات تكون معوقة لحياة المجتمع اركز في كلامي على ثلاث موضوعات:١. لاتغتر بأموالك هذا الإنسان يعتبر أمواله ذاته المنتفخة الأموال نعمة وقوة من عند الله فلا يفتخر الإنسان بغناه .أكثر مثل في الكتاب المقدس يوضح هذا مثل الغني الغبي وهذه الصفة فخ يسقط فيه ناس الله يعطي نعمة المال لتسير حياة الإنسان لكن الإنسان يأخذها وينظر لها أنها كل الحياة فالمال لكي أفرح الآخرين فلا تغتر بأموالك حتى لا تأخذ لقب الغني الغبي العالم اليوم كل النزاعات تدور حول المال و الثروة ويذهب نتيجة هذه الصراعات آلاف من الناس انتبه لا تكن مغرورا٢. الاغترار بالقوةربما قوة عضلية ..قوة جسمانية جليات ظل يغيظ شعب الله بقوته فلا تتبع هواك ولا قوتك ولا تسير في هواء قلبك المثل الذي نضعه أمامنا مثل شمشون الذي كان يفتخر بقوته الجسدية وكان لا يعلم أن هذه القوة من الله وعندما قص شعره صار ذليلاً وتكون النتيجة أن كل شئ فقده نقرأ في التاريخ أن دول ذهبت واضمحلت و تأخرت لا تجعل قوتك هي سبب الغرور لا تكن مغروراً٣. لا تغتر ببرك الظاهريغرور البر و الافتخار بالبر الذاتي مثل الفريسي و العشار واحد مغرور بالممارسات الطقسية احياناً يظن شخص وهو في الكنيسة بالبر الذاتي هذا شكل من أشكال الغرور تقول العذراء مريم ” انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين”انتبه أيها الإنسان انتبه لنفسك الفريسي بدأ كلامه بالشكر ثم بعد ذلك مدح ذاته وإدانة الآخر لكن العشار وقف بعيداً يقرع علي صدره ويردد اللهم ارحمني أنا الخاطئ الفريسي كان يتصدر المشهد العشار يقف من بعيد عينيه في الأرض ويشعر بخطيته بلا ذات. يشوع بن سيراخ يقول “لا ترتفع لئلا تسقط” والسيد المسيح قال على العشار أن هذا نزل إلى بيته مبررا ووجد قبول وقبل المسيح توبته واتضاعه ويقول القرار الأخير أن كل من يرفع نفسه غروراً يسقط الوداعة و تواضع القلب هي الصفة التي يطلبها المسيح فاتضاعك يرفعك “لا تقول قد خطأت فأي سوء اصابتي فإن الرب طويل الأناة” هذا شخص يستبيح طول أناة الله ولطفه .فأين تجد رحمة قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح .لا تكن مغروراً فيوجد من هو مغرور بالعلم والمعرفة .لا تكن مغروراً انتبه لأن الغرور يضيع الفضائل الروحية هذا جزء من حكمة يشوع بن سيراخ اعيد على مسامعكم الجزء الذي قرأته من سفر ارميا لأنه يلخص ما قرأته ٢٣ « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. ٢٤ بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ. انتبه لئلا تضيع نفسك حاسب نفسك جيداً في نهاية العام وبنعمة ربنا في المرة القادمة نتحدث عن لا تكن صغير النفس لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين
0 comments