Sunday, September 22, 2024
x

تذكار_نياحة القديس_إبراهيم_الرهاوي_المتوحد.

In تاريخ الكنيسة on . Tagged width:
وُلِدَ بمدينة الرها من بلاد ما بين النهرين في بداية القرن الرابع الميلادي من أبوين مسيحيين تَقِيَّين فشَبَّ على حياة التقوى محباً للعبادة واشتاق إلى حياة الرهبنة وطلب كثيراً إلى الله أن يدبِّر أمر خلاصه، فسكن في مغارة في الجبل القريب من مدينته وظل أهله يبحثون عنه فوجدوه في المغارة فأرادوا أن يأخذوه معهم فرفض وطلب منهم أن لا يزوروه مرة أخرى. بعد مدة أغلق مغارته وترك فيها طاقة صغيرة يتناول منها طعامه وظل في هذه الوحدة نحو خمسين عاماً فكان مثالاً للمتوحدين بسيطاً للغاية في معيشته.كان بالقرب منه قرية مملوءة بالوثنيين الأشرار ولم يستطع أحد من المسيحيين أن يدخل إليها ليبشِّر بالسيد المسيح فطلب القديس يعقوب السروجي أسقف المنطقة من القديس إبراهيم المتوحد أن يذهب إلى القرية ويبشِّر أهلها بالسيد المسيح فشعر بدافع قوى لهذه الخدمة. فخرج من مغارته ودخل إليها وبدأ ينادى فيها باسم السيد المسيح فاضطهده الوثنيون وضربوه بقساوة وطردوه خارج القرية. وظل خارج القرية يصلى إلى الله لكي يفتقدهم برحمته فاستجاب الله صلاته وحرك قلوبهم فذهبوا إليه فوعظهم بكلام الحياة الأبدية والإيمان بالرب يسوع المسيح فتأثر بعضهم وطلبوا منه الصفح عمَّا أساءوا إليه وظلوا يسمعون منه كلام الحياة حتى آمنوا باسم المسيح وطلبوا العماد. فأرسل إلى الأسقف يُعْلِمه برغبة أهل القرية فأتى وعمَّد منهم عدداً كثيراً. وظل القديس إبراهيم يعلِّمهم ويثبِّتهم في الإيمان مدة من الزمن. وأخيراً عاد إلى مغارته ليستأنف حياة الوحدة مرة أخرى.كان لأخيه ابنة اسمها مريم مات أبواها وتركاها وحيدة استطاع الشيطان أن يُسقطها في الخطية، فاستطاع بمعونة الرب أن يعيدها إلى حياة التوبة وسكنت في مغارة مجاورة لمغارته وسارت سيرة رهبانية حسنة.ولما أكمل القديس إبراهيم المتوحد سعيه الصالح رقد في الرب بالغاً من العمر 85 عاماً.بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين