Saturday, September 21, 2024
x

نياحة القديسة أفروسينا

In تاريخ الاقباط on . Tagged width:
في يوم 28 توت سنة 186 للشهداء/ 470م، تنيَّحت القديسة أفروسينا. وقد وُلِدَت بالإسكندرية، وكـانت فتاة وحيدة لأبٍ وأُمٍّ تقيَّين وموثِريـن، ربَّياها تربية مسيحية حقيقية. وقد تعلَّمت من والديها مخافة الله ومحبة الفقراء والمساكين. ولمَّا بلغت الثامنة عشرة مـن عمرهـا، تركت بيت والديها وتزيَّت بزيِّ الرجال، ومضت إلى أحـد أديرة الرهبان. فقَبِلَها رئيس الديـر وأسكنها في قلاية مُنفردة (وهو يظنُّ أنها رجلٌ). فعكفت على الصوم والعبادة والنُّسك حتى تبدَّلت هيأتها. كـان والدها يتردَّد على الديـر الذي ترهَّبت فيه، وهـو لا يعلم بوجودها، وذلك ليطلب مـن الرهبان أن يصلُّوا مـن أجله ليَهَبَه الرب سلاماً وتعزية قلبية. فلما رأتـه أفروسينا، كـانت تُقابله وتُشجِّعه، أما هو فلم يتعرَّف عليها. وصار الوالد يتردَّد على الديـر كثيراً، إذ كان يجد راحةً مـن كلمات النعمة التي كانت تتفوَّه بها. وبعد فترةٍ وجيزة، مرضت أفروسينا، وعلمت بيوم انتقالها مـن هـذا العالم. فلما حضر والدها كعادته إلى الديـر، عرَّفته بنفسها وبأنها ستنتقل. فقبَّلها باكياً، أما هي فشجَّعته وعزَّته، وتنيَّحت بين يديه. فتأثَّر والدها جداُ، واتَّفق مـع زوجته على الزُّهد في أمـور الدنيا. فباع كـل أملاكه ووزَّع أثمانها على الكنائس والفقـراء. وفي التوِّ دخلت امرأته أحد أديـرة الراهبات، أما هـو فسكن في قلاية ابنته عشر سنوات، ثم تنيَّح بسلام. بركـة صلوات القديسة أفروسينا فلتكن معنا، آمين.