فرش المذبح في القداس و محتواه
هناك ثلاث لفائف يوضعوا في شكل ثلاث مثلثات دائمًا اللفافة المثلثة تُشير إلى عمل إعجازي، عمل الله، وثلاث لفائف أخرىيوضعوا فوقهم لكي يكون جزء من اللفائف المثلثة مُخفى تحت اللفائف الأخرى إشارة إلى عمل الله السري من خلال الذبيحة المقدسة، لأن حلول الله على المذبح عمل سرائري، فائق لقدرة الإنسان الطبيعي.
ثم توضع الصينية فوق اللفافة الوسطى وهى رقم خمسة من الست لفائف السابقة وفيها لفافتان وهم لفافة رقم 9، 10 ولفافة رقم 7، 8 فوق كرسي الكأس وهم لفافة مثقوبة وفوقها لفافة أخرى وحول كرسي الكأس لفافتان فيكون عدد اللفائف على المذبح 12 لفافة (6 الموضوعين شكل مثلث و2كرسي الكأس و2ما حوله و2 الصينية فيكون مجموعهم 12 لفافة) لأن رقم 12 يشير إلى ملكوته الله، والثالوث في أركان الأرض الأربعة. (هناك لفافة صغيرة توضع في الصينية، إشارة للتبن في المذود).
ونلاحظ أن المذبح فيه فكرة الثالوث طول وعرض وارتفاع (ثلاث أبعاد) متساويين إشارة إلى تساوى الأقانيم، وله (أركان أربعة) 3 × 4 لذلك بعد ما ينتهي الكاهن من القداس نهائي يلف حول المذبح وهو يصفق بيديه ويقول يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم، إنها ذبيحة قُبلت فهو يلف حول المذبح إشارة أنها ذبيحة تكفى العالم كله.
+ ثم يُصلى الكاهن المزامير باعتبار أن المزامير فيها نبوات عن حياة السيد المسيح كلها، وفي القداس نعيش حياة السيد المسيح من حياته في بيت لحم إلى الصعود، في الأيام العادية والآحاد تًصلى مزامير الثالثة و السادسة لأن الثالثة نفتكر فيها حلول الروح القدس على التلاميذ وبداية الآلام “لأنهم بدأوا يعذبوا المسيح في الساعة الثالثة” والسادسة وهى خاصة بالخلاص على الصليب.
في أيام الصوم العادية (الرسل، العذراء، الميلاد) نضيف التاسعة ونجد إنجيلها عن إشباع الجموع.
في أيام صوم السيد المسيح (الصوم الأربعيني، ونينوى، والبرامون، والأربعاء والجمعة) نضيف الغروب و النوم و الستار بالنسبةللأديرة.
سؤال مهم: لماذا يرتبط الخلاص بالتسبيح؟ أذكر أمثلة من تاريخ البشرية في عمل الله معها:
الإجابة: معنى أن التسبيح مرتبط بالخلاص، عندما وجد الشعب فرعون ميت على وجه المياه سبحوا موسى وهارون ومريم أخت هارون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أي موقف خلاصي تجد أن التسبيح هو النتيجة الطبيعية، الفتية الثلاث عندما خلصوا من قوة النار سبحوا تسبحة الهوس الثالث. وهكذا كل موقف فيه خلاص لابد أن يصحبه تسبيح ولذلك القداس هو تسبحة لأنه يُعلن خلاص المسيح.” لذلك الكاهن وهو يصرف ملاك الذبيحة في نهاية القداس يقول يا ملاك هذه الذبيحة الصاعد إلى العلو بهذه التسبحة ” ونقول “رحمة السلام وذبيحة التسبيح ” ولذلك اقتران التسبيح بالخلاص هو تاريخ موجود في عمل الله الخلاصي وسط البشر.
س) ممكن أحد يسأل في الأعياد السيدية التي نعتبرها أحداث خلاصية لا نصلى المزامير؟ لماذا؟
ج) لأننا ننتقل من تسبيح النبوة إلى تسبيح الحقيقة، لأننا نخرج عن النبوة إلى الحقيقة، فإذا كانت المزامير بتقدم النبوة فالمناسبة تقدم الحقية فنحن نعيش في تسبحة المناسبة، وأيضًا في أسبوع الآلام لا نصلى بالأجبية لأننا نركز على مزامير الآلام بطريقة تعيشنا جو المناسبة. الكنيسة هي مجال هذه المناسبات ونعيش فيها هذه المناسبات في عمقها.
+ طقس غسل الأيدي:
ثم يغسل الكاهن يديه إشارة إلى النقاء فغسل الجزء يُشير إلى غسل الكل. واليدين تُشير إلى العمل، السيد المسيح غسل رجلين التلاميذ، وغسل الأرجل يُشير إلى التوبة، وغسل الأيدي يُشير إلى العمل. يغسل الكاهن يديه على ثلاث مرات يقول فيها ثلاث عبارات، (تنضح على بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج) في اليد الثانية يقول (تُسمعني سرورًا وفرحًا فتبتهج عظامي المتواضعة) وفي المرة الثالثة يقول (أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك يا رب لكي أسمع صوت تسبحتك وأنطق بجميع عجائبك) الكنيسة مختارة ثلاث عبارات يلخصوا عمل الكاهن. الاغتسال مهم لدرجة أن معلمنا بطرس عندما رفض أن يغسل له السيد المسيح رجليه قال له “إن لم أغسلك فليس لك معي نصيب” وهنا يقصد المعمودية فالمعمودية فيها الإنسان ينال الخلاص من الخطية الجدية والفعلية السابقة للمعمودية، يحتاج إلى غسل القدمين وهى التوبة والاعتراف وهى معمودية ثانية دائمة.
