بحث مبسط عن كيفية فهم تاريخ ميلاد السيد المسيح أولا ً، سنة ميلاد السيد المسيح؟

بحث مبسط عن كيفية فهم تاريخ ميلاد السيد المسيح أولا ً، سنة ميلاد السيد المسيح؟حيث أن الانجيل- البشارة المفرحة أو الخبر السار- ليس كتاباً لدراسة التاريخ بل هو البشارة المفرحة بما تحمله كلمة انجيل اليونانية بكل معانيها ، فلا نتوقع أن نفتح أحد ضفتي الانجيل لنعرف متي ولد السيدولكننا هنا نحاول أن ننضم لصفوف المجتهدين للدراسة أو للوقوف علي ما وصلوا اليه من دراسات واستنتاجات.وعندها سنجد أنفسنا أمام فترة زمنية محصورة بين تاريخ أو أكثر في سجلات الدولة أو الامبراطورية الرومانية بصفتها الحاكم المهيمن علي مفاصل كل الدول وقت ميلاد البتول للسيد..وللأمانة التاريخية لا يمكننا أن نغفل ما قام به أحد رؤساء الأديرة وهو العلامة الراهب ديونيسيوس الذي مات سنة 550 ميلادية ومجهوده الرائع في هذا الصدد.فكان من المتبع ان ينسب كل حدث كبير لتأسيس مدينة روما فيقول انه في عام( …. )من تاسيس مدينة روما تم تتويج الملك( …..) وقامت الحرب بين مملكة( …) ومملكة (… )وتم مثلاً الصلح بينهما في تاريخ( …. ) من تاسيس مدينة روما. فكل الاحداث تكون منسوبة لتاريخ حدث عظيم وهو تاسيس مدينة روما و التي بفضلها ولحكمة الهية عبدت الطرق بين كل مدن الامبراطورية وكان الله دبر طريقاً ومهدة قبل ميلاد السيد المسيح حتي تستطيع مريم العذراء وطفلها للقيام برحلة الهروب لمصر بشئ من الراحة النسبية فالطرق الممهدة بواسطة الرومان كانت بلا شك اوفر جهدا ووقتا للوصول بين فلسطين ومصر … ومنذ ذلك الوقت نسمع عن المثل الشهير الذي يقول ” كل الطرق تؤدي الي روما” بالعودة للراهب ديونيسيوس الذي أول من ربط تاريخ ميلاد السيد بما كان سائداً وقتئذ بتأسيس مدينةروما حيث قال أن السيد ولد في عام 754 من تأسيس روما أي أن هذا العام يقابل العام الاول للميلاد المجيد.اذن كي نفهم هذا الموضوع يجب علينا ان نضع أمام عيوننا تاريخ تاسيس روما وايضا تاريخ مملكة هيرودس الملك. الذي ذكرة معلمنا متي في بشارته قائلاً:“ أن المسيح ولد في أيام هيرودس الملك”وهنا سنجد أنفسنا في مواجهة بحثية من سجلات التاريخ الروماني أيضاً : متي حكم ومات هيرودس الملك؟ فهيرودس مات بعد الميلاد بفترة وجيزة وذلك بالرجوع الي متي 2 آية 19الي 22ولان هيرودس تاريخيا مات قبل سنة الميلاد ب 4 سنوات أو 5 ، فنستنتج ان السيد ولد سنة 4 أو 5 قبل الميلاد وذلك ايضا ما يؤيده المؤرخ يوسيفوس الشهير.نعم، الإجابة التي لم تكن قد تتوقعها، هي أن السيد المسيح قد وُلِدَ قبل الميلاد! وذلك حسب التقويم أي طبقًا للناحية التأريخية (تأريخ بوضع همزة على حرف الألف) أو التقويم الغريغوري المُستَخدَم حاليًا في العالم، وليس من الناحية الفعلية بالطبع.ننتقل الي نقطة اخري تثير تساؤلات عدةما ذكر في انجيل معلمنا لوقا البشير في الاصحاح 2 آية 1-2، فقد ذكر اسمين مهمين غير هيرودس الملك وهما : اولاً“ أغسطس قيصر” الذي أمر بأن يكتتب كل المسكونةوبالرجوع للتاريخ سنجد أن أغسطس قيصر حكم بين سنة 27ق.م ، 14 ميلادية . واذ يقول الوحي الالهي : في تلك الأيام صدر أمر أوغسطس قيصر بأن يكتتب المسكونة “ا”لقد كان أمر الاكتتاب من” قيصر” او “كايس “او” اكتافيوس” الذي وهبه مجلس الأعيان لقب” اغسطس “الذي يعني باللاتينية “المبجل” “امر بالاكتتاب او عمل حصر التعداد السكاني بلغة عصرنا علي جميع الدول الخاضعة للدولة الرومانية ، لاشباع شهوته عظمة وكبرياء السلطة وايضاً للتحكم في جمع الضرائب والجزية من كل اطراف المملكةلعلنا نلاحظ ان الاكتتاب او اجراء التعداد كان يمكن