Sunday, September 22, 2024
x

نياحة القديس صرابامون أبو طرحة

In تاريخ الاقباط on . Tagged width:

تنيَّح القديس الطوباوي العظيم الأنبا صرابامون أسقف المنوفية سنة 1569 للشهداء ( 1853م )، والشهير ” بأبي طرحة ” (سُمِّى بأبي طرحة لأنه كان يضع شالاً على رأسه ينزل على وجهه). وُلِدَ هذا القديس بإحدى بلاد الشرقية من أبوين مسيحيين تقيين أسمياه صليب ربياه تربية مسيحية حقيقية، ولما كبر اشتغل ببيع زيت بالقاهرة علي حمار، يمرّ به في حواري مصر مُنَاديًا. وفي ذات يوم توفي لإحدى النساء البطّالات ولد بفعل فاعل. وإذ خشت من المسئولية أشار عليها أقرباؤها أن تتّهم الرجل النصراني الذي يبيع الزيت، فتلقي بالولد تحت أرجل الحمار وتصرخ بأنه داسه وقتله. وبالفعل صنعت هذا فأمسكوا صليب وقادوه مع حماره إلي الحاكم وحوله جمع غفير، وشهد الجمع ضده بأنه قتل الولد. حاول أن يبرّئ نفسه فلم يستطع. تطلّع صليب إلي الولد وقال له: “يا ابني قمْ وقلْ لهم من الذي قتلك”. في الحال قام الميت وكشف عن الحقيقة ثم رقد. إذ حدث هذا للحال ترك صليب حماره وما عليه، وانطلق إلي دير الأنبا أنطونيوس هربًا من الكرامة والمديح. لبث القديس في الدير حتى انتخبه البابا بطرس الـ 109 الشهير بالجاولي أسقفًا للمنوفية، وقد اشتهر بثلاثة صفات أساسية: أولهما: التقشف والنسك والبساطة، فكان يقضي طول الليل قائمًا يصلي ثم ينام على الأرض، وكان أغلب أكله الدشيشة في إناء من خشب. والثانية: كان يميل إلى الإحسان الخفي. والثالثة: وهبه الله صنع الآيات والعجائب. اُختير أسقفًا علي المنوفية، كما انتدبه البابا بطرس الجاولي للعمل في البطريركية كوكيل عام، يباشر الشئون والقضايا. وقد منحه الله موهبة شفاء المرضى وأخراج الأرواح النجسة. وقد أخرج روحا نجسة من الأميرة زهرى هانم كريمة محمد على باشا الكبير والى مصر، ولم يرغب في شئ مما قدمه إليه الأمير العظيم، واكتفى بطلب بعض المؤونة والكسوة لرهبان الأديرة وإرجاع الموظفين إلى الدواوين كما كانوا في سالف الزمان فأعجب به الوالي وأجاب طلبه، في أثناء وجوده في الأسقفية عمل عجائب كثيرة منها إخراج الشياطين، وشفاء المرضى بكل بلدة يحل فيها، مسلمين ونصارى، وفى ولاية عباس باشا الأول أمر بإعدام جميع السحرة والمنجمين، فوش بالقديس أنه منهم، وانه شفى زهرى باشا بالسحر، فطلبه الخديوى ليقتله، وإذ به ينطلق إليه، وكان يوم الجمعة العظيمة. وقابله الخديوى باحتقار ولكنه قال له: أنا رجل مسكين، فقال له عباس: أنت شفيت زهرى باشا، فصرخ القديس بقوة في وجهه قائلًا (هذه قوة الله) فارتعب عباس وقال “آمان يا بابا آمان” وطالت أيام القديس حتى أدرك البابا كيرلس الرابع، والأنبا صرابامون هو الذي رسم الراهب يوحنا الناسخ (البابا كيرلس الخامس) سنة 1845 م. قسًا بأمر البطريرك. وقد تنيح الأنبا صرابامون ودفن مع البابا بطرس الـ 109 والبابا مرقس الـ 108 في الجهة الشرقية القبلية من الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما آمين.