Friday, November 22, 2024
x

عظة قداس عيد القيامة لقداسة البابا تواضروس الثاني من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ..

في القيامة أيها الأحباء نحتفل بهذا العيد فهو عيد يتكرر معنا كل يوم وله ثلاثة أسماء :
1 – عيد الفصح : وهي كلمة عبرية تعني البصخة أي العبور باللغة العربية العبور من الظلمة إلى نور الحياة
2- عيد القيامة أي Easter وأصلها east أي الشرق وهو بهذه الصوره عيد ينتسب للشروق أي نوراني
3- يوم الأحد Sunday يوم الشمس أي يوم النور
لذلك العيد في مجمله مرتبط بالنور وفي القيامة يقف الأنسان ويتساءل ماذا صنعت القيامة للأنسانية؟ من الأمور المهمة أيها الأحباء أن البشر الذين يخلقهم الله على الأرض يختاروا طريقا من طريقين والقيامة تكشف هذا.
الطريق الأول : بعض البشر يختاروا ان يكونوا صانعي للآلم و الطريق الثاني : بعض البشر يختاروا أن يكونوا صانعي للأمل. والفرق بين الألم والأمل فرق كبير جدا. ومن المدهش أن الكلمتين لهم نفس الحروف وكلاهما يبدأ بالألف ويقولون عن حرف الألف إنه حرفا من الحروف العادية لكنه عندما إستقام جعلوه أول الحروف
والبشر نوعين نوع يصنع الألم سواء لنفسه ولأسرته أو مجتمعه أو عمله ونوع آخر يصنع الأمل وهنا كانت القيامة أنها زراعة الأمل والرجاء والثقة. الذين يصنعون الألم هم الذين ينسون بإرادة أو بغير إرادة بمعرفة أو بغير معرفة في أن يتألم الآخرين سواء من خلال نشر الشائعات او الأكاذيب والضلالات من أمور غير صحيحة أو من خلال أطماعه وإنانيته التي تتحول إلى صراعات ومن ثما هذه الصراعات تتحول إلى عنف أو جريمة أو أيضا الذين يعيشون في العناد الكامل …الشخص المعاند دائما يسبب الألم سواء على مستوي الأسرة أو مشكلته أو بلده وهناك أيضا الذين ينشرون الشكوك ويتسببون في حالة من حالات اليأس أو الأحباط مثال شخص دائم القول أنه لا يوجد فائدة أي كان الموضوع وتكون النتيجة ان من يسمعه يحبط. هؤلاء يااخوتي الأحباء يصنعون الألم ونسميهم بالتعبير المشهور “Trouble Makers ” . ناس تهوي الألم والأضطراب وإذ رجعنا بالذاكرة الى قصة ميلاد المسيح نجد هيرودس الملك الذي تسبب في كثير من الألم والعويل لأنه لم يكن يعرف مكان الملك السيد المسيح فقد قتل كل أطفال بيت لحم الذين نعتبرهم أول شهداء المسيحية.

نذكر اليهود الذين صلبوا السيد المسيح وكانت وسيلة الاعدام الصليب وهي أقسي أنواع القتل
نذكر يهوذا التلميذ الخائن وكان تلميذا وسط تلاميذ السيد المسيح شاهد تعاليمه ومعجزاته وكانت له نفس المكانة والكرامة ولكن للأسف كان خائنا وسارقا وكاذبا وكانت النتيجة أنه خان سيده وسلمه لليهود بعد ان باعه بثلاثين من الفضة وهذا ثمن بخس
نتذكر أيضا شاول الطرسوسي هذا الشاب الفريسي الذي تسبب في كثير من آلام المسيحين الأوائل وكان مجرد ذكر إسمه مخيفا لكن الله رحمه وإهتداه. أمثلة كثيرة في حياتنا مثال تجار المواد المخدرة الذين يتسببون في آلام شديدة سواء للأفراد أو للمجتمع. من يسلك سلوك منحرف أو يعلم تعليما منحرفا حتى وأن كان من خلال الثقافة والسينما أن لم يكن يبني الأخلاق فهو تسبب في آلام شديدة.
لذلك القيامة اليوم تكشف الأنسان فهي الحدث الأكبر في تاريخ البشرية الذي زرع الأمل ففي قصة يوسف في العهد القديم قال لأخوته أنكم قصدتم بي شرا أما الله قصد بي خيرا. الذي يعيش في فكر الأمل يعيش في النور. الله يعطينا كل يوم نهار جديد ليبث فينا الأمل فالليل مضي بظلامه لتبدأ بداية جديدة .
القيامة زرعت الأمل والرجاء في نفوس الناس فالتلاميذ بعد ان كانوا جالسين في خوف شديد في العلية ظهر لهم المسيح الذي قام في فجر الأحد فلما رأوه بدد كل خوف ووصفهم الكتاب المقدس “فرح التلاميذ إذ رأوا الرب”
القيامة تعطي الأمل… وأيضا نقرأ عن تلميذين متجهين الى مدينة عمواس فهي تبعد عدة كيلومترات عن مدينة أورشليم ولذلك نسميهم تلميذي عمواس وكانوا في حالة بلبلة هل قام المسيح ؟ وظهر لهم كمسافر وأبتدأ يشرح لهم الكتب وعاد لهم الأمل
ثم مريم المجدلية التي أستمعنا الي قصتها في أنجيل اليوم كان بها عدد من الشياطين وقد أخرجهم المسيح ومنذ ذلك الحين صارت تخدم المسيح ولكن كل رجاؤها قد صلب وعانت بدموع كثيرة وباكر الأحد ذهبت لتضع حنوطا علي الجسد لكنها فوجئت بقيامة المسيح. طنت في البداية انه بستاني لكن بعد ان نداها عرفته من صوته وقد كافئها المسيح أن تكون مبشرة للرسل بالقيامة
الخلاصة أن تكون إنسانا زارعا للأمل بالكلام والأفعال والنظره المتفائلة فالطالب الذي يشجع نفسه يدخل الأمتحان واثقا عكس طالب يدخل الامتحان خائفا مرتبكا.
القيامة دعوة لكل إنسان ان يكون زارعا للامل في بيته وعمله ووطنه …إحتفالنا بعيد القيامة هو إحتفالنا بعيد الرجاء والأمل فتحياتنا فيه :
إخرستوس إنستي….المسيح قام
إليسوس إنستي…..بالحقيقة قام
ونظل نرددا خمسين يوم أي سبعة أسابيع لتزرع فينا روح الأمل على الدوام فتكون إنسان تعيش في النور صانع للأمل في كل مكان تتواجد فيه.
نصلي من أجل بلادنا الحبيبة مصر وكل الذين يحملون المسئولية الكبيرة لشعبنا العظيم …نصلي من أجل الهدوء والسلام والطمأنينة نصلي أن يحل الله بسلامه في البلاد التي مازات تعاني . نصلي من أجل أن يحفظ الرب بلادنا من كل شر ويعطينا على الدوام نعمة الكثيرة ويحفظ بلادنا ومسئوليها.
لألهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى البد آمين