ان يحدث لكل المواطنين في اي مدينة في الدولة الرومانية ، الا اليهود فقد اصدر اوامرة بان يذهب كل يهودي الي مدينته الاصلية لتسجيل نفسة وكان هذا القرارمن أجل ارضاء اليهود ، فكان علي يوسف الشيخ المسن ومريم العذراء الفتاة الصغيرة الحامل مع احدي قريبات العذراء ان يتحملوا عناء السفر الي بيت لحم اليهودية موطن عشيرتهم وهناك لم تجد العذراء مكانا لميلاد يسوع حيث كانت المدينة كلها مكتظة بالمسافرين لاجل التعداد ، فلم تجد لا نزل ولا بيت ولا فندق ليستقبل الميلاد العجيب، والعجيب حقاً انهم لم يجدوا الا مزوداً حقيراً وسط الذبائح كما لو كان في الوقت الذي يرفضه البشر يفتح المزود ابوابه المخلعة اساساً بالقطيع الصغير ليرحب بالميلاد العذري منذ لحظة ميلاده فاستقبلتة الابقار والاغنام والذبائح بلا تردد وسط تسابيح الملائكة – المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وفي الناس المسرة – رُفض من الناس قساة القلوب والتف حوله بكل سلام قطيع مسالم فاستدفأ الوليد بانفاسهم بل نام علي التبن الخاص بهم وطعامهم دون ادني اعتراض منهم ولا تذمر ثانياً” كيرينيوس ” الذي كان والياً علي سورية في نفس فترة حكم أغسطس قيصرولأن الاكتتاب حدث لليهود حوالي سنة 6 ق.موهو ما يؤيد الرأي القائل بأن ميلاد المسيح حدث في نفس ايام اجراء الاكتتاب وهو سنة 5 -6 ق ميذكر لوقا 2: 1-2 عدة حقائق أخرى للتأمل: “وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.” ونحن نعلم أن أوغسطس قيصر حكم ما بين 27 ق.م إلى 14 م ( حكم 41 سنة ) .وقد كان كيرينيوس والياً على سورية خلال نفس الفترة، مع وجود سجلات بعمل إكتتاب يتضمن اليهودية حوالي عام 6 ق. م. ويجادل بعض الباحثين في أن يكون هذا الإكتتاب هو الذي يذكره لوقا، ولكن يبدو أنه هو نفسه بالفعل. وبناء على هذه التفاصيل التاريخية فمن المرجح أن ميلاد المسيح في بيت لحم هو ما بين 6 – 5 ق. منعود مرة أخري لعدة أسماء من الحكام يثيون بعض التساؤلات لكثير من الباحثين والدارسين الاكاديميين:فيذكر لوقا الخط الزمني في لو 3: 23 كمدقق ورسام موهوب أيضاً ان بداية خدمة يسوع حينما كان عمرة 30 سنة طبقا للشريعة ، التي ارتبطت بخدمة يوحنا المعمدان حيث قال : “وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِياً عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا…” (لوقا 3: 1-2)وهذا يتسق تماما مع مع ذكر سابقاً بأن المسيح كان “نحو ثلاثين سنة” عام 27 م، لنعود ونؤكد أن عام الميلاد البتولي كان بين 6 و4 ق. م. يتناسب مع هذا التسلسل الزمني. وبتحديد أكثر، من المرجح أن عمر المسيح كان حوالي 32 سنة في وقت بداية خدمته أي “نحو ثلاثين سنة.والخلاصة : ان هناك عدة تواريخ يجب أخذها في الاعتبار كي نخرج بسنة قريبة من التاريخ الدقيقتأسيس مدينة روما ، تأريخ الراهي دينيسيوس الشهير، تاريخ حكم هيرودس وكل من تبعوه في الامبراطورية الرومانيةلا يفوتنا بالمرة ان نعرف ما هو الفرق بين الامبراطور والملك ورئيس الربع لان ذكر هذه الاسماء كانت لحكمة حيث كانت العائلة المقدسة اثناء الميلاد تخضع ادارياً لمنطقة وعندما عادت من رحلة الهروب كانت الناصرة تابعة لحاكم آخرحتي لا يحث الي لبس او تداخل علينا ان ندرس طبيعة ارض فلسطين وبيت لحم والناصرة واليهودية غيرها من المدن التي تباركت باقدام العائلة المقدسة واولا ام الدنيا مصروالآن بعد أن اوجزنا عن تاريخ سنة الميلادفحتما باذن الله لنا لقاء مع بحث آخر عن يوم الميلاد : هل هو 25 ام 7 يناير.وكل عام وانتم بالف خير

سمير المطيعي

يناير 2021

نقلا عن

ElMahaba Center Nashville