Wednesday, May 8, 2024
x

تذكار_نياحة القديسة_الطاهرة_الأم_ثيئودورا

In Uncategorized on .

( وكانت تدعى أماّ مما يدل على أن كلمة أماّ كلمة قبطية ). وُلِدَت بالإسكندرية، وكانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين. ولما بلغت سن الشباب أراد أبواها أن يزوجاها، فأحضرا لها الكثير من الحلي والملابس الفاخرة. فلم تقبل ذلك لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والنُسك والتكريس. فباعت كل ما أحضره لها والداها ووزعت منه على المساكين، ثم بنت كنيسة غربي الإسكندرية. وبنت داخل أسوار الكنيسة غرفة لسكنها الخاص. وكانت تعتني بالفقراء والمحتاجين والمرضى والمسجونين. وبعد فترة ذهبت إلى البابا أثناسيوس الرسولي وطلبت منه أن يجعلها راهبة. فلما تحقق من رغبتها وعرف كل شيء عن تكريسها، قص شعرها ورهبنها بأحد الأديرة. فتنسكت نسكاً زائداً وجاهدت جهاداً روحياً حتى استحقت أن تنظر الرؤى الإلهية وتميز الأرواح والأفكار. وكان البابا أثناسيوس يفتقدها كثيراً بتعاليمه، حتى أنه لما نُفي كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة. وقد عاصرت خمسة من البطاركة وهم: ألكسندروس وأثناسيوس وبطرس وتيموثاوس وثاؤفيلس. كذلك عاصرت الأنبا باخوم أب الشركة وثلاثة من خلفائه وهم بترونيوس وأورسيسيوس وثيؤدورس. وقد وضعت أقوالاً نافعة بإرشاد من الله. ومما تعلَّمته من أولئك الآباء ما يلي:

أولاً عن الاتضاع:لا النُسك ولا السهر ولا أي تعب يقدر أن يُخَلِّص الإنسان سوى الاتضاع الحقيقي. فكان هناك متوحداً يُخرج الشياطين، فسألهم: بماذا تَخرُجون ؟ هل بالصوم؟ أجابوا نحن لا نأكل ولا نشرب. أبالسهر ؟، أجابوا نحن لا ننام، أباعتزال العالم ؟ أجابوا نحن نعيش في البراري، عندئذ قال لهم بأية قوة تخرجون؟ قالوا ليس شيء يغلبنا سوى الاتضاع. انظروا كيف يغلب الاتضاع الشياطين.

ثانياً: عن عمل الوصية:حدث أن إنساناً شتم إنساناً تقياً. فأجابه: ” كنت قادراً أن أجيبك بما يوافق كلامك، لكن ناموس الله يغلق فمي “.

ثالثاً: ضرورة الجهاد:قال راهب من شدة التجارب التي تلاحقه ” لنترك هذا المكان “. وعندما ابتدأ يلبس حذاءه، رأى شخصاً يلبس حذاءه أيضاً. فقال له ” إلى أين أنت ماض أيضاً؟ “، أجابه ” إلى الموضع الذي أنت ماض إليه، لأني من أجلك أنا مقيم في هذا الموضع. فإن أردت الانتقال من ههنا فسوف أنتقل بدوري، لأني ملازم لك حيثما سكنت. فمكث الراهب في مكانه ولم يغيره.

رابعاً: احتمال الضيقات:لنجاهد أن ندخل من الباب الضيق، لأنه كما أن الشجرة إذا لم تتعرض لعواصف الشتاء لا يمكنها أن تأتى بثمر، هكذا الحال بالنسبة لنا أيضاً. هذا الدهر شتاء عاصف، فقط بالضيقات والتجارب المتنوعة يمكننا أن نرث ملكوت الله.هذا وقد سألت هذه القديسة البابا ثاؤفيلس عن قول الرسول بولس: ” مفتدين الوقت ” ( كو 4: 5 )، فأجابها: ” هذا القول يظهر لنا كيف نربح كل أوقاتنا. كمثال، إن كنت في وقت إهانة، اربحي وقت الإهانة بالاتضاع والصبر وانتفعي منه، إنه وقت هوان أقتنيه بالصبر واربحيه. هكذا كل الأمور المضادة لنا يمكننا – إن أردنا – أن نصيرها ربحاً لنا “. ولما أكملت هذه القديسة جهادها تنيَّحت بسلام.بركة صلواتها فلتكن معنا. آمين.