الخبز والخمر كمادة السر:
الخبز والخمر يكونوا في حالة من النقاء والكمال يُشير إلى كمال المسيح له المجد بلا عيب، كما كان خروف الفصح بلا عيب، فُيصنع الخبز من الدقيق الأبيض النقي وهى الحنطة أو القمح، والدقيق أبيض ناصع بلا (ردة أو شوائب) إشارة إلى أن السيد المسيح بلا عيب تماماُ. القربانة تكون كاملة الاستدارة مثل قرص الشمس، فالمسيح هو شمس البر والدائرة هي الشكل الهندسي الذي بلا بداية ولا نهاية، إشارة إلى السيد المسيح الذي هو بلا بداية ولا نهاية من حيث لاهوته “سرمدي أي أزلي أبدى بلا بداية ولا نهاية” ويتحقق في المسيح ملكوت الله ولذلك نجد فيه الختم فيه 12 صليب وفي الوسط نجد “الإسباديكون” أي جزء سيدي ورقم 12 يُشير إلى ملكوت الله، عدد الرسل. ولذلك في القربانة نجد المعاني كلها نجدها تُشير إلى المسيح في نقائه الكامل مثل شمس البر وفيه يتحقق ملكوت الله على الكنيسة كلها. كل القربانة تتحول إلى جسد المسيح، رقم 12، 3×4 يشير إلى ملكوت الله. سر التثبيت 3 × 4 × 3 يُشير إلى أبدية هذا الملكوت أن الله يملك علينا إلى الأبد ولا يتركنا أبدًا.
الخبز:
هو (عجين + خمير) والخمير يُشير إلى الخطية، أن المسيح حمل عنا الخطية (رسالة روميا 8: 3) ” الله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد ” لذلك نضع الخميرة في الخبز وتدخل النار فتبطل فاعلية الخميرة.
ولا يوضع في الخبز لا سكر ولا ملح، لأن السكر يُشير إلى الشر والمسيح حاشا أن يكون فيه شر، والملح يُصلح ولا يمكن المسيح يحتاج إلى إصلاح، فلا يوضع سكر ولا ملح. وفكرة الخميرة تدل على أن المسيح هو حامل خطية وليس خاطي، لأن الخاطي لا يقدر أن يحمل خطية فكونه يحمل خطايا العالم دليل على أنه بلا خطية، قدوس بلا شر. الخاطئ نجس أما حامل الخطية فهو قدوس بلا شر.
الخمر:
عصير عنب + خمير. لذلك يكون فيه نسبة تخمر ويلاحظ أن لا يكون الخمر كحول، كلمة (استبراء) معناها إثبات براءة أو صحة أو نقاوة الخبز والخمر، التأكد من صلاحيتها وأنها بلا عيب.
سؤال: لماذا نستخدم خبزة واحدة وكأس واحدة؟
الإجابة: لأننا نؤمن أن المسيح واحد ولذلك الذبيحة واحدة والمذبح واحد والكنيسة واحدة وأسقف واحد هكذا يقول (القديس مار أغناطيوس) ” كونوا متمسكين بالأفخارستيا الواحدة فإن جسد ربنا يسوع المسيح واحد ويكون لكم كأس واحدة توحدنا بدمه مائدة واحدة أسقف واحد مع الكهنة والشمامسة الخادمين معه”. لذلك لا يمكن صلاة قداسين بنفس المذبح ونفس الشمامسة ونفس الكهنة ونفس الأواني في يوم واحد لابد أن يكون قداس واحد فقط.
سؤال:
لماذا أختار السيد المسيح الخبز والخمر كمادتين لسر التناول والتحول إلى جسد الرب ودمه؟
الإجابة:
السبب الأول: الطعام الذي يأكله الإنسان يتحول إلى جسده هو ودمه، فطبيعة الخبز والخمر يتحولوا طبيعي إلى جسد ودم.
السبب الثاني: كما يقول القديس كبريانوس “عندما دعى الرب بالخبز جسده أشار إلى شعبه الذي حمله إذ صاروا في وحدة، فالخبز هو حصيلة إتحاد كثير من حبات الحنطة، فالخبز مجموعة حبات قمح كثيرة طُحنت معًا وخبزت فصارت خبزة واحدة”. وقال أيضًا “وعندما دعى بالخمر دمه الذي هو حصيلة كثير من حبات العنب عنى بهذا قطيعه الذي يرتبط معًا بامتزاج الجموع في وحدة معًا”.
السبب الثالث: أن السيد المسيح أعلن عن نفسه أنه هو الخبز الحي النازل من السماء الواهب حياة للعالم. والخمر يُشير إلى الحب الكامل، لذلك عندما قدم السيد المسيح الخمر ذاق أولًا، وقال “لا أعود أشرب من نتاج هذه الكرمة إلى أن أشربه جديدًا معكم في ملكوت أبى” يشير إلى أننا سنعيش في الأبدية مع هذا الحب الكامل مع الآب السماوي. لكل هذه الأسباب أختار الخبز والخمر لكي يكون جسده ودمه هذا السر الإلهي العظيم.
0 comments