Sunday, November 24, 2024
x

“أونتاريو WDT”سلالة جديدة من فيروس كورونا عُثر عليها بالغزلان في كندا وانتقلت للأنسان تثير القلق بشأن انتشاره مجددا ودعوه لتلقيح الحيوانات

In احداث on . Tagged width: ,

عُثر على متغير جديد من فيروس كورونا، على غرار متحوّر “أوميكرون”، في مجموعة من الأيائل ذات الذيل الأبيض اللون في أونتاريو، كندا، ما يجعله شديد الاختلاف عن المتحوّرات المنتشرة المتفرّعة من هذا الفيروس، وفقًا لما أظهرته دراسة جديدة.وأصيب رجل من المنطقة عينها بهذه السلالة، أكد اختلاطه بأيل.وأشار الباحثون إلى أنّه من الصعب تحديد كيفية تطوّر هذا المتحوّر الذين أطلقوا عليه اسم أونتاريو WTD، لأنه يبدو أنّه مرّ بتحولات كثيرة لنحو سنة تقريبًا، من دون معرفتهم بها أو أخذ عينات منها. أما التوقعات فتشير إلى أنه انتقل من الإنسان إلى الأيل، ثم عاد وانتقل إلى شخص واحد في الحد الأدنى.وخضع المتفرّع الجديد من شجرة عائلة SARS-CoV-2 إلى نحو 79 تغيّرًا جينيًا من السلالة الأصلية من الفيروس التي اكتُشفت في مدينة ووهان بالصين. وكانت نصف هذه التغيّرات تقريبًا، 37 منها، رُصدت لدى الحيوانات، لكن 23 منها لم يتم لحظها قبلًا لدى الأيائل.وقال ج. سكوت وييز، أستاذ في جامعة غيلف الكندية والإختصاصي في الأمراض المعدية المنتقلة بين الحيوانات والإنسان، إنها “دراسة مهمة جدًا على ما أعتقد، لأننا نشهد على تطور محتمل للفيروس لدى الحيوانات”.وأشار ويز إلى أنّنا شهدنا في السابق على إمكانية انتقال فيروس SARS-CoV-2 بين الإنسان والحيوان، لكن ذلك توقف. ولم يكن هناك أي مؤشر إلى أنّ هذا الأمر مستمر ويتغير في مجتمعات حيوانية جرّاء عمليات انتقال متكررة في الاتجاهين.أما الفيروس الأقرب إلى هذا المتفرّع الجديد، فيعود إلى 10 أو 12 شهرًا، وتمّ بين الإنسان وثعلب الماء (المينك) في ولاية ميتشيغان الأمريكية، القريبة من الحدود مع أونتاريو.وقال ويز، الذي راجع الدراسة ولم يشارك فيها إنه “انتقل إلى مكان ما وتغير خلال مدة زمنية تراوحت بين أشهر وسنة، ويبدو على الأرجح أن الحيوان شكّل حاضنة له. لا نعلم من أي فصيلة وأين”.مؤشرات إلى خزان طبيعي حيواني جديدويرجح ويز أن يكون الأيل هو المضيف المثالي لـSARS-CoV-2، لأنه أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لكنه لا يصاب بالمرض الشديد، ويبقى ضمن مجموعات ما يسهّل عملية انتشار الفيروس.وقد رصدت هذه السلالة الجديدة خلال موسم الصيد، حيث يجلب الصيادون الأيائل التي قاموا باصطيادها إلى العلماء الذي يأخذون مسحة منها ويفحصونها.وقال الباحثون إنهم لم يعثروا على دلائل إن هذه السلالة ناجمة عن انتقال مستدام من الأيل إلى الإنسان أو من إنسان لآخر. ورغم ذلك، فإن موسم الصيد انتهى في المنطقة، وموجة أوميكرون تفشت بقوة، ما يعقّد عملية المراقبة.وتوصلت التجارب المخبرية المبكرة إلى أنّ المضادات الحيوية المنتجة جراء التلقيح تقضي عليها بسهولة، ما يعني أن هذه النسخة من الفيروس لن تشكل تهديدًا حاليًا.المشكلة تكمن في ما سيحدث مستقبلًاويرى مؤلف الدراسة برادلي بيكيرينغ الذي يترأس قسم الأسباب المرضية الخاصة في مركز كندا الوطني للأمراض الحيوانية أنّ “غالبية الناس يعتقدون أن البشر هم الذين تسببوا بالجائحة، وهذا حقيقي”، مضيفًا: “لكن يبدو أنّ هذا الفيروس يتفشى في الحياة البرية”.وإذا بقي ينتشر بين الأيائل في شمال أمريكا، فيمكن أن يستمر ويتغيّر. وقال: “الخطر موجود، بأنّ هذا الفيروس هنا وفي وسعه في أي لحظة الانتقال إلى الإنسان”.ولفت بيكيرينغ إلى أنّ الباحثين سيستأنفون مجددًا مراقبتهم لتجمعات الأيائل بهدف الاستمرار بمراقبة تطور الفيروس.وأوضح ويز أنه في حال أصبحت الأيائل الخزان الحيواني الفعلي، فإنه يصعب حل هذا الأمر، ما يشي بحقبة جديدة من الجائحة.وأشار إلى الحاجة للذهاب أبعد من المقاربة المتمحورة حول الإنسان، لافتًا إلى أنه “ليس مهمًا إن كان الفيروس يتفشى بين 100 مليون شخص في منطقة محصّنة بالكامل، أو إن كان يتفشى بين 10 مليون أيل في شمال أمريكا. إنه يتفشى، ومن خلال عملية الانتشار والتكاثر تحدث الطفرات”.طريقة أخرى حتى يستمر الفيروس على قيد الحياةوعندما انتشر فيروس SARS-CoV-2 بين حيوانات المزارع مثل الثعلب المائي، والجرذان التي بيعت في متجر للحيوانات في هونغ كونغ، كان يتمّ التخلّص منها بغية احتواء انتشار الفيروس.لكنّ هذا الأمر غير ممكن عندما تكون المجتمعات مؤلفة من حيوانات برية.وثمة لقاحات للحيوانات بهدف تفادي المرض وحماية الحيوانات من الإصابة بالمرض الشديد أو الوفاة.وقال ويز إنّ “اللقاحات فعالة جدًا للحد من الانتشار”، لافتًا إلى أنه “يفترض أن يكون لدينا لقاحًا خاصًة بالحيوانات، لأنها أفضل من اللقاح المصنّع للبشر، ويستخدم اللقاح الحيواني التقنية القديمة، وهذا الأمر يمكن إنجازه بجودة عالية”.