تذكار نياحة القديس الأنبا توماس السائح
وُلِدَ بناحية شنشيف (شنشيف: هي حالياً قرية عرب بنى واصل مركز ساقلتة محافظة سوهاج)، من أبوين مسيحيين تقيين محبين لله. ربياه وأدباه بآداب الكنيسة. التهب قلبه بمحبة الله وإذ كان يميل إلى حياة التأمل انطلق إلى جبل شنشيف. بدأ يمارس رياضته الروحية. كان محباً للصلاة والتسبيح بصوته الرخيم، جاداً في نُسكه حتى صار يأكل مرة واحدة في الأسبوع. حفظ أجزاء من الكتاب المقدس، منفذاً لوصاياه، يحيا الإنجيل بفرح، ازداد في الفضيلة حتى فاحت رائحة المسيح فيه. سمع به البعض فكانوا يترددون عليه لينالوا بركته. لم يخالط أحداً من الإخوة إلا وقت الصلوات. وكان يتردد عليه بعض الإخوة الساكنين في الجبل بقربه ليشتركوا معه في الصلوات. في إحدى المرات إذ كان يسبح بالمزامير التفت خلفه فرأى ثلاثة رجال بلباس أبيض يسبحون معه وكانت أصواتهم كأصوات ملائكة، فرح بهم القديس وظل طوال الليل يسبح معهم، بعدها عرف أنهم رهبان من دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.كان الأنبا شنوده يزور الأنبا توماس، وفي آخر زيارة له قال له الأنبا توماس: ” هذه آخر زيارة وسوف أفارقك وقد أخبرني الرب أنك ستلحق بي بعد أيام “، طلب الأنبا شنوده علامة قال له الأنبا توماس: ” إن الحجر الذي خارج مسكنك سينقسم عند مفارقة نفسي من جسدي “. ولما قرب وقت انتقال الأنبا توماس من هذا العالم الفاني ظهر له رب المجد وعزاه وقواه ووعده أن هذا المكان ستبنى فيه كنيسة على اسمه يأتون إليها من كل البلاد ويكون اسمه شائعاً، ثم أخبره أنه بعد ثلاثة أيام سيترك الجسد وينال الإكليل الدائم ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماء. تنيَّح القديس بشيخوخة صالحة فرأى الأنبا شنودة أن الحجر قد انشق فقال: ” قد عدمت اليوم شنشيف سراجها “. قام الأنبا شنوده ومضى إلى موضع الأنبا توماس ومعه الأنبا أخنوخ والأنبا يوساب، ثم كفنوه وصلوا عليه ودفنوه في نفس مكان سكناه. هذا وقد ظهرت من جسده آيات وعجائب بالكنيسة التي بُنيت على اسمه والتي لا زالت باقية حتى الآن. وقد تحققت نبوة القديس عن نياحة الأنبا شنوده في السابع من أبيب من نفس السنة.بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
0 comments